على مدار الساعة

بنت إسلمو.. كفاح الولوج إلى سوق الخدمات في أعماق موريتانيا (فيديو)

30 أكتوبر, 2024 - 14:36

الأخبار (بوسطيله) ـ وسط شح الإمكانيات ووطأة العزلة في أعماق ولاية الحوض الشرقي، وحيث يكاد مجال التجارة أن يكون حكرا على الرجال، تكافح الفتاة حسنية بنت إسلمو للولوج إلى سوق الخدمات بمركز بوسطيلة الإداري.

 

فبعد أن حصلت على شهادة المتريز في القانون الخاص، وأكملت عدة دورات في المحاسبة وتسيير المشاريع الصغيرة، عادت إلى موطن ذويها، حيث قررت إقامة مشروعها التجاري الخاص.

صعوبات البداية
كانت البداية التجارية الأولى لبنت إسلمو إنشاء مسمكة في بوسطيله، لكن المشروع الذي حصلت بصعوبة على تمويله واجه تحديات مالية ولوجستية أرغمتها على إغلاقه.

وتؤكد بنت اسلمو أنها خسرت مئات الآلاف من الأوقية القديمة بسبب تعثر مشروعها الأول، إلا أنها رفضت الاستسلام للواقع وقررت الاستمرار في خوض التجارب التجارية.

ومن جديد عادت إلى السوق من خلال افتتاح مطعم للوجبات المحلية، واجه هو الآخر صعوبات عديدة اضطرتها لإقامة أنشطة تجارية موازية لحمايته من الانهيار.

فبسبب ضعف الإقبال على المطعم في موسم الخريف وهو ما مثل أحد أكبر التحديات التي واجهتها بنت إسلمو، قررت أن تعتمد في هذه الفترة على مجالات أخرى أكثر أرباحا كاستيراد وبيع البذور والآلات الزراعية والحلي وأدوات زينة النساء.

 

معاناة مع العزلة
تتسبب العزلة التي تعاني منها المنطقة في تأخر وصول المنتجات، كما يتعرض بعضها للتلف لطول مدة الرحلة، ولذا تعتبر بنت إسلمو العزلة أبرز العوائق التي واجهت مشاريعها الناشئة.

وتشير إلى أن العزلة تتسبب في ضعف الإقبال على مركز بوسطيلة الإداري، وبالتالي فهي تؤدي إلى ركود في السوق الذي يعاني قلة المستهلكين.

وأبعد من ذلك تقول بنت اسلمو إن العزلة تعيق التبادل التجاري مع أسواق المدن القريبة من المركز الإداري، بالإضافة إلى أسواق دولة مالي المجاورة.

كما تعزو ضعف الإقبال على المطاعم في فصل الخريف، إلى طبيعة المنطقة وسكانها المزارعين الذين يتوجهون إلى ضواحي المركز، وصعوبة النقل في موسم التساقطات المطرية التي تؤثر على الطرق الترابية.

 

آمال ومطالب
تأمل بنت إسلمو رفع ما تصفه بالتهميش عن حملة الشهادات، خصوصا القاطنين منهم في الداخل والطامحين إلى ولوج القطاع الخاص.

وتطالب بفك العزلة عن مركز بوسطيلة الإداري، لكونه همزة وصل بين موريتانيا ومالي، بالإضافة إلى أنه سيحفز الشباب على ولوج القطاع الخاص.

كما تدعو الشباب إلى الإقبال على القطاع الخاص، وتقول إن التجارب في إنشاء المشاريع الصغيرة علمتها أن لا تعتمد على مشروع واحد، بل خلق مشاريع متعددة وتحيّن الفرص حسب المواسم.

وعن دعم الشباب تلفت بنت إسلمو إلى ضرورة منحهم قروضا لتمكينهم من ولوج القطاع الخاص، وتنتقد غياب أي محفز لهم على ولوج هذا القطاع.