هذي القصائد تشكو فقد كابرها
وكم تغنت به أحلى مآثرها
كم حدث النخل كم شنقيط فيه رأت
مجدا توالى قرونا في محاظرها
يا شاعر القيم الكبرى يعانقها
شهما ابيا فتهفو نحو شاعرها
ماذا سأكتب والذكرى مواجعها
سيل تدفق في شتى ضمائرها
ما زال طيفك في كل القلوب ندى
ولم تزل لم تزل اندى أزاهرها
يا بيرق الضاد يا شمسا و يا قمرا
من العروبة في أبهى جواهرها
صنت العهود وفيا خير مؤتمن
على المكارم أولاها وآخرها
فصرت في لذة ما ذاقها أحد
أحلى من الشهد والدنيا بسائرها
وللمروءة فرسان لهم همم
وكابر الشعر من أعلى أكابرها
لما نعيت نعينا الخلق مبتسما
وبهجة الروح في أصفى سرائرها
أين التواضع أين الزهد أين فتى
حلو الشمائل في أنقى نوادرها
يا كابرا ليس كبر من خلائقه
أسرجت خيلك تعدو في مفاخرها
كتبت للشعر مجدا خالدا أبدا
فوق النجوم فروى نبض خاطرها
ولم ترد غير ذاك المرتقى صعدا
إن الخصال لتدري طبع عامرها
فلا غرور ولا غل ولا حسد
لا تعرف الأيك إلا شدو طائرها
شربت أبحر أخلاق بكاملها
فكيف تظمأ للدنيا بوافرها
نعم الأديب فلا جاه ولا نشب
إلا الفضائل تزهو في دفاترها
سطرتها ورقا نورتها ألقا
أورثتها خلقا يا بدر سامرها
علوت كالكوكب الساري يفيض سنى
فوق الليالي بهيا في دياجرها
كريم نفس بلا خوف ولا طمع
هل يستوي حاتم الدنيا بمادرها
في جنة الخلد فانعم مكرما ثملا
من المسرات مرتاحا لغامرها
تسقى بعفو وغفران ومرحمة
رضى من الله ترحيبا بزائرها
ثم الصلاة على خير الورى أبدا
مع السلام بباديها وحاضرها
سيدي ولد الأمجاد