قلت هذه القصيدة في رثاء المغفور له بإذن الله "إعل ولد محمد فال" تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته
مصاب الوطن (شعر)
ترجل فارس الصحراء شمالا *** وفي كل القلوب دما أسالا
أتى خبر المصاب فكل عين *** تحدر ماؤها حزنا وجالا
مضى بن علي "إعل" فتى كريما *** فحاز المجد من طرفيه نالا
فقلت وفي الحشا هم وغم *** أيمضي من لنا صنع المحالا؟
ألم يك أول الرؤساء فينا *** يسلم سلطة أغرت رجالا؟
وضاعف في الرواتب حيث كنا *** نعيش المحل أعواما طوالا
أعاد إلى الصحافة تاج عز *** وألغى الواحديْن له أزالا
وأرسى حكمه حكما رشيدا *** فكنا للنماء به مثالا
قضى طود المكارم والمعالي *** وأوفى الناس أكرمهم خصالا
إذا وعد الجميع فوعد حر *** يصدق فعله ما كان قالا
وإن وقف الأنام له بباب *** تواضع للجميع وما تعالى
وإن حدثته في أي أمر *** تهلل وجهه نورا تلالا
ويرسم بسمة في كل وجه *** كثيرا في النوال إذا أنالا
وكان مع الجميع أبا وأما *** وكان بعطفه عما وخالا
وكم من معدم آوى إليه *** وكم ذا حاجة شد الرحالا
برأي ثاقب كم كان يخطو *** فيفسح في النفوس له مجالا
أيا بدرا تغيب عن سمانا *** وحبا في القلوب لنا توالى
فراقك بعده صرنا يتامى *** وكل الأمهات غدت ثكالى
أيا رب البرية يا إلهي *** بحقك منزل السبع الطوالا
تقبل ربنا ما كان منه *** من الخيرات أحسنها فعالا
ووسع لحده وأملأه نورا *** وأمن روعه حالا فحالا
وأمرره الصراط بلمح برق *** إذا ما الكل خطوته أطالا
وأكرم في الجنان له مقاما *** بأوسعها وأوفرها ظلالا
بفاكهة تدوم ولحم طير *** ويسقى ماءها عذبا زلالا
ويشرب شهدها عسلا مصفى *** نعيما لا يخاف له زوالا
وحقق في البنين له رجاء *** وأنشئ منهم أمما تتالى
وصل إلهنا أزكى صلاة *** على خير الورى صحبا وآلا