الأخبار (نواكشوط) - قال رئيس حزب نداء الوطن داوود ولد أحمد عيشة إن حزبه حرص خلال ترشيحاته للانتخابات القادمة على النوعية في الترشيحات النيابية.
وخلال حديثه لبرنامج "حزبك في خمسة أسئلة" -الذي تنتجه وكالة الأخبار المستقلة ويعرض على مدى أيام الحملة الانتخابية الحالة- قال ولد احمد عيشة إن الحزب رشح على مستوى البلديات في الأماكن التي لديه فيها قوة انتخابية وتجنب "الترشيح لأجل الترشيح".
وأضاف ولد أحمد عيشة أن حزبه لم يرشح "رجل أعمال ولا من يبحثون عن الجوازات الدبلوماسية".
وفيما يخص مسار التحضير لانتخابات 13 من مايو قال رئيس حزب نداء الوطن إن رضاه ناقص عن مسار التحضير، ومع ذلك "فالحوار كان جيدا وفيه عديد المكاسب خصوصا للأحزاب الصغيرة أو الضعيفة".
وقدم و لد أحمد عيشة حزبه على أنه حزب وطني موريتاني يدعو إلى الهوية العربية الإسلامية الإفريقية للبلد، وإلى تسييس القضايا الكبرى والبحث في قضايا التهميش وتوزيع الثروة في البلاد.
وقال ولد احمد عيشة إن حزبه يحاول أن يكون جزءا من الطيف السياسي الذي يساعد في خلق بنية سياسية حزبية على غرار ما هو حاصل في العالم تنصهر فيها جميع مكونات المجتمع وتمارس فيها السياسة بقناعات ومبادئ وأخلاق.
وعبر ولد احمد عيشة عن تفاؤله فيما يخص نتائج حزبه في الانتخابات القادمة، ورأى أن هذه الانتخابات يمكن أن تكون أول انتخابات في البلاد تتوزع فيها النتائج بين كل الأحزاب مما سيخلق توازنا وصفه بالإيجابي.
وهذه هي الحلقة الخامس عشرة من حلقات هذا البرنامج الذي استضاف غالبية رؤساء الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات، ويهدف لتعريف الجمهور بالأحزاب السياسية من خلال حديث رؤسائها أو أمنائها العامين.
ويجيب الضيف خلال البرنامج على خمسة أسئلة موحدة، تم طرحها على كل الرؤساء، وهي:
- كيف تقدمون حزبكم للرأي العام الموريتاني؟
- ما هي معالم مشروعه المجتمعي وبرنامج الانتخابي؟
- كيف ترون التحضيرات التي جرت للانتخابات الحالية؟
- ما هي خارطة ترشيحات حزبكم؟
- كيف تتوقعون نتائج حزبكم في الانتخابات؟
فإلى نص المقابلة:
الأخبار: كيف تقدمون حزبكم للجمهور وللرأي العام الموريتاني؟
داوود ولد أحمد عيشة: بسم الله الرحمن الرحيم شكرا على الاستضافة، نحن نقدم حزبنا على أنه حزب وطني موريتاني يدعو إلى الهوية العربية الإسلامية الإفريقية لهذا البلد، ويدعو إلى تمدين المواطنين، والمساعدة في وعيهم، والدعوة إلى تسييس القضايا الكبرى لهذا البلد، والبحث في قضايا التهميش وتوزيع الثروة.
كما أننا في حزب نداء الوطن، نحاول أن نكون جزءا من الطيف السياسي، الذي يمكن أن يساعد في بنية سياسية حزبية على غرار ما في العالم، وليس كما عندنا بعيدا عن قبلية وجهوية وعرقية الأحزاب، بحيث تصبح تنصهر فيها مختلف مكونات المجتمع الموريتاني، ويمارس الناس السياسة بمبادئ وأخلاق وقناعات، كل يمارس ما يريد، بعيدا عن عوامل التأثير في العادة في السياسة في البلد.
الأخبار: ماهي معالم المشروع المجتمعي والبرنامج الانتخابي لحزبكم؟
داوود ولد أحمد عيشة: إن معالم مشروعنا المستقبلي لهذا البلد، أو ما نتمناه على الأقل ونحاول للمشاركة فيه، هو أن يصبح بإمكان هذا البلد أن يتعايشوا في سلام، وأن يتشكل لديهم أمل من أجل القدرة على بناء وطن، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال مسألتين: اطمئنان المواطن في بلده، وتغيير وضعية التهميش الموجودة في البلد، والهوة الكبيرة بين الفقراء والأغنياء.
إننا نرى أن على الدولة والمجتمع والأحزاب السياسية المساهمة في طريقة لبناء طبقة وسطى، تحول بين الطبقات الهشة والطبقات الغنية، نحن نرى أن مشكلة البلد الكبرى هي عدم وجود طبقة وسطى، فتوزيع الثروة فيه تحتاج طبقة وسطى قوية يمكن أن تبني بلدا، فمن دون طبقة وسطى لا يمكن بناء بلد، وهذه الطبقة الوسطى مفقودة للأسف في بلدنا.
الأخبار: كيف ترون التحضيرات التي جرت للانتخابات الحالية؟
داوود ولد أحمد عيشة: في الحقيقة لا يمكنني القول بعدم الرضا، ولكنه ناقص، نحن نرى أن هذا الحوار كان جيدا، وحقق مكاسب ديمقراطية هامة للأحزاب السياسية، خاصة الصغيرة أو الضعيفة، ورجوع النسبية كان يخدم هذه الأحزاب، كما أنه حقق الكثير من الوفاق، وكان رسالة واضحة اتفاق الطيف السياسي بغض النظر عما اتفق عليه.
هذا الاتفاق يوحي بأنه حين تكون هناك إرادة سياسية جادة، فإنه حين تتفق النخبة السياسية أو الطيف السياسي، فإن بإمكانهم المضي بالبلد نحو خيار، ونرجو أن يكون ذلك الخيار دائما إيجابي ولصالح الجميع، والأحزاب، والمجتمع، والسياسة، والمستقبل الديمقراطي للبلد.
الأخبار: ما هي خارطة ترشحاتكم في الانتخابات الحالية؟
داوود ولد أحمد عيشة: نحن في حزب نداء الوطن حاولنا أن لا نرشح إلا ترشيحات جدية، لا لذلك السبب لم نترشح إلا في المناطق التي نملك فيها شيئا ملموسا، أما الترشحات العشوائية فقد ابتعدنا عنها، لأننا نرى بأنها نوع من إفساد اللعبة الديمقراطية، فأنت قد لا تنجح ولكن تنافس، لذلك حاولنا أن نرشح إلا في منطقة يمكن أن ننافس فيها، لأننا نعتبر ما سوى ذلك هو ترشيحات من أجل الترشيحات، وتلك حاولنا أن لا نقع فيها.
إننا نرى أن اللعبة الديمقراطية ليست لنا بوحدنا، لذلك سعينا للمساهمة في عدم إفساد الخريطة والأوراق، والانتخابات وأن لا تمتص ما ليس ضروريا من أجل إفساد خيار آخرين، ورشحنا ترشيحات نرى بجديتها، ويمكن بها المنافسة، وقد ركزنا على البلديات أكثر لأنها هي التي تعتبر عن قوة الحزب ووجوده، وركزنا على نوعية النيابيات، فحرصنا على أن لا ندخل للبرلمان إلا شخصا يمكن أن يشكل إضافة نوعية، لذلك رفضا الكثير من الترشيحات.
فمن لا يشكل إضافة، كشخص له نجومية سياسية: القبول، أو يمكن أن يخدم البرلمان فنيا فيقدم ميزانية أو مقترحات، أو شخص يمتلك من الشجاعة ما يؤهله لطرح مشاكل المواطنين على نحو مفهوم ومقبول ويمكن الإصغاء إليه، أما الترشيح من خلال أصحاب المال فقد رفضناه، لذلك لم نرشح رجل أعمال، ولا من يرغب دخول البرلمان من أجل دخوله، أو الحصول على جواز دبلوماسي، فهذا لا نرى أنه من برنامجنا، فنحن برنامجنا يتضمن أن دخول البرلمان يعني إضافة للبرلمان تخدمه وتخدم المواطن الذي صوت للنائب، هذا هو ما نفكر فيه ونحاوله، والوصول إليه مازلنا ننتظره.
الأخبار: ماهي توقعاتكم لنتائج حزبكم في هذا الاستحقاق؟
داوود ولد أحمد عيشة: نحن متفائلون، وبطبيعة الحال فإن من دخل أمرا يجب أن يكون متفائلا، ولكن نرى أن نتائج هذه الانتخابات يمكن أن تكون المرة الأولى التي تتوزع فيها النتائج على الجميع، دون قوة حزب واحد أو اثنين، وبالتالي يكون هناك توزان، وهذا نراه إيجابيا للديمقراطية، أن يكون لكل الأحزاب حضور، ونحن نرى أنه سيكون لنا حضور هذه المرة، هذا هو رجاؤنا من الله تبارك وتعالى، ونرجو من المواطنين المساهمة فيه، لأنهم إذا لم يصوتوا لنا فلن يحصل الأمر.
ندعوهم للتصويت لنا بكثرة لنمثلهم، ويكون بإمكانهم فيما بعد محاكمتنا، فمن دون تصويتهم لن ندخل البرلمان أبدا.
وأشكركم على هذه المقابلة.