قدْ أضَعْناكِ خيفةً ونِفاقا **** يا شَآماً فيها الجراحُ تَلاقى
نحن ُ خُنّا يا شامُ قبلَ الأعادي ** وافْترقنا وما مَللْنا افْتراقا
تَلْعَبُ الرُّومُ فيكِ والفرسُ والرُّو *** سُ ولا هَبَّةٌ تَفُكُّالوثاقا
لم يعدْ في خيولِ حمدانَ حزْمٌ **** ينشـرُ المجدَ فيكِ والأخلاقا
حدِّثينا يا شامُ عن حَلَبَ الشَّهْـ *** ـباءَ أيَّامَ تَمْلأُ الآفاقا
أنشِدينا روائعَ المتنبِّي ************ تَتَلالى على المدى إشراقا
وفِراسُ القصيد يملأ فيكِ الْــ ***** ـأرضَ بالحبِّ والمدى عُشَّاقا
بَرَدى كيفَ لم يعدْ جَدولاً لِلْــ ***** ـعِشقِ ينسابُ منهلاً رقْراقا
يَمَنُ السعدِ ضاعَ والقدسُ ضاعتْ *** وأَضَعْنا من بَيْنِهِنَّ العِراقا
وذِهِ الشامُ تغتذي كلَّ يومٍ ******** دَمَها الطاهرَ النقيَّ المُراقا
فَلَنا أدمُعٌ من الحزنِ جفَّتْ ****** وقلوبٌ كادت تذوبُ احْتراقا
ربِّ إنَّا خُنَّا الأماناتِ والعهْـ ****** ـدَ فجازَيْتَنا جَزاءً وِفاقا.