الأخبار (نواكشوط) – دعا وزير الاقتصاد والمالية في موريتانيا المختار ولد اجاي الكل إلى أن يفهم أن "بناء الدول وخلق ظروف التنمية المستدامة لشعوبها هي مسيرة طويلة لا تظهر نتائجها إلا بشكل تدريجي وتراكمي".
وأضاف ولد اجاي في تدوينة على حسابه في فيسبوك أنه "من أجل معرفة هل نحن في الاتجاه الصحيح أو الخاطئ هنالك آليات للمقارنة ومؤشرات متعارف عليها هي الوحيدة القادرة على حسم النقاش"، مردفا أنه "لا يمكن تقييم نتائج سياسة تنموية من خلال انطباع شخصي معاش أو متخيل".
واعتبر ولد اجاي أن "حدوث تحسن في بعض الجوانب التنموية لا ينفي وجود مشاكل وتعثرات في بعضها. موضوعية النقاش واستخدامه للأدوات العلمية المحايدة سيغنينا عن كثير من النقاش وسيضيق الخناق على المتطفلين على التنظير دون أن تكون لهم المؤهلات والآليات الضرورية لذلك".
وشدد ولد اجاي على أن "هذا لا يعني أن نكون مثاليين ونتصور إمكانية فرض منهجية علمية علي هذا الفضاء المفتوح لكن من مسؤولية الكل خصوصا النخبة السياسية والثقافية والدينية والشبابية أن لا تبقي متفرجة علي ما تمور به وسائل التواصل الاجتماعي دون ترشيد أو توجيه".
وأضاف: "يجب على الكل أن ينزل من برجه العاجي ليعطي رأيه، يفيد، يستفيد، يرشد ويوجه. لا يستساغ أن نستسلم ونيأس أمام هذا السيل الجارف من الغثاء. يجب خلق نقاش ناضج علمي ومسؤول يعطي بديلا لرواد هذه المنتديات".
نص تدوينة ولد اجاي تحت عنوان: خاطرة..
بالرغم من الخطوات المهمة التي قطعها بلدنا على أصعدة عدة، وخير دليل علي ذلك لائحة المشاريع البنيوية التي دشنها فخامة رئيس الجمهورية في إطار تخليد الذكري السابعة والخمسون لعيد الاستقلال، فإن المتابع لنقاشات نخبتنا على هذا الفضاء المفتوح سيخرج بشيء من الحسرة والأسف لضياع فرصة ذهبية يوفرها هذا الفضاء من خلال تحليل ونقد الواقع واقتراح الحلول ونشر قيم التسامح والحوار بعيدا عن التطبيل والتمجيد لكن أيضا بعيدا عن الشيطنة والإساءة.
حضرتني وأنا أتابع بعض النقاشات الدائرة في رحاب تخليد الذكري السابعة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني المجيد نفس الخاطرة التي كتبت على هذه الصفحة قبل سنة.
باستثناء حالات قليلة، تستحق التهنئة والإشادة بغض النظر عن اتفاقنا أو خلافنا معها في الرأي ، وتبقى الشذوذ الذي يثبت القاعدة، فإن الملاحظ الخارجي لما يدور من نقاشات وما يعرض من آراء حول مختلف المواضيع التي تهم الرأي العام الوطني على هذا الفضاء أو غيره من منابر سيلحظ دون عناء غياب المحتوى والمحددات والمنهجية التي تسمح، بعد تلاقح كل ما تعج به حواراتنا، أن نؤثر إيجابيا في إنضاج رأي عام يضغط أكثر في اتجاه نشر قيم الوطنية والعدالة والتسامح والعمل والإنتاج. رأي عام واع يفرض على النخبة أن تتنافس وأن تضحي في سبيل نيل ثقته.
يجب أن يضع الجميع نصب أعينه أننا نتحاور نتفق أو نختلف من أجل موريتانيا وليس من أجل شخص ولا مجموعة ولا جهة. من أجل موريتانيا في الحاضر لكن أيضا من أجل موريتانيا المستقبل. بهذا وبهذا وحده يمكن أن يكون للنقاش معنى وهدفا. بهذا وبهذا وحده ستنقص جرعة شخصنة الأمور وتوابعها من استعداد طبيعي للإساءة والتعصب وغياب الموضوعية.
يجب أن يفهم الكل أن بناء الدول وخلق ظروف التنمية المستدامة لشعوبها هي مسيرة طويلة لا تظهر نتائجها إلا بشكل تدريجي وتراكمي. ومن أجل معرفة هل نحن في الاتجاه الصحيح أو الخاطئ هنالك آليات للمقارنة ومؤشرات متعارف عليها هي الوحيدة القادرة على حسم النقاش. ولا يمكن تقييم نتائج سياسة تنموية من خلال انطباع شخصي معاش أو متخيل. حدوث تحسن في بعض الجوانب التنموية لا ينفي وجود مشاكل وتعثرات في بعضها. موضوعية النقاش واستخدامه للأدوات العلمية المحايدة سيغنينا عن كثير من النقاش وسيضيق الخناق على المتطفلين على التنظير دون أن تكون لهم المؤهلات والآليات الضرورية لذلك.
هذا لا يعني أن نكون مثاليين ونتصور إمكانية فرض منهجية علمية على هذا الفضاء المفتوح لكن من مسؤولية الكل خصوصا النخبة السياسية والثقافية والدينية والشبابية أن لا تبقى متفرجة على ما تمور به وسائل التواصل الاجتماعي دون ترشيد أو توجيه. يجب علي الكل أن ينزل من برجه العاجي ليعطي رأيه، يفيد، يستفيد، يرشد ويوجه. لا يستساغ أن نستسلم ونيأس أمام هذا السيل الجارف من الغثاء. يجب خلق نقاش ناضج علمي ومسؤول يعطي بديلا لرواد هذه المنتديات. يجب الالتزام بميثاق شرف بين كل من يرى أن موريتانيا بحاجة إلى أكثر من الصراخ والإساءة والتضليل الإعلامي، ميثاق شرف يحرم المساهمة في تشجيع أو نشر كل خطاب عنصري وكل دعوة فئوية أو جهوية. ميثاق يجعل من ديننا الإسلامي الحنيف ووحدة بلدنا وجيشنا الوطني خطوطا حمراء خارج أي خلاف. ميثاق يحرم الإساءة الشخصية ويعلي من قيم التسامح والصبر والإيثار والتضحية. وإلى حين أن تعم هذه القيم سيتحتم على البعض أن يستمر في دفع الفاتورة تشهيرا وإساءة وتزويرا للحقائق. لكن كل ذلك يسهل ويهون في سبيل الوطن وفِي سبيل المبادئ. سيأتي الْيَوْمَ الذي يفهم فيه البعض حجم الغلط الذي يرتكبه في حق نفسه وفِي حق الوطن وفِي حق الآخيرين.
طاب يومكم