الأخبار (نواكشوط) – حصلت صحيفة "الأخبار إنفو" على تفاصيل جزء من الصفقات الممنوحة في إطار تحضير وتنظيم الدورة السابعة والعشرين للقمة العربية، والتي استضافتها نواكشوط يوليو الماضي، وتظهر التفاصيل التي حصلت عليها "الأخبار إنفو" منح غالبية الصفقات لشخصيات مقربة من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وكانت قيمتها بمئات الملايين من الأوقية.
وفضلا عن الصفقات التي حصلت الأخبار على تفاصيلها، ظلت صفقات أخرى بعيدة عن الأنظار، حيث تكون كل الصفقات محل "تكتم شديد"، وخصوصا الصفقات التي منحت بالتراضي، ومنها أغلب صفقات القمة العربية.
تصريف 8 مليارات
ومن الصفقات الكبرى التي منحهت دون مناقصة، صفقة إنجاز 40 كلم أغلبها في مقاطعة تفرغ زينة، وجزء في مقاطعة لكصر، وقد تم منح هذه الصفقة لشركتي "ATTM" التابعة لـ"اسنيم" و"ENER"، حيث منحت الشركتان جزءا من صفقتهما لخصوصيين، في ظروف تم التكتم عليها.
وتتهم الحكومة بالتحايل على إجراءات الصفقات القانونية، وخصوصا المواد الضامنة لشفافيتها من خلال منح الصفقات لشركات حكومية، وخصوصا ATTM أو ENER أو الهندسة العسكرية، على أن تقوم هذه الشركات لاحقا بتفويت الصفقة لطرف ثالث.
700 مليون لموريكوم
ومن ضمن صفقات القمة العربية، صفقة إقامة خيمتي استقبال إحداهما في المطار الجديد، والثانية في مدينة نواكشوط، وقد تم منحهما لشركة "موريكوم" لمالكها محمد محمود ولد محمد المختار ولد ميه، وخصص لهما مبلغ 700 مليون أوقية.
وترتبط شركة "موريكوم" بعلاقة وطيدة مع الرئاسة الموريتانية، وتتولى أغلب الصفقات الرسمية المتعلقة بالحفلات، وخصوصا التي تشرف عليها الرئاسة الموريتانية، أو تنظم برعايتها.
600 مليون لولد اللهاه
كما منحت الحكومة مبلغ 600 مليون أوقية لرجل الأعمال محمد يسلم ولد اللهاه، وذلك مقابل صفقة صباغة الأرصفة في منطقة تفرغ زينة، وتحديدا الشوارع التي يتوقع أن يمر منها ضيوف القمة العربية.
وتم منح هذه الصفقة لوكل اللهاه دون إجراء مناقصة، أو إتاحة التنافس عليها للجهات العاملة في المجال.
وولد اللهاه هو أخو رجل الأعمال المعروف افيل ولد اللهاه، وكان يعمل في مجال التهريب من السنغال، وخصوصا إبان حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، وتحول بعيد وصول ولد عبد العزيز إلى مورد رئيس لوكالة دعم ودمج العائدين الموريتانيين من السنغال ومالي، وكذا مورد رئيس لميناء انواكشوط المستقل، كما يمتلك فندقا في مدينة روصو على الحدود السنغالية، وناد لكرة السلة.
700 مليون للصحراوي
أولى صفقات القمة كانت الخيمة التي احتضنت الجلستين الافتتاحية والختامية للقمة العربية، والتي منحت لشركة "النجاح" التي يدرها محي الدين ولد أحمد سالك المعروف بالصحراوي، وقد منحت له هذه الصفقة لتوفير خيمة تستضيف القمة، مقابل مبلغ 2 مليون دولار.
وحصل الصحراوي على هذه الصفقة عن طريق التراضي، حيث لم يتم إجراء أي مناقصة أو الإعلان عنها للحصول على عروض حول توفير خيمة القمة.
وسبق للصحراوي أن حصل على صفقة إنشاء المطار الجديد، والتي وصفت من طرف برلمانيين بأنها الأكثر فسادا في التاريخ الحديث لموريتانيا، حيث منحت له دون أن تمر بلجنة الصفقات، أو تمرر عبر البرلمان.
كما حصل خلال الفترة الأخيرة على صفقة إنجاز طريق سريع إلى مدينة أبي تلميت، وقد أعلنت شركته عن مناقصة لإجراء دراسة عن إنجاز هذا الطريق.
300 مليون للجنة "المتطوعين"
كما منحت الحكومة للجنة الإعلامية التي يرأسها المستشار الرئاسي إسحاق الكنتي مبلغ 200 مليون أوقية، قبل أن تتم زيادة المبلغ المخصص لها بـ100 مليون أوقية ليرتفع المبلغ الإجمالي لها إلى 300 مليون أوقية.
وسبق لرئيس اللجنة إسحاق الكنتي أن قال في مقابلة مع قناة الساحل الخاصة إن أعضاء لجنته تم اختيارهم على أساس معيارين هما الكفاءة، والوطنية، مردفا أن يعملون في اللجنة بشكل تطوعي.
وتعهد الكنتي – حينها - بإقامة مركز إعلامي يوفر البث للقنوات حول العالم، غير أن مصادر خاصة أكدت أن تلفزيون "الموريتانية" تولى بشكل كامل الإشراف على هذا الموضوع، وكذا توفير الخدمات المرتبطة بالإعلام السمعي البصري للقنوات الأجنبية الراغبة فيه من موريتانيا، مؤكدة أن لا علاقة للجنة الإعلامية التي يديرها الكنتي بالموضوع.
وأطلقت هذه اللجنة موقعا إلكترونيا، وعدت متابعيه بتقديم أخبار ومعطيات القمة أولا بأول.
123 مليون لـ"لأمبصادور"
ومن ضمن صفقات القمة العربية التي تم منحها بشكل غير شفاف، صفقة غداء المشاركين في القمة العربية، والتي تم منحها لنزل "الأمبصادور"، وهو النزل الذي دأب حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا على تنظيم أنشطته فيه.
وتم منح صفقة الغداء مقابل مبلغ 123 مليون أوقية.
وكان مقررا أن يقام حفل عشاء على شرف المشاركين في القمة العربية، وخصوصا من كبار الضيوف من الملوك والرؤساء، غير أن عزوف أغلبهم عن المبيت في نواكشوط دفع الحكومة لتغيير العشاء إلى غداء على شرف المشاركين، ومنحت صفقته لـ"نزل الأمبصادور".
وفضلا عن هذه الصفقة منحت الحكومة صفقة تشجير العديد من الشوارع لخواص تم التكتم على أسمائهم، ومن ضمنها استيراد كميات من النخيل من الخارج، وكذا اللوحات التجميلية، واللافتات وغيرها.
لجوء لمنازل الخواص
وقد لجأت الحكومة في إطار بحثها عن سكن لضيوفها إلى منازل الخواص، حيث طلبت من رجال الأعمال التبرع بمنازلهم لإنزال ضيوف القمة العربية، وقد تبرع عدد من رجال الأعمال بمنازلهم، حيث خضعت خلال الأسابيع الماضية لإصلاحات وإجراءات تراعي الضوابط الأمنية، وتم إنجاز طرق معبدة إليها.
وحسب مصادر الأخبار إنفو، فقد قررت الحكومة توزيع ضيوفها من الرؤساء على منازل رجال الأعمال، وذلك على النحو التالي:
- منزل رجل الأعمال زين العابدين ولد محمد محمود، وتم تخصيصه للرئيس السوداني عمر البشير.
- منزل رجل الأعمال محمد ولد انويكظ، وتم تخصيصه للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، وحول إليه أمير الكويت بعد غياب الرئيس الفلسطيني.
- منزل الشريف ولد عبد الله (قرب فندق موري سانتر)، وتم تخصيصه لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
- نزل قرب الشرطة القضائية، وتم تخصيصه لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، أو لبعض أعضاء الوفد المرافق له، وذلك بعد تغيب الملك السعودي رغم وجوده في مدينة طنجة المغربية.
وفضلا عن التبرع أجرت الحكومة الفنادق، والنزل الموجودة في قلب العاصمة، كما وقعت صفقات مع منازل خصوصية، رجحت مصادر على علاقة باللجنة أن لا يتم استخدامها.
أسراب السيارات
كما تلقت الحكومة الموريتانية تبرعات بالسيارات من عدة دول عربية، على رأسها الكويت، وقطر، حيث قدمت كل منهما عددا من السيارات لمساعدة موريتانيا في نقل ضيوفها.
فقد قدمت الكويت 36 سيارة فاخرة لموريتانيا، فيما قدمت قطر 20 سيارة، واستلم مسؤولون موريتانيون السيارات من مسؤولي هذه الدول في مطار نواكشوط الدولي.