الأخبار (نواكشوط) - بصوت خافت ونظرة حزينة تنبئ عن مستوى القلق الكبير على مستقبل أبناء مات والدهم وخيم الفقر على كوخهم المتواضع بحي "ملح" التابع لمقاطعة "عرفات" بالعاصمة نواكشوط ، تتحدث فاطمة بنت التوتاي لمندوب "الأخبار" عن مطالبها وقد رابطت عند بوابة القصر الرئاسي مع مئات من المواطنين أملا في التفاتة من سيد القصر من شأنها أن تنهي مأساتها الطويلة مع البحث عن قطعة أرضية ملائمة للسكن حسب المعايير الجديدة.
أمل في غد أفضل..
تعلق فاطمة بنت التوتاي آمالا كبيرة على استجابة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ومعاونيه لطلباتها المتمثلة في الحصول على رخصة تسجيل لقطعة أرضية صغيرة سبق وأن بنت فيها كوخا يقي أبناءها حر الشمس وبرد الشتاء منذ نهاية تسعينيات القرن المنصرم عندما قدمت من مقاطعة "أمبود" في الجنوب الموريتاني بحثا عن وسيلة عيش لأبنائها.
حملت السيدة فاطمة بنت التوتاي إرث إعالة أبنائها الخمسة ، وقررت الاعتصام عند بوابة القصر الرئاسي علها تحظى بمن يشاركها ألمها بعد ما تركت أنباءها دون معيل لمدة أربعة وعشرين ساعة ، ـ وتضيف بيت التوتاي ـ "آمل أن أحظى بلفتة من الرئيس من شأنها أن تعيد البسمة إلى شفاه أبنائي بعد غياب طويل".
كشف للمستور..
لم تجد بنت التوتاي بدا من البوح بمعلومات كانت إلى وقت قريب سرا لا ينبغي لأي شخص الاطلاع عليه ، حيث قالت لمندوب وكالة أنباء "الأخبار" إن أبناءها لم يجدوا ما يسد قوتهم خلال وجودها عند بوابة القصر الرئاسي ، طلبا لتسجيل القطعة الأرضية التي يوجد بها كوخهم عند المصالح التابعة لوزارة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي ، حيث يتعرض كوخها للهدم على يد رجال الحرس كلما انتهت من بنائه.
وأنهت بنت التوتاي سبر مطالبها بالقول إنها تأمل من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أن يقدم لها تعويضا ماديا يمكنها من إعالة أبنائها بوصفه الأب الثاني لهم بعد أن احتضنت رمال "كوركل" رفات والدهم منذ عدة سنوات.