الأخبار (نواكشوط) ـ بمناسبة الذكرى الخامسة لإنشاء المصرف الإسلامي الموريتاني، نستضيف لكم المدير العام محمد بن عثمان، وذلك لتسليط الضوء على أول تجربة ناجحة للمصارف الإسلامية في موريتانيا.
كما تتناول المقابلة آفاق الصيرفة الإسلامية والتحديات التي تواجه المصارف الإسلامية.
وهذا نص المقابلة:
الأخبار: أهلا وسهلا بكم المدير العام، هل لكم أن تقدموا لنا ورقة تعريفية عن مصرفكم؟
مدير المصرف محمد بن عثمان: المصرف الإسلامي الموريتاني شركة مساهمة مملوكة بالكامل من طرف تمويل أفريقيا القابضة ((TAH التابعة للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص (ICDD) المنضوية تحت مجموعة البنك الإسلامي للتنمية (IDB).
ويدخل إنشاؤه في إطار إستراتيجية المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص (ICD) الهادفة إلى نشر وتطويرالصيرفة الإسلامية في ربوع غرب أفريقيا حيث أنشأت عدة مصارف في كل من السنغال، والنيجر، وغينيا، وموريتانيا، وقريبا في ساحل العاج، والبنين.
تاتي هذه المبادرة الرائدة في وقتها، وذلك بعدما أثبتت الصيرفة الإسلامية نجاعة الحلول المالية التي تقدمها المصارف الاسلامية وملاءمتها مع احتياجات الزبناء وتاثيرها الإيجابي في المشاكل الاقتصادية من تضخم وبطالة التي تعتبر من أكبر التحديات الاقتصادية التي يواجهها العالم اليوم.
يعتبر مصرفنا لبنة في هذا الصرح، وهو في وضعية جيدة ويحظى بثقة عالية من زبنائه.
عمره الآن خمس سنوات كانت تجربة رائدة ومكنت المصرف من وضع الأسس السليمة التي تمكنه من أن يلعب دوره كفاعل اقتصادي هام معتمدا في ذلك على الله جل جلاله وعلى مساهميه الأساسيين لما لهم من تجربة في هذا المجال. ومن بين هذه الاسس:
- كادر بشري مؤهل ويتمتع بخبرة عالية وقد تم تكوينه بشكل مستمر على النظم المالية الحديثة.
- نظام معلوماتي مطابق للنظم والمعايير التي أقرتها هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAIOFI).
السوق الموريتانية سوق واعدة وفرص الاستثمار فيها متعددة وذات مردودية عالية. وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نذكر أن المصرف يلتزم منذ إنشائه بتطبيق صارم للنصوص المنظمة للنشاط المصرفي الصادرة عن البنك المركزي الموريتاني، وهذا يمنحنا احترام السلطات المشرفة على القطاع وثقة زبنائنا.
الأخبار: ما هي النتائج التي حققتم؟
مدير المصرف محمد بن عثمان: إن اعتزازنا يرتبط بإرضاء زبنائنا، وهو بالتحديد أن نرى زبونا يدشن بنجاح مصنعا تم تمويله من طرف مصرفنا أو مواكبة زبون آخر لتسلم منزله الذي ساعدناه للحصول عليه إما عبر إعادة تأهيله أو بنائه أو أن نستشعر بهجة صيدلاني يطلق نشاط صيدليته بفضل دعمنا أو أن نلاحظ أن الإرشادات التي قدمناها لزبون آخر كانت مثمرة وساهمت في مضاعفة نموه أو تزويد زبون آخر بمعدات عبر نظام "الإيجار والاقتناء..."، وتطول لائحة الامثلة نظرا لأهميتها البالغة.
كما أن الاعتراف الذي نلمسه من عملائنا على مهنية مصرفنا هو أيضا مصدر للفخر والاعتزاز ودليل علي نجاح التجربة.
الأخبار: ما هي أهداف وتحديات المصرف الإسلامي الموريتاني؟
مدير المصرف محمد بن عثمان: أهدافنا كثيرة وتشمل جانبي الكم والكيف.
على مستوى الكم يمكننا أن نذكر الأهداف التالية: الحصة في السوق، معدلات النمو، والناتج المصرفي، والربح... إلخ.
وعلى مستوى الكيف فإننا نعمل على تزويد المصرف بأفضل الممارسات والإجراءات لضمان التطور المنسجم للبنك، و كذا تطوير المهارات والخبرة لدى الموظفين، والحفاظ على المصرف كبنك يتمتع بسمعة طيبة في مجال جودة الأداء والخدمات.
وفيما يتعلق بالتحديات، أود أن أقول إن التحدي الرئيسي يدور حول تطوير البنك في سوق تتميز - من جهة - بهيمنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي لا تتمتع بأدنى حد من التنظيم كالمحاسبة، والهيكلة التنظيمية... كما يتميز بعدد متزايد للفاعلين المصرفيين العاملين في السوق.
الأخبار: توجد مسألة شائكة في الآونة الأخيرة، تتعلق ببنك "آسيا" البنك التركي، والشريك الفني لمجموعة شركة تمويل إفريقيا القابضة المساهم الوحيد لمصرفكم، ما تأثيرها على سير العمل في مصرفكم؟
مدير المصرف محمد بن عثمان: لن يكون لهذا الحدث أي تأثير مباشر على تنمية مصرفنا لأننا لم نستفد من الوزن الضخم الذي كان يتمتع به بنك "آسيا" حين بلغ أوج نموه في السنوات التي سبقت العام 2014، كما أنه لن يكون هناك أي أثر لتصفية هذا البنك على معاملاتنا في موريتانيا.
من جهة أخرى تجري الآن مفاوضات متقدمة لشراء المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص حصة بنك "آسيا" في مجموعة "تمويل إفريقيا القابضة"، وستتوج في آجال قريبة بنتائج ايجابية إن شاء الله وسيكون لها الأثر الإيجابي على نمو وتطور المصرف.
الأخبار: هل من كلمة أخيرة؟
مدير المصرف محمد بن عثمان: على الرغم من أن المصرف الإسلامي الموريتاني ينتمي لمجموعة إسلامية دولية كبيرة، إلا أنه مصرف موريتاني يتميز بالمواطنة والمسؤولية.
كما أنه فاعل مالي إسلامي نشط في الاقتصاد الوطني يغطي جميع طبقات العملاء. ونحن نؤسس لعلاقة شراكة مع الزبناء بدل العلاقة التقليدية زبون / مصرف؛ وخاصة خلال الظروف الصعبة التي تدفعنا إلى مزيد من التضامن، كما ونطمح إلى تفعيل أكثر لهذا الدور سبيلا إلي توطيد العلاقة بين مجموعتنا وموريتانيا.