رحم الله الدكتور بلال حمزة برحمته الواسعة رحم الله أخلاقا طيبة ونفسا كريمة زكية وطنية أبية لا تعرف المكر والغبن والأنانية ولا الفئوية والجهوية ، بل هي نفس طاهرة صادقة مؤمنة مطمئنة وفية ، جعلها الله ممن قال فيهم : "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" .
لم تكن لي معرفة سابقة بالدكتور بلال قبل أن تطأ أقدامي جائزة شنقيط فلم يكن من أساتذتي في الجامعة والاختصاص أيضا لا يجمعنا ، ورغم أني كنت أتابع مقابلاته في الاعلام أحيانا إلا أني لم أتشرف بلقائه قبل ترشحي للجائزة ، وذلك بعد أن أعددت مشاركتي وزرته في مكتبه والحيرة والتردد يراوداني فاستقبلني بوجه طليق باسم بعث الأمل في نفسي وتشجعت وقدمت الكتاب ولسان حالي يقول :
بشاشة وجه المرء خير من القرى فكيف بمن يأتي به وهو ضاحك
فاجأني ما عليه الرجل من دماثة خلق ورحابة صدر ومرونة في التعامل وكأنه يعرفني من زمان ، ارتحت بعد خوف انتابني من مقابلة شخص لا أعرفه ومسؤول عن جائزة يطمح لها الكثير من أرباب القلم ربما لا أرقىلمنافستهم وأنا لازلت على عتبة السلم .
لكن بعد أن تعرفت على الدكتور وجدت أن ما لمسته أنا من طيبوبته لمسته نفوس الكثيرين باحثين واعلاميينوأهل رأي وفضل وحتى البسطاء من الناس فالكل يقفأمام مكتب بلال لحاجة تدفعه لذلك ، رحمه الله كان لا يصد قاصدا ولا يغلق مكتبا ولا يرد سائلا ولا يخيب ظنه فالابتسامة تعلو وجهه للجميع ، هذا فضلا عن علمه وتقواه وتمكنه من اختصاصه وبحوثه ومحاضراته القيمة ونهجه الوسطي ووطنيته ورأيته الوحدوية وصدق الشاعر :
والمرء بالأخلاق يسمو ذكره وبها يفضل في الورى ويوقر
ولن أنس يوم بشرني بجائزة شنقيط حين هاتفني قائلا: هل انت مشاركة معنا في جائزة شنقيط ؟ ، قلت نعم فرد علي مازحا وقال: إن أخبرناك أنك فزت بجائزة شنقيط فماذا تعطينا فدهشت وعقد لساني ، وبعد أن أفقت من الذهول والغبطة أجبته بشركم الله بالجنة وبكل ما تتمنون ، وأسأل الله الآن وهو بين يديه أن يجازيه عن حسن أخلاقه وطيب معاملته وانفاقه على الضعفاء وذوي الحاجات بنعيم الجنة وصحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
واساني يوم فقدت أبي قائلا : لا تبتئسي فنحن كلنا آباؤك ولقد صدق والله فكان نعم الأب والأخ والصديق فجزاه الله عني خيرا وأسكنه فسيح جناته لقد تيتمت من بعده جائزة شنقيط وفائزوها والمشاركون فيها وعمالها وكل زوارها .
وما كان إلا مال من قل ماله وذخرا لمن أمسى وليس له ذخــر
كنت أزوره في مرضه فكان مؤمنا صابرا محتسبا لايزعجه المرض يمارس عمله على أحسن وجه ، رحمه الله برحمته الواسعة وأنار قبره وجعله روضة من رياض الجنةوإنا لله وإنا إليه راجعون .
تعازينا القلبية لأنفسنا وللأهل والأبناء ولولاية الترارزةوالوطن عموما ولمكارم الأخلاق وللقلم والأدب .