على مدار الساعة

قضية رأي عام (مصدر الأموال)

16 سبتمبر, 2024 - 10:40
بقلم بابه ولد يعقوب ولد أربيه - مهندس في مجال المياه والصرف الصحي

أحب هذه الأرض، أفخر بعلمائها وأحب ناسها، أطرب لموسيقاها وأضحك من نكات سمارها، يروق لي شتاؤها، وأفرح كالأطفال بمواسم خريفها، من أجل ذلك أهتم كثيرا لأمرها.

 

لا أكتمكم سرا أنني فكرت مرات ومرات قبل أن أدخل الجدل الدائر هذه الأيام فلطالما تحاشيت أن أكون طرفا في أي نزاع أو أي خصام، ولطالما تحريت وتبينت قبل أن أكتب عن موضوع له أكثر من رواية.

 

ولكن ما إن وصل الموضوع لرتبة "قضية رأي عام" حتى آن أوان الكتابة.

 

أولا: مما يؤثر على حياد شهادتي في حق آل الشيخ آياه هي تلك الروابط الأسرية وذلك الود الضارب في القدم منذ عهد الأجداد.

 

ثانيا: ثقتي بأجهزتنا الأمنية وقيادة دركنا تجعلني أحجم عن الكتابة في أمر من صلب اختصاصاتها.

 

ثالثا: إدراكي ومعرفتي بأن العالم لا يتسامح أبدا مع قضايا المخدرات وتبيض الأموال يجعلانني مطمئنا بأن قيادة بلدنا المشهود لها دوليا بالرزانة لن تسمح بإذن الله بتلويث شبر واحد من تراب بلدنا بهذه الآفات.

 

رابعا: من المفيد جدا لبلدنا أن تكون به صحافة استقصائية وناشطون يثيرون القضايا التي تهمه على كافة الأصعدة، ومنها بالطبع القضايا التي تكشف الفساد وتبيض الأموال وكل طرق الكسب غير المشروعة.

 

خامسا: يبدو من الواضح لي أن توزيع الأموال بشكل عبثي على غير مصرفيها وفي العلن أمر سيصيب المجتمع في مقتل لأنه سينشر ثقافة الكسل والاتكالية، ويشعل أحلام الثراء السريع بين الشباب، ويعزز التفكير المادي البحت، ويعطي نماذج في المجتمع خاوية في تفكيرها وثقافتها ومستواها التعليمي، لا ميزة لها سوى ركوب السيارات الفارهة، وأكل الطعام غير الصحي، وغير ذلك من المسلكيات الضارة.

 

سادسا: في الفترات الأخيرة كان العقار سببا في أزمات اقتصادية عالمية ومن المعروف أن العقارات في العالم تزداد قيمتها لقربها من أماكن الخدمات ذات الجودة مثل الصحة والتعليم والأمن، وفي موريتانيا نجد قطعة أرضية في الفيافي لا ماء ولا كهرباء وصرف صحي تباع بسعر أكبر بكثير من سعر مثيلتها مساحة في إحدى العواصم الأوربية!.

 

رغم كل النقاط آنفة الذكر إلا أن عدم تقيد السؤال (من أين لك هذا؟) بالاختصاص أولا، وبالأدلة ثانيا، سيفتح مجالا لتصفية الحسابات وللابتزاز، ساعتها لا قدر الله سيكون الخطر كبير والخطب جلل، وبالتالي أرى أن سد هذا الباب أولى من اتهام الناس دون أدلة دامغة.

 

شخصيا قبل أن تحكم المحاكم الموريتانية حكما غير قابل للاستئناف على أهل الشيخ آياه بالإدانة - لا قدر الله - سيبقون في نظري أسرة صوفية منفقة كريمة، أستطيع أن أذكر في حضرتها قول الشاعر:

 

أَقِلّوا عَلَيهِم لا أَبا لِأَبيكُمُ *** مِنَ اللَومِ أَو سُدّوا المَكانَ الَّذي سَدّوا

أولَئِكَ قَومٌ إِن بَنَوا أَحسَنوا البُنى *** وَإِن عاهَدوا أَوفَوا وَإِن عَقَدوا شَدّوا