بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم كتابه الكريم {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهمتدون}، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين..
وبعد،
فإننا نحن شرفاءَ أهل الشريف لكحل الأدارسة نتقدم بخالص العزاء، وكامل المواساة، وصادق المشاعر والعواطف لدوحة الشرف والتصوف والفضل والنبل والكرم آلِ الشيخ حمى الله عموما، والشيخ محمدو بن الشيخ حمى الله خصوصا بمناسبة المصاب الجلل، والفاجعة الأليمة، والمصيبة العظيمة التي نزلت بهم، وهي رحيل السيد المغفور له بإذن الله: سيدنا علي بن محمدو بن الشيخ حمى الله:
نسب كأن عليه من شمس الضحى * نورا ومن فلق الصباح عمودا
وما فيه إلا سيد من سيد * حاز المكارم والتقى والجودا
وهي مصيبة أصابتنا، وفاجعة أليمة آلمتنا، ولكننا بقضاء الله راضون، ولأمره مُذعنون، ونشهدكم أنه يسرّنا ما يسركم، ويسوءنا ما يسوءكم، ويحزننا ما يحزنكم، ونعبّر لكم عن حزننا بما عبّر به الشاعر حين قال:
يرى الوهل الراءون فينا من الأسى * ويسمع منا السامعون تأوُّها
على ذلك القطب الذي كان فضله * مذاعا به في كل قطر منوّها
وإن رضانا بالقضاء فريضة * لها أجرها والصبر يجلب أجرها
على أن عبدا صالحا قادما على * كريم عسى أن لا يلاقي مَكْرَهَا.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل الفقيد في الصالحين، وأن يخلفه في عقبه في الغابرين، وأن يجعله في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن لا يُريكم مكروها بعده، وأن لا يريه مكروها بعدكم..
كما نسأله سبحانه وتعالى أن تبقى تلك الدوحة العظيمة -كما كانت- متمثلة في الشيخ محمدو منارة للحائرين، وقبلة للسالكين، ومأوى للفقراء والمساكين..
وأحسن الله عزاءكم، وغفر لميتكم، وأعاننا وإياكم على صبر فقده، ونسأله سبحانه أن لا يحرمنا أجره، وأن لا يفتننا بعده..
ولْنرضَ بعدُ قضاء الله نمحُ به * عنا الأسى فبه ما نمحُو يَمّحقِ
فنربحَ الأجر بالصبر الجميل فإن * نفقد فتانا ففضل الله جلّ بقي
والشيخ من أهله والعالقين به * خير له خالق الإنسان من علق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.