"يَا أَنْتَ" قالتْ تستعينُ بزوجهَا *** والدمعُ يهْمِي فالهلاكُ قريبُ
هيَّا أغثنَا ثم ضمَّتْ بنتهَا *** والزوجُ رغمَ القُربِ ليسَ يُجيبُ
والبنتُ تمضغُ ثديهَا فلهَا بهِ *** نبعٌ يمدَّ حياتهَا وحَلِيبُ
وقعَ الحديدُ على الحديدِ فحشْرجَتْ *** وذَوَى لهَا غصنٌ هُناكَ رطيبُ
والزوجُ رغمَ حُنُوِّهِ وَدُنُوِّهِ *** لا يَستجِيبُ وإنَّهُ لمجيبُ
صَرَخُوا ونِادوْا ثُمَّ ناجَوْا بعضَهمْ *** وترَحَّلُوا ولهمْ لنَا تأنيبُ
الموْتُ يسحبُهمْ ونحنُ كَأنَّنَا.. *** مُتَفرِّجُوَن.. معَ الحُضُورِ نَغِيبُ
ماتُوا ثلاثتَهُمْ وأُغْلقَ بيتُهُمْ *** وَبكتْ عليهِمْ أعينٌ وقُلُوبُ
اللهَ ما هذَا الهلاكُ... جُسُومُهمْ *** تَذْوِي وصمْتُ الحاكِمِينَ مُرِيبُ