على مدار الساعة

الانتخابات الرئاسية 2024.. عزيز قدم خمسا بنجاح فهل سينجح غزواني في الخمس الأخيرة؟

20 يونيو, 2024 - 10:27
الدكتور الحسن أحمد طالب - أستاذ جامعي

انطلقت في يوم الجمعة الحملة الانتخابية لثامن انتخابات رئاسية في البلاد، يتنافس فيها سبعة مترشحين من بينهم الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يعتبر أوفر المرشحين حظا في الفوز، بدليل أنه استطاع خلال مأموريته الماضية التمكن من استقطاب عدة أحزاب معارضة، مثل حزب التكتل بزعامة المعارض السابق أحمد ولد داداه وحزب التحالف الشعبي التقدمي الذي يترأسه مسعود ولد بلخير اللذين أعلنا دعمهما لولد الغزواني في هذه الاستحقاقات، إضافة إلى بعض قادة ومؤسسي التيار الإسلامي مثل السيد محمد جميل منصور والسيد محمد غلام ولد الحاج الشيخ وتيار راشدون بزعامة الســيد عمر الفتح وغيرهم كثير.

 

وحسـب اعتقـادي سينجح الرئيس الحالـي في كسـب المعركة في يوم 29/06/2024 من الشــــوط الأول لضعف منافسيه، وسيعاني أنصاره أشد معاناة طيلة الحملة وسيخسرون الكثير من المال والوقت والجهد لأن الناس ملوا وعانو من ذكر ما لا تراه أعينهم - سوى التأمين الصحي للبعض والذي يقدمه المستفيدون منه لمستشفيات يفتقر أغلبها للتـأهيل أصلا، وأدوية جلها مزور ومنتهي الصلاحية - بسبب ضعف أداء حكوماتهم في السنوات الخمس الماضية، إضافة إلى انتشار الفساد وضعف وقلة المنجز.

 

ستبذل جماهير التيار الاسلامي قاطبة وبدون استثناء - حتى أولئك الذين يقفون ظاهريا خلف الرئيس غزواني لمأمورية ثانية - كل الجهد في نصرة مرشحهم زعيم حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" حمادي ولد سيدي المختار، والذي يشغل حاليا منصب رئيس المعارضة، لأنه وببساطة شديدة ستحدد هذه الانتخابات بالذات مركزهم الحقيقي في المشهد السياسي في البلد.

 

يبقى الحقوقي والنائب البرلماني بيرام الداه اعبيد أكبر المنافسين لولد الشيخ الغزواني لكونه يخـوض السباق الرئاسي للمرة الثالثة على التوالي، واستطاع الحصول في آخر انتخابات رئاسية على أكثر من 18% من الأصوات، وتوجه إلى التخفيف من حدة خطابه مؤخرا سعيا إلى كسب المزيد من الدعم.

 

ستؤثر كثرة المرشحين للاستحقاقات الرئاسية هذه المرة على تشتيت نسب داعميهم جميعا، لتتناثر تلك الأصوات وتتوزع على المترشحين بالتساوي كما تفعل "مفوضية الأمن الغذائي" و"تآزر" بالمواطنين حين تشرع في تقسيم الحصص التموينية عليهم.

 

لو رجعنا قليلا إلى فترة قريبة نجد أن الرئيس السابق السيد محمد ولد عبد العزيز في السنوات الخمس الأولى من مأموريته استطاع أن ينجز ويستحدث ويغير كثيرا بنجاح، ولا يتسع المقام هنا للتطرق لذكر تلك المنجزات لأن الكل يعرفها ورضي عنها في ذلك الوقت مما أضفى حينها على تلك الفترة شرعية ومشروعية على الرغم من أن الرجل وصل للسلطة عن طريق انقلاب عسكري، لأنه لا توجد شرعية حقيقية لنظام أو سلطة من دون رضى الناس، إضافة إلى ما يمكن أن يُقدَّم من منجز حقيقي على صعيد الواقع العملي، لكن الرجل للأسف الشديد أفسد كل ما شيده سابقا في السنوات الخمس الأخيرة وكانت النتيجة "محاكمة العشرية" التي ما زلنا نعيش أحداثها وفصولها.

 

ونعلم جميعا - أخفينا ذلك أم أظهرناه - أن السنوات الخمس الأولى من حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لم تحقق المأمول على الرغم من تفاؤل الجميع بخطاب التنصيب الذي ألقاه، لكن الرجل لم يوفق في اختيار حكوماته المتعاقبة، وحصلت إخفاقات كثيرة وكبيرة لم يستطع الرجل محاسبة أصحابها وردعهم بل اكتفــى بالإشارة والتلميح في عدة مناسبات بعدم رضاه عنها، وهذا الأمر لم ولن يكون كافيا في بلد من بلدان العالم الثالث ينهش مواطنيه الفساد ويعيق تقدمه التخلف، فهل سينجح الرئيس في الخمس الأخيــرة ليكمـــل بقيــة العشـــرية التي أفسدها سلفه؟