الأخبار (نواكشوط) ـ تشكو الشوارع الفرعية في أحياء مقاطعات العاصمة نواكشوط من استغلال سيء من بعض السكان، وهو ما يؤدي في بعض الأحيان إلى إغلاقها بالكامل أمام حركة مرور السيارات وأحيانا يؤدي سوء استغلالها إلى إغلاقها أمام المارة، في ظل صمت رسمي إزاء الظاهرة التي باتت تتفشى.
وتتنوع طرق هذا الاستغلال السيء للشوارع الفرعية تبعا للحاجة التي تتمثل أحيانا في إلقاء بعض مخلفات البناء في الشارع أو إنشاء خزانات المياه العادمة أو غير ذلك، ومن السكان من يتسبب في إغلاقها لساعات أو دقائق محدودة، فيما يغلقها البعض الآخر لأيام، وآخرون بشكل دائم.
شوارع مغلقة بالكامل..
حب التملك وحيازة الممتلكات العامة، حسب ما يصفه البعض، هو ما آل إليه هذا الشارع بمنطقة كرفور في مقاطعة عرفات الذي كان في سالف عهده طريقا سالكا، إلا أن الأشخاص الآن باتوا بالكاد يستطيعون المرور منه نتيجة احتكار ذوي المنازل المجاورة له بتخصيصه لخزانات المياه العادمة.
الأمر الذي شجع آخرين على وضع القمامة في هذا الشاريع ليتم هجره بالكامل من قبل المارة.
ليصبح مكبا للنفايات لا ينل حظه من حملات التنظيف التي يقام بها بين الفينة والأخرى في أحياء العاصمة، وتنتشر روائح القمامة من هذا النواع من الشوارع لتعم المنازل المحيطة به والتي كانت وراء ظهوره بهذا الشكل.
ويشكو صاحب الدكان سيد احمد البكاي ولد سيدي محمد هذه الظاهرة التي يقول عنها إنها نتاج تخلف وعدم تنظيم وغياب للسلطة الرادعة.
ويطالب ولد سيدي محمد بالتدخل العاجل لإيقاف هذه الظاهرة قبل أن تتفاقم وتصبح الشوارع مكانا لركن السيارات بدل أماكن الركن المخصصة لها.
مغلق إلى إشعار آخر..
ويعتبر إغلاق الشوارع أثناء تشييد البناء ظاهرة منتشرة في نواكشوط حيث يضع صاحب البناء المزمع تشييده الأتربة ومعدات البناء في الشارع العام المطل على منشأته قيد التشييد ما يتسبب في منع السيارات من المرور.
وهو ما بات يحير بعض أصحاب السيارات الذين يعتبرونه تصرفا غير مدني وتملكا للمتلكات العامة بصفة غير قانونية، ما يترتب عليه اعتداء على حقوق الآخرين.
ويقول غالي ولد محمد الشيخ وهو صاحب سيارة إن ظاهرة إغلاق الشوارع تظهر بداوة الشعب الموريتاني وعدم إحساسه بالمسؤولية. وحسب رأي ولد الشيخ فإن إيقاف البعض لسياراتهم بشكل يؤدي إلى إغلاق الطريق غالبا مايكون في حالات استثنائية حسب وصفه.
البقاء للأقوى..
يفضل آخرون إغلاق الشوارع بسياراتهم أمام السيارات الأخرى عبر إيقافها وسط الشوارع الضيقة داخل الأحياء، في مشهد يعبر عن امتلاك أصحاب هذه السيارات للشوارع الفرعية في أحيائهم واحتكارها.
وغالبا ما تسبب هذه الخطوة إزعاجا للجيران، حيث تضطر العابرين إلى أحياء أخرى من أصحاب السيارات للجواء إلى إطلاق العنان لمزامير سياراتهم، في مسعى لتنبيه صاحب السيارة لإبعادها وفتح الطريق؛ إلا أن الأمر قد يتطور أحيانا إلى مشادات كلامية بين الطرفين نتيجة تعنت الأول.
ويرى المواطن عبدالله ولد ان أن ظاهرة استغلال الشوارع أو إغلاقها تثبت بدوية المجتمع الموريتاني الذي يرفض مبدأ التنظيم باعتباره مبدأ أساسيا من مبادئ المدنية، حسب رأيه. الأمر الذي ينعكس بشكل واضح وجلي في عشوائية البناء واحتلال الشوارع والساحات العامة وإلغاء مبدأ الملكية العامة المشتركة.
وترجع هذه الظاهرة حسب ولد ان إلى تساهل الدولة في إلزام الناس باحترام الشوارع العامة.
وتنتشر ظاهرة استغلال وإغلاق الشوارع في أجزاء كبيرة من نواكشوط، وهو ما يؤدي لحدوث أزمات بين أصحاب السيارات وسكان الأحياء الذين يتملكون شوارع عمومية في غياب تام للدولة التي اهتمت بتشييد الطرقات في بعض أحياء العاصمة وتناست أزقة وشوارع أحياء أخرى.