حمل الينا فجر هذا اليوم نبأ انتقال العميد محمد المصطفى بدر الدين الى الرفيق الاعلى حيث كان في رحلة علاجية الى الجزائر العظيمة.
عاش هذا الرجل منافحا عن الحق اينما كان لا تاخذه في ذلك لومة لائم وترك ارثا زاخراومجدا مؤثلا، ولا شك ان من لاحظ اتشاح وسائل التواصل الاجتماعي اليوم في موريتانيا والصحراء الغربية بالسواد يدرك قيمة عمل الرجل في التقارب بين الشعبين الشقيقين .
شارك المرحوم في المؤتمر الثاني للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المنعقد اواخر سنة ١٩٧٤ في ام اغريد والصحراويون آنذاك في حرب شرسة مع اسبانيا الاستعمارية ثم شارك في المؤتمر الثاني عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بعد ذلك بمايزيد على ثلاثة عقود في اتفاريتي والكفاح الصحراوي ضد الاستعمار مزال متواصلا وكم كانت كلمته مؤثرة وصادقة وجميلة وهو معروف بانه من الذين يُتقنون فن الخطابة ومنهجية تسلسل الافكار بصورة غاية في الروعة في هذه المنطقة عموما كما يتقنون الثبات على المبادئ .
عاش رحمه الله متمسكا بمواقفه النبيلة اتجاه الشعب الصحراوي وقضيته العادلة وبنفس الوتيرة من الحماس التي دعم بها الكفاح الصحرواي بداية سنة ١٩٧٣ حيث التقى بالشهيد الولي مصطفى السيد رحمه الله تعالى في انواكشوط عدة مرات ظل ثابتا على نفس المبدأ طيلة هذه الفترة الطويلة ومواقفه المشهودة كثيرة ومعروفة رحمه الله تعالى .
لقد كان برؤيته الثاقبة يؤمن تمام الايمان بوحدة المصير بين الشعبين الموريتاني والصحراوي وان الضم بالقوة امر مدمر ومحكوم عليه بالفشل وان الاحترام المتبادل والحوار وتقرير مصير الشعوب هي مرتكزات اي بناء يراد له البقاء .
ساهم المرحوم في الاحداث الكبرى التي شهدتها المنطقة مساهمة فعالة معلنا بوضوح رأيه المنحاز دائما لصالح الشعوب صادحا بكلمة الحق في ثوب اخاذ ونعرف جميعا كم كنا ننتظر تلك الاطلالات الجملية في البرلمان المتسمة بالعمق والصراحة مع لمسة خفيفة الظل تجعل منها تركيبة جميلة قلّ من يتقنها ،انما هي براعة اختراع خاصة به رحمه الله تعالى.
اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك و انزل عليه سحائب رحمتك اللهم اكتبه في المحسنين واخلف على عقبه في الآخرين.
انا لله وإنا إليه راجعون
يحيى احمدو