حالة البلد السياسية هادئة هدوء المترقب المتخوف من قادم الأيام، غياب تام للمظاهرات و للمهرجانات وحتى للبيانات السياسية ما عدى حالات نادرة تفاعلا مع أحداث عابرة ومناسبات عامة ,, فهل هو الهدوء الذى يسبق مرحلة 2019 ؟ أم أن الأمل مات حتى في نفوس الساسة موالاة ومعارضة ...
الأغلبية منقسمة على نفسها تتناهشها الصراعات بين الأحلاف واللوبيات كل يغرد على- ليلاه- , النواب في خصومة مع الحكومة والحكومة في صراع مع الحزب الحاكم , والحزب الحاكم عاجز حتى الآن عن الخروج من عباءة الأحزاب الحاكمة التي سبقته , الحزب الجمهوري وعادل وغيرهم من أحزاب ‘الدولة العميقة ‘التي يتقن أصحابها فن التنكر وتنعدم في بعضهم خاصية الوفاء.
المعارضة ليست أحسن حالا وهي التي تضم خليطا غير متجانس من أحزاب المعارضة التقليدية ورموز الأنظمة السابقة , وبعض الأحزاب التي تكتفي فقط بإصدار البيانات حيث لا يوجد لديها وزن ولا ثقل انتخابي .
في التجارب التي لاحت فيها فرصة للتغيير كان الخطأ القاتل دوما يأتي من أحد الأحزاب المحسوبة على المعارضة حدث ذلك في 2007 وفي 2008 وفي 2009 حيث رفض الجميع التوحد واختاروا أن يجابهوا الجنرال منفردين فكانت النتائج المعروفة.
واقع المعارضة الآن يتطلب إرادة حقيقية للتغيير وهذا التغيير عليه أن يبدأ من الداخل فلا يمكن أن تطالب خصمك بالديمقراطية وأنت لا تطبقها في نفسك , فبإستثناء حالة منعزلة لحزب واحد من أحزاب المنتدى , لازالت المعارضة تقاد بنفس الوجوه لم يتغيروا منذ أن عرفت هذه البلاد لعبة الديمقراطية .
بين خيارات المعارضة والموالاة تظهر مبادارات شبابية تائهة تارة تطالب بتغيير راديكالي يتجاهل متطلبات الواقع ثم ما يلبث بعض قادة هذه الحركات الشبابية إلى أن يسرع الخطى إلى نظام طالما انتقده دون أن يكون الأخير قد غير شيئا من واقع البلاد والعباد .
طيف آخر من هذه الحركات ينافس المواليين في تقربهم من الحاكمين , فيزيد عليهم ويفوقهم تزلفا وتقربا , حتى إن الناظر إلى واقع شبابنا الممارس للسياسة يخالهم شيوخا من كثرة حرصهم على مصالحهم الذاتية وابتعادهم عن مصلحة وطن من المفروض أن يكونو هم حملة مشعله وصناع مستقبله الواعد ..
2019 هي فرصة لكي يتغير هذا الواقع , هي فرصة للموالاة لتعيد حساباتها ولتقنع مناضليها أن عليهم أن يوالوا الفكرة والبرنامج لا الأشخاص , كما أن على هذه الموالاة وأقطابها أن يتركوا رئيس الدولة يفي بوعده وأن يتفرغوا هم لخوض المعركة الانتخابية بعيدا عن ظل السلطة ودعمها ...
2019 فرصة للمعارضة لتوحيد صفوفها ولتحقق التغيير المنشود , فالبلد يحتاج إلى تداول سلمي على السلطة يكون بوابة لترسيخ مبادئ الحرية والديمقراطية والمساواة ..
2019 فرصة للعسكر ليبتعدوا عن ممارستهم للسياسة و وصايتهم على السلطة فقد بلغت هذه البلاد سن الرشد وعليهم أن يتفرغوا لمهمتهم النبيلة وهي حماية الثغور .
2019 هي فرصة لشباب المستقل الصامت من أجل أن يعبر عن قراره ويختار الأفضل فهذه البلاد تستحق على أبنائها أن يسوسوها بحكمة ورزانة وديمقراطية ...
هل نستغل هذه الفرصة أم أنها ستنضم لسجل طويل من الفرص الضائعة , في بلاد أضاعت بعض أبنائها وأضاعها البعض الآخر .