سلام على من تولى شؤون العباد والبلاد. سلام على من يسأل عنها يوم التناد .
سلام من قلب ينبض ألما...
قلبي صار كالبركان يضخ حمم الحزن فى جسدي. وبياض عنيني أصبح أحمر قان. وخدى أثرت فيه دموع الحزن المنهمرة كالينابيع، وصوتى مبحوح فى خدره سجين حياء من الاعتراض على قدر الله.
فلا النوم من نصيبى، ولا العيش يطيب لى، وكأن السعادة لم تدخل يوما على قلبى. كيف لا، وإبنى من اتصال ... إلى اختطاف ...إلى اعتقال. والأدهى من ذلك والأمر خضوعه لعملية جراحية سريعة فى برمجتها وتنفيذها، مجهولة أسبابها ودوافع توقيتها!
صحيح... إنما أشكو بثى وحزني أولا إلى ربي ومن ثم إلى من وكل أمري وأمر ابني.
سيدى الرئيس ألم تعلم أني حملته كرها ووضعته كرها، وأن أمنك سجنته عني كرها دون وجه حق؟
سيدى الرئيس ألم تعلم أن بنات حواء يعاملن بالرفق والشفقة! لا بالشدة والقسوة ؟
سيدى الرئيس، هب أن “أم بدر" فى مكاني أنينها يغض مضجعك، ودموعها تنهمر أمالك، والحزن يغطى منزلك. فكيف يا ترى ستكون ردة فعلك؟
سيدى الرئيس أعلم : أن كل أبن عند أمه بدرا وعزيزا.
لماذا تحبسون أبني اسبوعين كاملين دون جرم اقترفه ولا تهمة حتى ملفقة؟
إن ماض ابني ناصح البياض ومستقبله سيكون بحول الله مشرقا كالشمس ولن تضره تلفيقات الحاسدين ولن تثنيه عن عزمه وحبه لوطنه وأهله مكائد أهل السياسة. سيبقى كالطود شامخا واثقا من نفسه مؤمنا ببراءته ساعيا للخير لأني أرضعته وعلمته قيم النبل والشهامة والعزة وحب الخير للآخرين. فإن رضيتم بتخفيف السؤال يوم السؤال أنصفتموه.
سيدى الرئيس لا أريد أكثر من العدالة لأبنى (شفاه الله ) وإطلاق سراحه من المستشفى فورا، وفى انتظار ردكم أستأنس، ولو قليلا، بما تيسر من شعر أبي فراس الحمدانى :
ولا أسوغ بنفسى فرحة أبدا
وقد عرفت الذى تلقاه من كمد
وأمنع النوم عينى أن يلم بها
علما بأنك موقوف على السهد
يا مفردا بات يتكى لا معين له
أعانك الله بالتسليم والجلد
هذا الأسير المبقى لا فداء لها
يفديك بالنفس والأهلين والولد .