الأخبار (نواكشوط) – قال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" حمادي ولد سيدي المختار إن الاتفاق الذي وقع بين وزارة الداخلية والأحزاب السياسية بخصوص تنظيم الانتخابات التشريعية والجهوية والبلدية "لم يحترم".
وأضاف ولد سيدي المختار خلال حديثه في برنامج "حزبك في خمسة أسئلة" - والتي تعده وتبثه وكالة الأخبار المستقلة – إن الشعب الموريتاني أصبح واعيا ولن يقبل التزوير، ولا يمكن أن يعاد إلى التاريخ الذي تم تجاوزه، وإلى التزوير الذي تم في حقب ماضية.
وقال ولد سيدي المختار إنه يطمئن الجميع أن الشعب الموريتاني سيحمي ديمقراطيته، مردفا أن تواصل رغم ضعف الضمانات الحاصلة في شفافية العملية سيضمن بإذن الله شفافيتها من خلال حضوره في الميدان، ودفاعه عن المكتسبات في صناديق التصويت.
وأكد رئيس حزب تواصل أنه أبلغ الجهات الرسمية خلال إحدى الجلسات أن أهل تواصل لا يعولون على لجنة الانتخابات، ولا على أي طرف آخر، وإنما يعولون على منتسبي ومنتسبات الحزب، وإيمانهم بالديمقراطية، ودفاعهم عنها، وإدراكهم لما ينبغي، وعدم قبولهم لما لا ينبغي.
وشكر ولد سيدي المختار أنصار حزبه على وحدتهم وعلى انسجامهم، مشيرا إلى العديد منهم كان ينظر إلى الترشيح كتكليف يدفعه ويعتذر عنه، وعندما أعلنت قوائم المرشحين "لم تترك صدمة كما وقع عند آخرين"، معبرا عن ثقته في انتصارهم يوم الاقتراع.
وهذه هي ثاني حلقات هذه البرنامج الذي استضاف غالبية رؤساء الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات، ويهدف لتعريف الجمهور بالأحزاب السياسية من خلال حديث رؤسائها أو أمنائها العامين.
ويجيب الضيف خلال البرنامج على خمسة أسئلة موحدة، تم طرحها على كل الرؤساء، وهي:
- كيف تقدمون حزبكم للرأي العام الموريتاني؟
- ما هي معالم مشروعه المجتمعي وبرنامج الانتخابي؟
- كيف ترون التحضيرات التي جرت للانتخابات الحالية؟
- ما هي خارطة ترشيحات حزبكم؟
- كيف تتوقعون نتائج حزبكم في الانتخابات؟
فإلى نص المقابلة:
الأخبار: كيف تقدمون حزبكم للجمهور وللرأي العام الموريتاني؟
حمادي سيدي المختار: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
شكرا لكم على هذه الدعوة، وعلى منحي هذه السانحة لأتحدث من خلالكم إلى الشعب الموريتاني في هذه المناسبة العظيمة، وهي محطة 2023 الانتخابية.
حزب تواصل غني عن التعريف، وإذا ما أردنا تعريفه بشكل مختصر، فهو حزب سياسي وطني ذو مرجعية إسلامية، لكن لا أرى ضرورة للتعريف بهذا الحزب فنخلته الباسقة معروفة في كل ربوع هذا الوطن الحبيب.
حزب تواصل معروف من خلال وقوفه مع المواطن في كل لحظاته، فهو يقف مع المواطن في أفراحه وأتراحه، يقف معه من خلال نوابه وعمده وكل مسؤوليه، فهو حاضر في كل أنحاء الوطن، وحاضر في ذهن كل موريتاني على ما أعتقد، فقد أثبت من خلال التجربة والممارسة أنه حزب وطني جاد، يسعى إلى رقي هذا البلد وازدهاره، يسعى للوقوف مع المظلوم حتى يرفع عنه الظلم، يسعى لإحقاف الحق وإقامة العدل، فهو حزب لا يحتاج إلى الكثير من التعريف على ما أعتقد.
الأخبار: ماهي معالم المشروع المجتمعي والبرنامج الانتخابي لحزبكم؟
حمادي سيدي المختار: طيب، سؤال جيد، هذا الحزب له معالم عديدة مجتمعية، ولكن إذا ما أردنا اختصار هذه المعالم، فيمكن أن نحددها من خلال 3 مبادئ محفوظة ومعلومة عند هذا الحزب، ألا وهي:
مبدأ المرجعية الإسلامية، فهذا الحزب ذو مرجعية إسلامية كما ذكرت سابقا، وهذه المرجعية مرجعية في الوثائق، مرجعية في الممارسة، مرجعية في كل الرؤى، مرجعية في حل المشكلات، فهو ذو مرجعية إسلامية، وهذا مبدأ من مبادئه ورسالة إلى المجتمع، رسالة طمأنة، رسالة تؤكد بأن هذا الشعب الموريتاني شعب مسلم، لذلك على كل من يريد الحصول على أصوات هذا الشعب أن يرجع إلى المرجعية الإسلامية، لذلك فتواصل مؤمن بهذه المرجعية، ويرى بأن الشعب الموريتاني لا يريد إلا أصحاب هذه المرجعية.
المبدأ الثاني هو إيمانه بالخيار الديمقراطي التناوبي الذي يقوم على المشاركة الفعلية لكافة المواطنين في العملية الديمقراطية، ونختلف عن الأحزاب السياسية الأخرى، فهذه الأحزاب ربما تسطر وتنظر لهذا الخيار، لكن إذا ما ذهبت إلى الممارسة، نجد أنها تجد إشكالات في تطبيق هذا الخيار، أما تواصل فإن هذا الخيار يرفعه كمبدأ وشعار، ويمارسه فعليا.
فالمتتبع لحزب تواصل يرى أنه في مؤسساته ينطلق من هذا الخيار الديمقراطي والإيمان بأن المشروع للكل، ولذلك يفتخر ويعتز بأن الحزب باسمي رئيسا له، وأكون في بعض الجلسات مع بعض الأحزاب، وقد يلاحظ علي البعض أني لا أملك اتخاذ القرار، لكن عندما أرجع وأعود، أفتخر بهذا الأمر الذي ينطلق من مؤسسية داخل الحزب تقتضي بأن لا يكون القرار فيه بيد شخص واحد، وإنما إلى مؤسسات قائمة وهذا من الإيمان بالديمقراطية والإيمان بترسيخها وتطبيقها على أرض الواقع.
هذا الخيار يجسده الحزب كذلك كواقع عندما نلحظ مؤتمرات الحزب والتناوب الحاصل على رئاسة الحزب بشكل سلس وعاد ومفهوم ولا إشكالات فيه، يمثله كذلك في مسؤولياته في مكتبه السياسي، في لجنته التنفيذية وفي أمانته العامة، كل ذلك جسد فيه تواصل التناوب، بل وأبعد من ذلك في المناسبات الانتخابية فإنه يجسد التناوب فلا تكاد تجد غي هذا الحزب من يتقلد مسؤولية لمأموريتين في الغالب لمأمورية واحدة، ثم ينتدب الحزب شخصا جديدا للقيام بهذه المهمة، وهذا يوحي بإيمان الحزب بالخيار الديمقراطي وبقدرته على الممارسة في هذا الميدان وبأنه لا يريد أن يكون أمرا نظريا فقط، وإنما هو أمر مجسد وحقيقي وقائم.
هذا الخيار الديمقراطي كذلك يجعل للحزب آفاقا واعدة في العمل السياسي، فالكل أصبح ينظر إلى الحزب ويفتخر به ويعتز، وقد جاءتنا عدة اتصالات بعد المؤتمر الأخير نفتخر بما قمتم به من تداول على رئاسة حزبكم لمأموريتين تختارون رؤساء جددا وأنتم في الحقيقة من تجسدون الخيار الديمقراطي كخيار في الرؤى وخيار في التطبيقات، فإذا الخيار الديمقراطي هو من مبادئنا ومن رسائلنا المجتمعية الراسخة.
كذلك الانتماء لهذا الوطن خيار من خياراتنا ونحن نعتز بالانتماء لهذا الوطن ونرى ضرورة اللحمة بين أفراده، ونرى أن التنوع الحاصل فيه مصدر قوة وثراء، ولا ينبغي أن مصدر خلاف ولا افتراق، وإنما هو عامل قوة، فهذا الحزب والمنتمون لهذا الحزب، مؤمنون بالانتماء لهذا الوطن، ويحاولون تجسيد ذلك الانتماء وبلورته كواقع حقيقي بين المنتسبين وبين المواطنين، فلا يريدون انتماء وطنيا أجوف، وإنما الانتماء للوطن خدمة له، وخدمة لمصالحه.
من رسائلنا إلى هذا المجتمع ومشروعنا المجتمعي، أن حزبنا تسمى بحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، فمن ركائزه الأساسية المجتمعية الإصلاح والدعوة إلى الإصلاح، والوقوف في وجه الفساد بكل أشكاله وأنواعه، والوقوف في وجه الظلم بكل أشكاله وألوانه، فهو يريد الإصلاح السياسي، الإصلاح الاقتصادي، الإصلاح الاجتماعي، الإصلاح في مختلف قطاعات الدولة، في الصحة والتعليم، في كل ما يمكن أن يسمى بأنه قطاع لهذه الدولة، فركيزة الإصلاح حاضرة، وركيزة التنمية حاضرة كذلك، لأن الحزب تسمى بحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، فمسألتنا المجتمعية رسالة تقوم على أن هذا الوطن للجميع، وأن من حق الجميع أن يكون من بناته ومن المؤسسين فيه، للإصلاح وللتنمية وللرفاه الاقتصادي.
فنحن مع المجتمع في كل أحواله، ونحن كذلك نسعى إلى أن نجسد رؤيتنا المجتمعية القائمة على مجموعة من الرؤى، رؤى في مجال التعليم، رؤى في مجال الصحة، رؤى في مجال الاقتصاد، رؤى في مجال الوحدة الوطنية، فنحن من أول الأحزاب، إن لم نكن أول حزب جسد رؤية للوحدة الوطنية تؤمن على العدل والمساواة، تؤمن على نبذ الظلم، وتؤمن على إحقاق الحق، فمجموعة الرؤى الموجودة لدى الحزب توحي وتنبئ بأن له مشروعا مجتمعيا كبيرا.
وأرى بأن تواصل يختلف عن الآخرين بأنه حزب يعمل من أجل أن يقود الدولة، ولذلك لا يسطر ولا ينظر لأمور لا يمكن أن يجسدها على الأرض الواقع، لذلك هو يتهيأ لهذا الأمر، الذي نراه قريبا إن شاء الله، وهو أن يسطر لكل مناحي الحكم، في الصحة، في التعليم، في كل مجالات الحكم برؤى موجودة.
ويمكن الرجوع إليها عند الحزب، بل إن الجميع تصله هذه الرؤى، وتصلنا الرسائل مثمنة لهذه الرؤى وخصوصا في مجال الوحدة الوطنية، في مجال التعليم، في مجال الصحة، رؤى ناضجة، وواضحة وتطبيقها ليس بالعسير، لأننا كما قلت لا ننظر لأمر نريده أن يبقى في جانب، والتطبيق في جانب، وإنما نسطر ما يمكن أن نعمل لو قدر لنا أن نصل.
الأخبار: كيف ترون التحضيرات التي جرت للانتخابات الحالية؟
حمادي سيدي المختار: طيب، بخصوص هذا السؤال عندنا الكثير من التحفظات على العملية التحضيرية هذه، ونرى أن الكثير من الخروقات قد شاب هذه العملية، وقد بينا ذلك للمعنيين به في أكثر من مناسبة، بيناه في خرجات إعلامية، بيناه في جلسات مع هذه الجهات، سواء تعلق الأمر بالداخلية التي وقعت مع الأحزاب السياسية مسارا تحضيريا للانتخابات، وسواء تعلق الأمر باللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، فهناك الكثير من الخروقات التي شابت عملية التسجيل من ترحيل وغيره، ونبهنا على خطورة ذلك، وأنه ينبغي تدارك ذلك، لكن للأسف لم يحصل في ذلك شيء.
نبهنا كذلك بخصوص الدوائر المخصصة لنواب الخارج وكونها حشرت في دول محدودة 8 دول مما يقارب 29 دولة، نبهنا على أن ذلك خطأ وأنه لا ينبغي، ومع ذلك للأسف لم يتدارك ولم ينتبه له، الكثير من الأمور شابت هذه العملية ويمكن تلخيصها في كلمة واحدة وهي أن الاتفاق الذي تم بين الأحزاب السياسية والداخلية، لم يحترم وبقيت منه بنود عديدة دون تطبيق.
وكذلك يمكن أن نختصر هذه الخروقات في أن تدخل السلطات باد جدا في هذه المرحلة وقد نبهنا على ذلك وحذرنا منه، وطلبنا من المعنيين عدم الانحياز إلى جهة سياسية بعينها، والبقاء على مسافة واحدة من كافة الأطياف السياسية المتنافسة على هذه الانتخابات.
الأخبار: ما هي خارطة ترشحاتكم في الانتخابات الحالية؟
حمادي سيدي المختار: بالنسبة لخارطة الترشحات إن كان لها من رسالة فهي تدل على تمكن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل في هذا الوطن، وأنه أصبح يلتحم مع كافة المواطنين في مختلف أنحاء وربوع هذا الوطن الحبيب فقد رشحنا في الدوائر 13 للمجالس الجهوية، ورشحنا في على ما يربو من 150 بلدية في مختلف جهات هذا الوطن، ورشحنا في ما يقارب 50 دائرة نيابية.
فنحن نرشح والمتأمل في هذه الترشيحات يمكن أن يصل إلى نتيجة أن تواصل أصبح في موريتانيا كلها، فما من مقاطعة إلا ولنا فيها ترشيحات نخلتنا فيها عالية ومرتفعة، والكل يعرفها ويعرف جهتها، ويدرك كذلك أن تواصل مشروع مجتمعي متكامل، فكل المكونات وكل الأعمار وكل الأجناس موجودة في تواصل، فالخارطة السياسية مطمئنة على أن المجتمع الموريتاني ذاق طعم حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، وأنه أصبح مصمم على الارتماء في أحضانه والتصويت له، والذود عن حياضه، وانتخاب مرشحيه بإذن الله في الاستحقاق القادم.
الأخبار: ما هي توقعاتكم لنتائج حزبكم في هذا الاستحقاق؟
حمادي سيدي المختار: رغم ما هو حاصل من التدخل من الإدارة والانحياز الواضح، ورغم ما هو متوقع من ذلك، فإننا بفضل الله وجوده وكرمه سنحصد نتائج معتبرة في الانتخابات القادمة، وسنكسب الرهان في العديد من دوائرها بإذن الله، هذا ما نتوقعه.
ومع أن الهواجس من انحياز الإدارة كما قلت، والعديد من الأمور التي تقلق بادية وقائمة، لكن لا بد هنا أن نبين بأن أهل تواصل أثبتوا عبر المحطات الماضية أنهم لا يقبلون التزوير أبدا، ولا يمكن أن يزور عليهم، وأنهم بحضورهم في كل المكاتب وإمساكهم بمحاضرهم لا يقبلون هذا التزوير.
صحيح أننا وللأسف لاحظنا بعض المسلكيات التي كنا نظن أن الزمن قد عفا عليها وأنها لن تعود في المستقبل، لكن رأيناها وللأسف، رأينا بعض المسلكيات التي كنا نعيشها في التسعينات عادت ورجعت اليوم، ورغم ذلك نقول إن الشعب الموريتاني أصبح واعيا وبأنه لا يمكن أن يعاد به إلى ذلك التاريخ، وإلى التزوير الذي رأيناه وشهدناه في حقب ماضية، وأنه سيحمي ديمقراطيته، ونطمئن الجميع ونبشره بأن تواصل رغم ضعف الضمانات الحاصلة في شفافية العملية، سيضمن بإذن الله شفافيتها من خلال حضوره في الميدان ودفاعه عن المكتسبات في صناديق التصويت وأنه لن يقبل تزويرها، وسيقف بحزم.
وأنا في إحدى الجلسات الرسمية قلت لهم لا نعول على اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، ولا نعول على أي طرف آخر، وإنما نعول على منتسبي ومنتسبات حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل، وإيمانهم بالديمقراطية وتفاعلهم معها، وإدراكم بما ينبغي وعدم قبولهم بما لا ينبغي.
واسمحوا لي في هذه السانحة أن أشكر من خلالكم كل مناضلي ومناضلات حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل على ما أثبتوا للجميع من وحدة صفهم وتماسكهم، وعدم تأثير الترشيحات عليهم، فالعديد ممن رشح يرفض هذا الترشيح ولا يقبله، لا يطلبه ولا يريده، وإنما هو تكليف من الحزب.
وعندما ظهرت هذه الترشيحات لم تترك صدمات كما تركتها عند الآخرين، وإنما أبان الجميع عن إيمانهم بحزبهم وتعلقهم به وتمسكهم به مهما كانت الملاحظة على الترشيحات، وعلى ما حصل فيها، فهم مع ذلك مؤمنون بحزبهم ومتمسكون به، رغم كل ما يشاع وما يقال، فالتواصليون والتواصليات متمسكون بهذا المشروع، وسينتصرون بإذن الله في المعركة القادمة.