جميلة هي الاعتذارات، لكنها قاسية؛ عندما تنكأ جرحا، أو توقد شعلة ..
.
إني مدين لله تعالى، ثم لأبي؛ بكل ما وصلت إليه من توفيق ...
لقد أفلت تلك الشمس المنيرة، وصدق الله إذ يقول: { لِكُلِّ أَجَلࣲ كِتَابࣱ } [سُورَةُ الرَّعۡدِ: ٣٨]
كنت الحصن الدافئ، الذي رعانا صغارا، وأظلنا كبارا ...
سامحني فقد قصرت في برك، وخدمتك، كانت كل أيامك مصدر أنس و خير و تبجيل ...
أبتاه فارقت الدنيا لكنك لم تفارقني ...
أبتاهُ فَقْدُكَ مُوجِعٌ، أعياني
وأقضَّ جَفْني، والأسَى يَغْشَاني
وَأذَاقَ قَلْبِي مِنْ كُؤُوسِ مَرَارَةٍ
في بَحْرِ حُزْنٍ مِنُ بُكَايَ رَمَانِي
لا زِلْتُ أذكُرُ يومَ فقدِكَ عِنْدَمَا
سَالَتْ دُمُوُعُ أَخِي بِلا اسْتِئْذَانِ
كُنَّا معاً عند الصباحِ - أيَا أبي
نتبادلُ الأخبارَ باطمئنانِ
ضربت لي أفضل معاني الوفاء، إلى أن صعدت روحك الطاهرة ...
لن أنسى رحيق أيامك، حاضر معي اليوم، وأنا أجني ثمرة تعبك، وكفاحك من أجلي، طيلة مسار هو من كسبك، وجهدك وثمرة من ثمرات اهتمامك، ...
أَرى الموت يعتامُ الكرامَ و يصطَفي
عَقيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ
نبأ هز بوقعه المشاعر، و أدمى الوجدان ...
لَمّا نَعى الناعي كُلَيباً أَظلَمَت
شَمسُ النَهارِ فَما تُريدُ طُلوعا
أشهد أنك عشت عزيزا كريما، منفقا دون حدود، مؤمنا بالله وبرسوله، ومعظما لشعائر الله ...
تطعم الطعام، وتصلي والناس نيام ...
انقضت ليال من الورع والبكاء، وختمت مسيرة عمل، حافل بالنصح والعطاء، ...
و عما تبقّى من حميد خصاله
أرى الصمت أولَى بي من أن أتكلما
رحمك الله يا أبي، وجزاك عنا كل خير ...
اللهم ارحم أرواحا غادرت الدنيا ولم تغادر قلوبنا، اللهم ارحم والدي: المختار السالم بله، ونور مرقده، وطيب مضجعه، وآنس وحشته، وارحم غربته، واجعله في الفردوس الأعلى، واحشره مع النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، ...
اللهم آمين وجميع موتانا وموتى المسلمين أجمعين.