أنا لُغَتي وفي لغتي تَجلَّى *** هَيُولا العِشْقِ والمجدُ المعلَّى
بها الكلماتُ من نارٍ ونورٍ *** بها بُعث المتيمُ فاسْتَهَلَّا
بها نزلَ الكتابُ هُدىً ونوراً *** ففاتَ بها الأعزُّ هنا الأذلّا
بها عُرِفَ التقى عملاً وعلماً *** بها عَرَفَ الأنامُ اللهَ جَلَّا
بها برقُ البلاغة ألَّ لمعاً *** فضاءَ الكونَ منهُ حينَ ألّا
تَحَلَّى النثرُ منها حسْنَ حَلْيٍ *** وحَلَّتْ شِعرَها الوشْيَ المُحَلَّى
هواها في دمي عبقٌ زكيٌ *** أذمُّ له الشَّذا بعضاً وكُلا
بها قد أينعَ المعنى قُطوفاً *** على قُربٍ فحينَ دَنَا تَدَلَّى
ظلالُ هواكِ وارفةٌ وليستْ *** لغير العاشقين تُنيلُ ظِلا
بها عُرفتْ شريعةُ خيرِ هادٍ *** بها صلّى المُصلّي حين صَلّى
ومن ولّوا لسانَهمُ الأعادي *** تولّوا إثرَهُ عدَماً وولَّى
وما ازدهرتْ بلا لغةٍ بلادٌ *** وما عزَّ امرؤٌ عنها تَخلّى
ولا وطنٌ تحرَّرَ وهْو يَرعى *** لسانَ الغيرِ فيه وما استقَلَّا
تعشّقَها الفؤادُ وهامَ طِفْلاً *** وما ملَّ الغرامَ ولنْ يملَّا