على مدار الساعة

مقترح حول الصيانة.. وزارة الصحة نموذجا

28 أغسطس, 2024 - 00:05
الشيخ البال - مهندس بوزارة الصحة

لا شك بأن اقتناء الأجهزة الطبية لمنشأة صحية هو خطوة مهمة في توفير الخدمات للمرضى من جهة وللطواقم الطبية من جهة أخرى، ولكن ما هي المعايير التي تتم بها عملية اقتناء تلك الأجهزة؟ والتي منها: المواصفات الفنية للأجهزة، وهل سيتم توجيهها لطواقم مكونة عليها، وطريقة صفقة الشراء أي بمناقصة شفافة أم لا... إلخ،

 

لنفترض هنا بأن المناقصة تمت في ظروف شفافة، وتم تكليف التاجر بتركيب تلك الأجهزة، بإشراف مهندسين / فنيين من إدارة الصيانة واللوازم والمعدات   "DIMM"بوزارة الصحة، 

وتمت عملية تسليم الأجهزة بعد تركيبها وتشغيلها وتكوين الطواقم الطبية التي ستعمل على تشغيلها، وكعادة معظم الموردين فإن الأجهزة تبقى تحت الضمان لمدة سنة تقريبا، أي كل ما يتعلق بصيانتها في حدود الضمان، بعد ذلك تبقى صيانة تلك الأجهزة أمام خيارين:

 

إماّ أن يكون في المنشأة الصحية مهندسا / فنّيا بشكل دائم يتولّى الصيانة لجميع الأجهزة، طبعا باستثناء تلك التي لدى المنشأة الصحية عقود لصيانتها مع شركة مستقلة، أو تلك التي ما زالت في فترة الضمان التي عادة لا تتعدى سنة،  

 

وهنا ندرس الحالتين،

الحالة الأولى: وجود مهندس / فنيّ في المنشأة يتولى الصيانة بما أوتيّ من مهارة وخبرة، وقد يستعين بالمورد الذي جلب تلك الأجهزة فيما يتعلق بمراسلة المّصنّع لغرض إشكال فنّيٍ أو وثيقة تعينه على الصيانة، 

 

الحالة الثانية: وهي ان تكون صيانة تلك الأجهزة أو بعضها تتولاه شركة عن طريق عقد سنويٍ، والغالب فيه أن يكون بعشرات الملايين من الأوقية القديمة، وفي هذه الحالة يجب على الشركة صاحبة العقد أن تلتزم بتعهداتها من خلال الزيارة الشهرية للمنشأة الصحية للقيام بالصيانة الوقائية "maintenance préventive" زيادة على الزيارات التي قد تحدث للصيانة العلاجية  "maintenance curative"في حالة أعطاب فتلك ليس لها توقيت محدد، ولكن بعض الشركات مع الأسف لا تفي بتعهداتها المذكورة آنفا، وقد تُراكم شهرين أو ثلاثة دون أن تقوم بأيّ زيارة للمنشأة الصحية، ممّا يجعل القيّمين على مثل هذه المنشآت  يقومون بالاتصال بإدارة الصيانة واللوازم والمعدات "DIMM" بوزارة الصحة من أجل إرسال بعض مهندسيها / فنّييها لتلك المنشآت لصيانة أجهزتها، وفي انتقال هؤلاء المهندسين / الفنيين إلى أماكن الخلل، تتكلف الوزارة مبالغ طائلة كذلك رغم أنها تدفع سنويا مبالغ طائلة أيضا لشركات الصيانة.

 

والسؤال هنا، متى ستستمر الوزارة ممثلة في إدارة المعدات والصيانة واللوازم  "DIMM"في غض الطرف عن شركات الصيانة؟

ومتى ستقوم "DIMM" بإعداد قاعدة بيانات لأجهزتها، عن طريق مسح شامل يقوم به مهندسوها / فنيوها على عموم التراب الوطني، وتكون هذه البيانات في برنامج رقمي حديث يتم إدخال كل معلومات الأجهزة من أماكن تواجدها الجغرافية وموقعها في المنشأة الصحية وحالتها الفنية وما إذا كانت صيانتها ضمن عقد مع شركة أم لا وغير ذلك من المعلومات الضرورية، ويتم تحديث قاعدة البيانات هذه مرتين للعام تقريبا، حينها ستكون الوزارة ممثلة في إدارة المعدات والصيانة واللوازم "DIMM" على دراية حقيقية بجميع الأجهزة الموجودة على التراب الوطني .

 

يتواصل