الأخبار (نواكشوط) ـ قال الممثل المسرحي أعمر كي إنه يؤدي واجبه المهني بكل جدية كموظف تابع لقطاع الصحة، ثم يتوجه إلى المسرح فيلبس له لبوسه ويؤدي أدواره فيه.
ويضيف متحدثا في مقابلة مع الأخبار: «أعمر أثناء العمل الرسمي ليس هو أعمر خلال نشاطه في المسرح، وأعمر خلال نشاطه في المسرح ليس هو أعمر خلال العمل».
وتحدث الممثل أعمر في المقابلة عن بداياته مع المسرح وتنقلاته بين عدة فرق فنية طيلة مسيرته الفنية.
كما تحدث عن مدى تفهم عائلته لدخوله مجال المسرح، وتقييمه الشخصي للأدوار التي لعبها، معتبرا أن كلها مميزة بالنسبة له.
وتناولت المقابلة زهد الممثل أعمر كي في المظاهر وابتعاده عن الهواتف الذكية وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى موقفه السياسي.
نص المقابلة:
الأخبار: بداية، حبذا لو قدمتم أنفسكم لنا، وللقراء والمتابعين؟
أعمر كي: باختصار شديد، اسمي أعمر ولد كي، وأنا من مواليد 1971، وقد ولدت في العاصمة نواكشوط، وفيها عشت أيضا.
الأخبار: متى دخلتم عالم التمثيل؟ ومن وكان وراء دخولكم له؟
أعمر كي: لقد دخلت المسرح كهواية بالنسبة لي، حيث كنت أجد ذاتي فيه، ولم أتوجه إليه كحرفة أو مهنة أو مصدر عيش. لقد كنت معجبا به، وبناء على ذلك بدأت الاتصالات بالفرق العاملة فيه.
كانت أول فرقة أتصل بها تسمى "فرقة الخلاص"، وكانت لي فيها تجربة، ثم انتقلت إلى "فرقة شنقيط"، ومنها انتقلت لاحقا إلى "فرقة المرابطون"، ثم واصلت مسيرة تنقلي لأحد الرحالة في فرقة كانت تعرف باسم "الأصابع"، قبل أن يتغير اسمها إلى "المسرح الشعبي".
بعد هذا التجوال بين الفرق، التقيت أخي وزميلي بون ولد اميده، وانتقلت لأعمل معه في فرقته.
الأخبار: ماذا عن الشق الثاني من السؤال، وهو من جاء بك إلى المسرح؟
أعمر كي: لقد قادتني الهواية، والتعليق بهذا الفن الجميل. وكنت أبحث لأجد فرصة لتنمية هذه الهواية حتى وجدتها، ثم انتقلت بعد ذلك بين الفرق التي ذكرت لكم سابقا.
أما انضمامي لفرقة المسرح الشعبي تحديدا، فقد كانت بمبادرة منهم، حيث اتصل به الأخ أحمد ولد محمد الأمين رحمه الله تعالى، وطلب مني الالتحاق بهذه الفرقة، وهو ما وافقت عليه.
الأخبار: ماذا تتذكر عن زملائك الأوائل في المسرح الشعبي، بن مثلا ورفاقه؟
أعمر كي: لقد التحقت بالمسرح قبل الأخ بن، فهو لم يلتحق بفرقة المسرح الشعبي إلا في سنة 1993، وبعد فترة غادر هو وزميله مولاي الفرقة، وقد قمت بدوريهما معا خلال فترة غيابهما، وقد عادا معا للفرقة بعد سنة أو اثنتين، قبل أن يغادر مولاي لاحقا إلى المغرب.
الأخبار: أين فرقة المسرح الشعبي الآن؟
أعمر كي: أطرها وكبارها تفرقوا، وبقي الاسم، وما زال عند البقية.
الأخبار: متى غادرت الفرقة؟ ولماذا؟
أعمر كي: لقد غادرتها في العام 2000 أو 2001، وغادرت مع زميلي وصديقي بون ولد اميده.
الأخبار: خلال مسيرتك المهنية، ظهرت في عدد كبير من الأدوار، ما هو الدور، أو الأدوار التي تقفز إلى ذهنك أولا، عندما تستعيد تجربتك أو تلقي نظرة على مسيرتك الفنية؟
أعمر كي: سأكون صريحا معك، وأقول إن كل أدواري مميزة بالنسبة لي، وإنني أنظر لها برضا وإعجاب، وهي كلها تتحدث عن مواضيع تتعلق بالوطن، وتعالج قضاياه ومشاكله، وتبرز حضارته.
كما أنني خلال الأدوار التي أقوم بها، أنظر إلى نفسي باعتباري أستاذا، وأرى أنني أقدم درسا، والفرق الوحيد بيني والأستاذ هو أنه يكتب درسه على سبورة، وأنا أسطر درسي على الشاشة، ومن خلال هذا الدرس، أكشف للجمهور الممارسات الإيجابية، وأجلي أمامه الممارسات السلبية.
الأخبار: برأيك، أي لقبيك أكثر شهرة: "الأحرش" أم "شيف"؟
أعمر كي: هما معا. وفي الحقيقة لكل منهما جيله. فمن هم من الجيل السابق، أي جيلي والأجيال القريبة منه يفضلوا لقب "الأحرش"، ربما لأنه ظهر في تلك الفترة، ولأن عملي كان "أحرشا".
أما الشباب، والأجيال الجديدة، فتفضل لقب "شيف"، لأنه تابع أدواري حوله.
الأخبار: هل لديك عمل آخر خارج نشاطك في المسرح؟
أعمر كي: نعم، بكل تأكيد، فأنا رسميا موظف بقطاع الصحة، وأعمل في مستشفى الصداقة بمقاطعة عرفات في ولاية نواكشوط الجنوبية.
الأخبار: هل أثر عملك الرسمي على نشاطك، أو العكس؟
أعمر كي: لا، أبدا. فأعمر أثناء العمل الرسمي ليس هو أعمر خلال نشاطه في المسرح، وأعمر خلال نشاطه في المسرح ليس هو أعمر خلال العمل. حين أكون في العمل أؤدي واجبي المهني بكل جدية، وحين أعود إلى المسرح ألبس له لبوسه، وأؤدي أدواري فيه.
الأخبار: ماذا عن بداياتك في المسرح، وللبدايات صعوبتها، كيف كان موقف أسرتك ومحيطك من التحاقك بالمسرح؟ هل تقبلوه أم رفضوه؟ وكيف تعاملت مع الموضوع؟
أعمر كي: من كان منهم معي في نواكشوط كان متفهما لعملي، ومدركا لحقيقته ومقدرا لأهميته، أما من كانوا في البادية، فقد ينظرون له نظرة غير إيجابية، ولم يتقبلوا دخولي له.
الأخبار: بعض جمهورك، يلاحظ أنك تظهر في كل الأدوار بمظهر البدوي ذي الشعر المنفوش، هل هذه قناعة منك بأن هذا الدور أنسب لك، أم تم رسمه لك من المشرفين؟
أعمر كي: صحيح، أنا دائما أظهر بهذا المظهر، وفي رأيي أنني حين أغيره لن يتعرف الجمهور علي، بل قد يؤدي الأمر إلى حوادث مرورية جراء الاستغراب من تغير شكلي. لقد ولدت وعشت بهذه الطريقة، وفضلت أن أستمر عليها، وأنا أختار الأدوار التي تتقاطع معها. لقد خلقني الله زاهدا في المظاهر، وأريد أن أبقى على هذه الصفة.
الأخبار: ما هي أهم مشاريعك المستقبلية؟
أعمر كي: لدينا الكثير من المشاريع، نعمل على تحضيرها وتنفيذها. لدينا مسلسلات واسكتشات، وسنفاجئ الجمهور خلال شهر رمضان القادم.
الأخبار: كيف تتابعون ما يجري في فلسطين الآن؟
أعمر كي: أتابع بكل ألم وأسى ما يجري هنا، وقلوبنا معهم (يسكت وقتا بعد أن غلبته دموعه)، ولا يمكن قياس مستوى الألم الذي نحس به، وفي الحقيقة لا أعرف كيف أعلق على الموضوع!
في الحقيقة، لو كانت لدي وسيلة للالتحاق بهم، والانضمام إليهم لفعلت. أما الآن فأنا أتألم لما يتعرضون له كما هو حال كل المسلمين.
الأخبار: لماذا لا نجد أعمالك على صفحات باسمك في فيسبوك وتيك توك، وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي؟
أعمر كي: ربما أكون الوحيد اليوم، الذي لا يوجد لديه فيسبوك، ولا تيك توك، ولا حتى واتساب. أنا في الحقيقة أستخدم الهاتف الصغير الذي يوفر الاتصال فقط، ولا أرد على الأرقام غير المسجلة فيه.
وأعود لما ذكرته لك سابقا، عند إجابتي على سؤال الشكل، لقد خلقت هكذا، وعشت بنفس الطريقة، ولم أقتنع إلى الآن بتغييرها.
الأخبار: تترقب البلاد انتخابات رئاسية خلال العام القادم، من ستدعم فيها؟
أعمر كي: أنا لا علاقة لي بالسياسية. لقد قررت منذ فترة أن أقف على الجانب.
الأخبار: شكرا جزيلا لكم.