إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد: محمد ولد الشيخ الغزواني
فخامة الرئيس
لا بد أنكم سمعتم عن أثر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – « لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة، لظننت أن اللّه عزّ وجلّ سائلي عنها يوم القيامة".
فخامة رئيس الجمهورية :
إذا كان هذا في شاة قد لا يعلم عنها أمير المؤمنين فما ظن فخامتكم ببضعة عشر ألف إنسان يتهددهم العطش ويصرخون منه ليل نهار.
فخامة رئيس الجمهورية :
نوَدّ أن نطلعكم في البداية باختصار على مشكلة العطش المزمنة في مدينة العلم والعلماء والتاريخ مدينة تجكجة.
لقد عاش الناس في هذا الوادي في تناغم بين البشر والشجر، فقد أسسوا سكنهم على بحيرة كانوا منها يقومون على واحاتهم التي تدر عليهم أقواتهم ، لكن مع مرور الزمن و تناقص كميات الأمطار أصبحت المدينة تعيش موجة عطش شديدة لم تشهدها من قبل أدت بساكنتها إلى شرب مياه شديدة الملوحة ، كما أدت هذه الوضعية لارتفاع مجحف لطن الماء الشروب إذ يصل في بعض الأحيان إلى 5000 أوقية قديمة إن وجد .
فخامة رئيس الجمهورية :
لقد تم طرح هذه المشكلة على فخامتكم إبان الحملة الرئاسية الماضية فتعهدتم من على منصة الاستقلال بالمدينة بحلها حال انتخابكم وجعلها من الماضي، ولذا استبشر أهل هذه المدينة باختياركم رئيساً للجمهورية أملاً في أن يُجري الله على أيديكم مخرجا من هذه الأزمة الخانقة .
فخامة الرئيس :
إن الحلول التي انتهجتها السلطات العمومية بحفر آبار في ضواحي المدينة كانت ستؤدي لحل جزئي و مؤقت لهذه المشكلة غير أن عدم فصل شبكة مياه الاحياء السكنية عن واحات النخيل أدى إلى توجيه مياهها عن الساكنة باتجاه واحات النخيل ، لهذا بقيت أفواه أغلب الساكنة تتكسر من العطش، لا يجدون ماء يُذهب ظمأهم، وإن وجد منه شيء شحيح يكون بأسعار باهظة لا تقدر عليها جيوبهم الخاوية من غير الأمل في الله سبحانه ثم في من ولاّه الله أمرهم .
فخامة الرئيس :
لقد جفّت حلوقنا على ما فيها من الصراخ لإبلاغ معاناتنا لكل من نتوسم فيهم إمكانية مساعدتنا، فلم نجد من يقول "أنا لها"، بل كلٌّ يعد، ويعد، ثم يعد . وها نحن الآن نطرق بابكم فخامة الرئيس علّ بابكم أن يَفرق عن غيره, وأن تتدخلوا شخصيا وضمن برنامج تعهداتي فيما يأتي :
أولا: جعل الأولوية للساكنة بشكل عاجل جدا في الموجود حاليا من الماء.
ثانيا: تأمين حل جذري لمشكلة المياه في المدينة.
نتمنّى لكم فخامة الرئيس التوفيق والعون في الأمانة التي تحملتموها، وأن يسددكم الله سبحانه وتعالى للقيام في رعيتكم بما يصلحها .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا خير فيكم إذا لم تقولوها، ولا خير فينا إذا لم نقبلها منكم».
وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين.
ساكنة مدينة تجكجة عاصمة ولاية تكانت
بتاريخ
11 رمضان 1441 للهجرة
الموافق 04 مايو 2020 للميلاد