الأخبار (نواكشوط) – تساءلت صحيفة "الأخبار إنفو" الصادرة صباح اليوم الأربعاء 22 – 03 – 2017 إن كانت الصراعات داخل الأغلبية في موريتانيا وصلت مرحلة اللاعودة، متوقفة مع تجاوزها مرحلة الصراع اللفظي إلى الفعل من خلال إسقاط الشيوخ للتعديلات الدستورية، ومن الصراع بين المرؤوسين إلى الصراع مع الرئيس ذاته مع أغلبية المنتمين لحزبه في مجلس الشيوخ.
وقالت الصحيفة إن الصراعات داخل الأغلبية بدأت منذ وقت مبكر من انطلاقة المأمورية الثانية للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وأخذت أكثر من مظهر، كما اتسعت عموديا بين الشخصيات النافذة التي تشكل أقطابا داخل هذه الأغلبية، وأفقيا بانعكاسها – بدرجات متفاوتة – على أداء وعطاء مؤسسات رسمية خدمية، وإعلامية، واقتصادية مختلفة، بل وصل تأثيرها المتصاعد لمؤسسات وشخصيات عسكرية وأمنية.
وأكدت الصحيفة تأثير هذا الصراع على الأداء السياسي للأغلبية حيث أدى لعرقة توسيع الحوار السياسي في أكثر من مناسبة حيث عمل كل طرف من الأغلبية على "فرلمة" أي محاولة لإطلاق حوار جديد يتولى الطرف الآخر الإشراف عليها، ممثلة لذلك بتجربتي 2015 التي أشرف عليها ولد حدمين، واتهم ولد محمد الأغظف بعرقلتها، وكذا تجربة 2016 والتي أشرف ولد محمد الأغظف، واتهم الآخر بالسعي لعرقلتها.
كما انعكس الصراع – تقول الصحيفة – على الأسرار الإدارية، من خلال كشف كل طرف لمستور الطرف الآخر بهدف كسب نقاط على حسابه، أو أزاحته من الطريق نحو الاستحواذ على "إرث الرجل الراحل".
ووصل هذا الصراع ذروته مع حصاد ثمار تسعة أشهر من الأزمة مع الشيوخ على شكل إسقاط لتعديلات دستورية نظر لها الرئيس كثيرا، وأثنى عليها، ودعا للتصويت عليها في خطابات جماهيرية، ومقابلات إعلامية، ولقاءات فردية مع الشيوخ.
وتحدثت الصحيفة عن تضافر مؤشرات تقول إن صراع الأغلبية وصل بموقف الشيوخ مساء الجمعة 17 – 03 – 2017 مرحلة اللا عودة، وأن الأسابيع والأشهر القادمة ستكون ظرفا لأخذ هذا الصراع أكثر من تجل في سعي كل طرف لكسب أرضية جديدة على حساب خصمه، وذلك في سبيل كسب رهان موريتانيا ما بعد 2019.
ونقلت الصحيفة عن عدد من قيادات الأغلبية قولهم إن أحد الأسباب الرئيسية لتصاعد الصراعات داخل الأغلبية هو ضعف المعارضة، وتراجع تأثيرها في الساحة السياسية، وعند غياب التحدي، انشغلت أطراف الأغلبية بالبحث عن المكاسب الشخصية على حساب المكاسب السياسية للحلف الداعم للرئيس ككل، إضافة لاستعجال هذه الأطراف لأخذ مساحة في مرحلة ما بعد ولد عبد العزيز.
وقدمت الصحيفة قراءة في مسار أزمة الشيوخ، وفي مظاهر الصراع داخل الأغلبية والشخصية الفاعلة طيلة السنوات الثلاثة الماضية.