الأخبار (نواكشوط) ـ قال عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو يوسف أحمد أحمد سالم، إن وجود القوات التابعة للجبهة في منطقة الكركرات المحاذية للحدود الموريتانية الشمالية الغربية، لا يشكل خطرا على موريتانيا.
وأوضح يوسف أحمد أحمد سالم في مقابلة مع وكالة الأخبار، أن نقطة التفتيش التي أقامتها البوليساريو بمنطقة الكركرات تهدف إلى تفتيش الآليات التي تعبرها، واصفا الأمر بأنه إجراءات عادية جدا وتدخل ضمن ممارسة السلطات الصحراوية للسيادة على المناطق التابعة لها.
وأضاف القيادي في جبهة البوليساريو وهو مدير المحافظة العسكرية للجيش الصحراوي، أنه وإلى غاية إقرار خطوات أخرى من قبل قوات البوليساريو سيكون في المتناول دراسة كل الاحتمالات وما ينبغي اتخاذه مستقبلا.
وإليكم نص المقابلة:
الأخبار: ما الذي حدث بالفعل أمس بالكركرات؟
في البداية أحيي الشعب الموريتاني وكافة الأوساط السياسية والإعلامية والعسكرية والمجتمع الموريتاني الشقيق فهو الجار الكريم الذي تربطنا به علاقات وثيقة وتاريخية.
كما أحيي هذا الموقع الألكتروني الموريتاني على عمله الإعلامي المتميز، وأرى فيه وجها إعلاميا موريتانيا في الساحة المغاربية بشكل عام وهو شيء نفتخر به.
بخصوص السؤال، أولا من حيث جوهر السؤال لا علم لنا بأي شيء جديد حدث أمس في الكركرات، فكل شيء عادي تماما. قواتنا موجودة هناك ولم يكن لدينا علم بأنه حدث هناك شيء غير عادي إطلاقا منذ تواجد القوات الصحراوية هناك.
وأشير هنا إلى أن موضوع الكركرات يجب ألا ينظر إليه كحدث منعزل عن سياق القضية الصحراوية بشكل عام ودور الأمم المتحدة في إيجاد حلحلة لمشكل الصحراء الغربية منذ تولي الأمم المتحدة له ابتداء من العام 1991م وإلى حد الآن، فمسؤولية الأمم المتحدة هي مسؤولية عامة ويجب أن تقوم بها على أحسن ما يرام.
وهنا لا بد أن أطرح سؤالا عن ما هي الكركرات وكيف ذاع صيتها إلى حد الآن؟
أولا الكركرات هي موقع جغرافي معروف من الوطن الصحراوي، وما حدث هو خرق سافر من طرف القوات المغربية من خلال خروجها عن الحزام الدفاعي حزام الذل والعار، ورأت بعض وسائل الإعلام العديدة وحتى المغربية بأن تسلط الضوء على هذه النقطة. وحري بنا نحن الصحراويين والموريتانيين وكل الشعوب المحبة للسلام والعدل أن نطلع على جوهر القضية الصحراوية وأن الوطن الصحراوي محتل منذ 1975م وأن الكركرات لا تمثل سوى نزر يسير من المشكل الصحراوي برمته.
دعني أقول لك أيضا أن موضوع الكركرات وكامل المشكل سبق وأن طرح من طرف رئيس الجمهورية العربية الصحراوية خلال لقائه الأخير مع الأمين للأمم المتحدة وتم تبيان للأمين للأمم المتحدة أن الأمم المتحدة عليها أن تضع ثقلها الكامل لتمكن الصحراويين من حل نهائي لمعضلتهم الناتجة أصلا عن احتلال مغربي غاشم وغزو واضح منذ 1975 لحد الآن.
إذن بخلاصة قواتنا متواجدة هناك على الشريط المحرر من بلادنا، ونحن كصحراويين أحرار في ممارسة السيادة عليه من المحيط الأطلسي غربا إلى أقصى نقطة لتواجد الجيش والمجتمعات الصحراوية شرقا؛ وذلك إلى غاية استكمال تحرير أرض وطننا المتعارف على حدوده الموروثة أصلا عن الاستعمار سنة 1975 منذ أن تمت إزاحة الاستعمار الغربي الإسباني من بلادنا يوم 26 فبراير 1976، والمؤسف أنه حلت محله القوات الغازية المغربية.
الأخبار: هل السلطات الصحراوية الآن هي من تتولى تفتيش السيارات التي تمر من الكركرات جنوبا وشمالا؟ أم الأمر مجرد إجراء قبل ذلك؟
الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وجيش تحرير الشعب الصحراوي كلاهما يقوم بدوره في ممارسة السيادة على الشريط المحرر، وما يقام به الآن هناك هو إجراءات بسيطة للنظر في الآليات العابرة عبر البوابة وبالتالي هي إجراءات بسيطة جدا لا تعدو كونها نظرة مبسطة على آليات المارة.
وكما تذكرون وقعت حادثة منذ مدة ليست بطويلة حينما مرت آليات مغربية على القوات الصحراوية وهي آليات تحمل خريطة لا تفصل بين خريطة الصحراء والمغرب وتم توقيف هذه الآليات من قبل المقاتلين الصحراويين مشكورين وتم منع مرورها لأنها تخالف تماما المعطيات والمنطق الدولي وكون الجمهورية العربية الصحراوية هي دولة ذات سيادة ولها حدود موروثة عن المستعمر ولها فصل قانوني وجغرافي عن المغرب.
وهذا ما جعل بعض المغاربة وبالطبع هم مجندون من المخابرات المغربية إلى أن يعتصموا هناك، وهو ما دفع الصحراويين إلى القول لهم إذا نزعتم الخريطة تمرون وإلا لن تعبروا.
إذن الموضوع لا زال كما كان عليه. وخلاصة القول أن الإجراءات المقام بها هي اعتيادية والجمهورية تمارس سيادتها ـ كما هو جوهر سؤالكم ـ على كامل الشريط المحرر فهناك بلديات وجيش صحراوي يسيطر على تلك الأراضي المحررة وهناك العلم وهناك بعض مكامن سيادة الجمهورية من خلال المدارس التعليمية ومن خلال وجود بنى تحتية على طول الشريط المحرر ريثما يتم استكمال السيادة الوطنية على كامل ترابنا الوطني.
وهنا دعني أقول لك إننا ممتنون لدور جماهيرنا في داخل الأراضي المحتلة لما يقومون به من آيات ودلالات الرفض التام للاحتلال المغربي، وما محاكمة مجموعة اكديم إزيك الأخيرة إلا مثالا يحتذى به في الوطنية، وكذلك الطلبة الصحراويين الذين يظهرون في كل وقت بأنهم ليسوا مغاربة وبأن العلم الصحراوي وبأن الوطنية الصحراوية متجذرة في نفس كل صحراوي وكل صحراوية أينما تواجد.
أؤكد أن الجمهورية الصحراوية تقوم بتطبيق السيادة من خلال تطبيق القوانين المصادق من طرف الهيئة التشريعية للبلاد ومن خلال الدور الرائد لأبطال الجيش الصحراوي المتواجدين على طول المناطق المحررة من بلادنا.
ونحن دائما نعقد مؤتمرات شعبية عامة للجبهة في المناطق المحررة ونقوم باجتماعات للأركان العامة للجيش وللحكومة الصحراوية ولعديد المجالات الأخرى، فضلا عن الوفود الأجنبية التي تزور ويتضح لها جليا ممارسة هذه الدولة الصحراوية على كامل الربوع المحررة، وهذا شيء نستمر وسنستمر فيه حتى تحقيق الاستقلال.
الأخبار: ما الذي جعل القوات الصحراوية تقوم بهذه الخطوة الجديدة؟
سبق وان قلت بأن تواجد القوات الصحراوية هو ناتج أصلا عن خروج القوات المغربية في العام الماضي دون سابق إنذار وفي شكل صارخ واضح تماما ولا يراعي لا وقف إطلاق النار 1991 خلال الاتفاقية العسكرية رقم 1 ولا يراعي كذلك إرادة الصحراويين ولا إرادة الموريتانيين وكامل شعوب المنطقة في إحلال السلم والأمن لأن قوات جيش تحرير الشعب الصحراوي تواجدت لتفرمل تقدم قوات الجيش المغربي في وضح النهار، وقد نجحنا وحققنا ما ينبغي ولو نسبيا لأننا نبتغي تحرير البلاد بشكل عام.
إذن الشريط المحرر هو موجود إلى غاية المحيط الأطلسي، وبالتالي فما يقوم به الجيش الصحراوي الآن هو شيء عادي تماما، تواجد وأعلام صحراوية ومظهر للدرك الوطني الصحراوي.
وأكيد أن ممارسة السيادة تقتضي شيئا أكثر من هذا، لأن هناك من يعبر بجوازات سفر أجنبية وهناك من يعبر كذلك من المغاربة وفي أفكارهم أن الوطن مغربي، لكن نحن في هذه الظرفية الراهنة نكتفي بوجود تلك القوة الصحراوية الموجودة هناك التي ترابط مثلما ترابط باقي قواتنا على طول الشريط المحرر حتى المنطقة الشرقية.
ودعني أكرر أن تواجدنا هناك لا يشكل لا خطرا على الجار الموريتاني الشقيق الذي نتقاسم معه الحلو والمر، وإلى غاية إقرار خطوات أخرى سيكون في المتناول دراسة كل الاحتمالات وما ينبغي اتخاذه مستقبلا بما يحقق أهداف شعبنا في الحياة الحرة الكريمة وبما يفرض سيادة الدولة الصحراوية بشكل أكبر ويفرض كذلك على المنتظم الدولي معرفة أن هناك محتلا هناك شعبا لا جئا هناك شعبا يعاني الأمرين هناك شعبا ضحى عبر سنين مضت وهناك شعبا دفع بعديد قوافل الشهداء والأرامل واليتامي، شعب يقتل يسجن يوميا وهذا بالتأكيد المتسبب فيه هو القوات المغربية ونحن سنستمر في فرض سيادة الجمهورية الصحراوية بكافة الطرق.
قلت لكم في ما مضى إن القوانين الصحراوية تسري على الجزء المحرر من بلادنا وهذه القوانين لها مقتضيات ومضامين وإجراءات تفصيلية وإجراءات عامة؛ الشيء الذي يؤكد أنه لا غرابة إطلاقا في أن نمارس السيادة بشكل عادي تماما، واليد الطولى في هذا هي للجيش الصحراوي باعتباره هو حامي البلاد وباعتباره كذلك هو من ضحى أكثر من غيره من أجل إحقاق الحق ومن أجل هذا دفع بدم طاهر دفع بشهداء كثر بشباب في أعمار يافعة ولكن الثمن كبير من أجل إتمام السياسة الوطنية.
الأخبار: شكرا لكم.
أجرى المقابلة مراسل وكالة الأخبار في الرابوني: محمد الأمين حمدي