الشيوخ يدعون القضاة للتحرك لفرض استقلالية القضاء

الأخبار (نواكشوط) – دعا أعضاء مجلس الشيوخ الموريتاني "القضاة للتحرك الجاد من أجل فرض استقلالية سلطتهم القضائية والخروج على هيمنة السلطة التنفيذية ورفض تدخلاتها"، مؤكدين أن هذه التدخلات "أفسدت القضاء وأضعفته".

 

وشحب الشيوخ في بيان وقعه رؤساء الفرق داخل المجلس ما وصفوه بـ"تدخل السلطات التنفيذية في سير عمل السلطات القضائية، وإخضاعها لوصايتها خلافا لصريح نص الدستور"، مؤكدين أن بيان نادي القضاة الأخير "قدم تشخيصا مقلقا لواقع استقلالية القضاء، وقدم وقائع من التدخل الفج للسلطات التنفيذية في عمل السلطة القضائية".

 

وطالب الشيوخ "السلطة التنفيذية باحترام السلط الأخرى، ومنحها كامل الحقوق التي يمنحها لها القانون، دون لف ولا دوران، ولا محاولات تطويع".

 

وأكد الشيوخ في بيانهم وقوفهم "الدائم مع دولة القانون"، وعملهم "من أجل ترسيخ دعائمها، وتعزيز قيمها ومبادئها في هذه البلاد"، مجددين دعوتهم "للجميع من أجل المساهمة في بناء صرح دولة القانون، والوقوف في وجه كل ما يمكن أن يقف في وجهها، وإرساء قواعد دولة مواطنة يجد الجميع فيها ذاته، ويأمن على حقوقه، ويطمئن لمستقبله".

 

ووقع البيان عن فريق الأغلبية في المجلس رئيسه الشيخ مولاي شريف مولاي إدريس، وعن فريق الشورى رئيسه الشيخ محمد ولد غده، وعن فريق الإصلاح رئيسه يعقوب ولد حمزة.

 

وكان نادي القضاة الموريتانيين قد أصدر بيانا عقب إقالة وكيل الجمهورية في ولاية نواكشوط الغربية عبر فيه عن شعوره "بالقلق الشديد على دولة القانون"، وعن شفقته "على سمعة بلدنا من هذه التصرفات"، مؤكدا أن القضاء "أصبح يدار بواسطة تعميمات تحمل الكثير من إهانة القضاء والإساءة للقضاة".

 

وطالب النادي في بيانه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز "رئيس المجلس الأعلى للقضاء والضامن لاستقلال القضاء بالتدخل لإنصاف القضاة وإعادة الاعتبار للسلطة القضائية".

 

واتهم النادي وزير العدل إبراهيم ولد داداه بأنه لا يفوت "أي سانحة لتقريع القضاة وتوجيه اللوم لهم.. ففي نظره هم المخطئون على الدوام.. الخارجون على القانون المستوجبون التأديب والويل والثبور!!".