على مدار الساعة

خبير يقترح توسيع التمثيل الدبلوماسي للاستفادة من العمق الاستراتيجي لموريتانيا (فيديو)

6 يونيو, 2024 - 20:02
الخبير الدبلوماسي باسم الله عليه  أحمد صالح (الأخبار)

الأخبار (نوكشوط) ـ اقترح الخبير الدبلوماسي باسم الله اعليه أحمد صالح دائرة التمثيل "بما يحقق أعلى استفادة من العمق الاستيراتيجي لبلادنا ومن موقعها، وقدراتها ومكاسبها وجاذبيتها الاقتصادية".


جاء ذلك في مقابلة مع ولد أحمد صالح ضمن برنامج "رأي الخبير" الذي تبثه وكالة الأخبار المستقلة بمناسبة اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويتضمن رؤية الخبراء لمجالات اختصاصهم وتحدياتها ومقترحاتهم للرئيس الذي سينتخب.


كما دعا إلى "تنشيط التعاون الثنائي والدولي، بما يضمن مزيدا من الجدوائية في المجالات المتعددة، مشيرا إلى "ضرورة السير قدما نحو مزيد من التجويد".


وحول التحديات أشار الخبير ولد أحمد صالح إلى أزمات القارة والإقليم، وأزمة الأمن والإرهاب في منطقة الساحل، ووسط وشرق إفريقيا، وخطر الهجرة والتجارة غير الشرعية في المنطقة. 

وعن تشخيص واقع الدبلوماسية أشار ولد محمد صالح إلى أنه "يمكن القول بكل أمانة أن مسار التطوير في الدبلوماسية الموريتانية، متصاعد، وأن الخطوات الإيجابية تتعزز في هذا المجال".

 

وتحدث الخبير عن كسب ثقة الشركاء المحليين، وتقوية الشراكة بين موريتانيا وجميع الأطراف، والمحافظة على علاقات جيدة ومتميزة مع الأشقاء والجوار، والمساهمة في نشر السلم والأمن الدوليين.

 

وولد أحمد صالح وزير سابق وسفير بوزارة الشؤون الخارجية وحاصل على شهادة عليا في العلاقات الدولية، ومرشح موريتانيا سابقا للجنة الأمم المتحدة لحماية حقوق العمال المهاجرين وأسرهم.

 

كما يعمل عضوا بالآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، وأستاذا متعاونا بالمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، وعضوا في المكتب التنفيذي لنادي نواكشوط الدبلوماسي.

وهذا نص الحلقة: 
 

الدبلوماسية

 

يمكن القول بكل أمانة أن مسار التطوير في الدبلوماسية الموريتانية، متصاعد، وأن الخطوات الإيجابية تتعزز في هذا المجال، منذ انتخاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث يتعزز الحضور الإيجابي والفعال في الصعيدين الإقليمي والدولي

وتمثل الحكمة والهدوء والفعالية ميزات مهمة للعمل الدبلوماسي الراقي والبناء، ويمكن في هذا السياق أن نمثل بمجموعة من الإجراءات النوعية والبناءة منها:

  • تعزيز الثقة في النهج والمسارات الدبلوماسية الموريتانية إقليميا ودوليا
  • كسب ثقة الشركاء المحليين
  • تقوية الشراكة بين موريتانيا وجميع الأطراف، حلفائها التقليديين وكسب شراكات وعلاقات دبلوماسية نوعية مجددا سواء تعلق الأمر بالعلاقات الثنائية، أو الحضور الفعال في الهيئات والمؤسسات الإقليمية والقارية والدولية.
  • المحافظة على علاقات جيدة ومتميزة مع الأشقاء والجوار
  • المساهمة في نشر السلم والأمن الدوليين، من خلال المقاربة الموريتانية المتعددة في هذا المجال ومنها، المساهمة الفعالة في قوات حفظ الأمن الدولية في  إفريقيا، وخصوصا جمهورية إفريقيا الوسطى
  • المساهمة في أجندة الاتحاد الإفريقي 2062 أي إفريقيا خالية من النزاعات
  • تعزيز الحكامة الرشيدة، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، وتعزيز الهيكل الإفريقي للأمن باعتباره جهازا يعمل على الوقاية والمتابعة وحفظ السلام، في حالة حدوث نزاعات إفريقية- إفريقية
  • المساهمة الفعالة وإسماع صوت إفريقيا في المحافل الدولية، وذلك بوصف موريتانيا دولة إفريقية محورية، هامة جدا.
  • الدور الطلائعي في دعم القضية الفلسطينية، والدفاع عن الأخوة في غزة وتحسيس المجتمع الدولي بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من دمار وتشريد وحرب إبادة.

ينضاف إلى ذلك فعاليات أخرى متعددة منها:

  • زيادة ميزانيات البعثات الدبلوماسية من أجل تحسين ظروف العمل
  • إنشاء الأكاديمية الدبلوماسية من أجل تعزيز وتفعيل العمل الدبلوماسي وتفعيل دبلوماسية الوسطية والاعتدال التي تميز الشعب الموريتاني.

ومن مختلف هذه العوامل نالت موريتانيا ثقة الشركاء وثقة المؤسسات الدولية، مما مكنها من نيل رتب عالية مثل رئاسة الاتحاد الإفريقي، وهو ما يدفعنا إلى القول إن الدبلوماسية الموريتانية بقيادة فخامة رئيس الجمهورية، دفعت بالبلاد إلى الواجهة، وحققت المكاسب المتعززة يوما بعد يوم.

 

التحديات

وبالإضافة إلى هذه المكاسب توجد تحديات متعددة، فعالمنا اليوم عالم متعدد ومتنوع، والعلاقات الدولية تعيش تحولات وإشكالات كثيرة، وهو ما ينعكس بجلاء على مسار الأمم المتحدة، وعلى المستوى الدولي، والإقليمي ومن أبرز التحديات التي تواجهها دبلوماسيتنا:

  • أزمات القارة والإقليم: سواء تعلق الأمر بالأزمات التقليدية في الأمن والاستقرار السياسي، أو بالهزات التي تقع بسبب الحروب الأهلية، زيادة على التحدي المتجدد من خلال التغييرات غير الدستورية لأنظمة الحكم
  • أزمة الأمن والإرهاب في منطقة الساحل، ووسط وشرق إفريقيا، وهو أزمة متعددة الأوجه
  • خطر الهجرة والتجارة غير الشرعية في المنطقة، وهو ما يدفع بوتيرة متزايدة إلى عدم الاستقرار في بلدان ومحاور متعددة من القارة
  • إشكال الحكومة الرشيدة الآخذة بعين الاعتبار تجهيز الموارد المالية الكافية للتغلب على التحديات في التعليم والتشغيل، ومكافحة الفقر والتصدي للجريمة المنظمة بطبعاتها وأوجهها المختلفة.

 

المقترحات

يتأسس على تلك الآفاق والمكاسب والتحديات، ضرورة السير قدما نحو مزيد من التجويد ولذلك أقترح أن تأخذ دبلوماسايتنا في الفترة القادمة الميزات الآتية:

  • الدبلوماسية النشطة: بما يقتضيه ذلك من سرعة وفعالية في التعاطي مع الأحداث والمتغيرات
  • الدبلوماسية اليقظة: وهو ما يتطلب رفع جاهزية البعثات الدبلوماسية وتطوير قدرات أفرادها وأدائهم
  • تنشيط التعاون الثنائي والدولي: بما يضمن مزيدا من الجدوائية في المجالات المتعددة
  • دبلوماسية مواكبة: للفرص والآفاق التي تنفتح أمام البلاد، خصوصا أن بلادنا تترأس الآن الاتحاد الإفريقي، وطموح بلادنا  عال في مجال الريادة والامتياز الدبلوماسي
  • توسيع خارطة التمثيل الدبلوماسي: حيث تتوسع دائرة تمثيل الأصدقاء والشركاء في عاصمتنا موريتانيا، وتمثيلنا في بلدان العالم، بما يحقق لنا الاستفادة الأعلى من العمق الاستيراتيجي لبلادنا ومن موقعها، وقدراتها ومكاسبها وجاذبيتها الاقتصادية