على مدار الساعة

المصائد البحرية التقليدية ومحمدن ولد نناه: تاريخ وأدب

22 مارس, 2018 - 19:29
بقلم محمد شاكر بن نناه  

حامد لله امن آدرار ***  ذ العام اسلكن وآكشار
والناس أعليه اللا احمار *** منفوش الليلو ماج

أحامد لو زاد المامغار *** وأجي لخواي أكاج

 تمرست أفم أوكار *** اراهيالك تراج
أحامد ل زاد أولاد عبد *** الواحد رجل ما ايگد
يظلمن حد ألا أيهد *** معلومين أفراج
لاج فقير أكل حد *** لاج معروف أخواج
فم امروتهم ما اتگد ***  تخلگ فيه فجاج

محمدن بن نناه البوحبيني

 

منذ فجر التاريخ والطبيعة مصدر إلهام للشعراء، ولغز حير عقول الفلاسفة، وشغل المفكرين، ومن عناصر الطبيعة الملهمة لخيال الأديب منذ القدم البحر: هدوءه وثوراته وأمواجه المتلاطمة وحتى زرقته فطالما كان جمرا يؤجج المشاعرويذكيها خاصة مشهد ارتطام الأمواج بالشواهق المطلة على البحر من كثبان وكدى وجبال .

 

 كالحال في منطقة آكنيتير في الشمال الغربي لموريتانيا حيث تطل أخشومت آكنيتير: ( أنوف الكهف) كما يعربها الخنذيذ گلاه على المحيط الأطلسي مشكلة معه ثنائية الهام للخيال الشاعري عنده وأمثاله من شعراء المنطقة إذ يقول واصفا المشهد في إحدى قصائده:

 

ألا يا انوف الكهف سالمك الدهر *** وجادك بعد المحل من غيثه قطر
فلله أرض يستر الزهر بحرها *** صباحا وبعد العصر يستره البحر
إذا رمت ماء للوضوء وجدت *** وإن رمت درسا لاح من جزلها جمر
 

وليس في ذلك بدعا من أمثاله من فرسان الحرف والكلمة في علاقتهم بالطبيعة والبحر خصوصا، منذ فجر الشعر، فهذا الأندلسي ابن خفاجة مثلا متحدثا عن البحر والجبل في مقطوعة رائعة يذكر نفس المنظر وهو ارتطام الموج بغارب الجبل:  

وأرعنَ طمّاحِ الذُؤابةِ بَاذخ *** يُطاولُ أعنانَ السماءِ بغارب
 

إلي أن يقول حكاية عن الأخرس الصامت:

وزاحم من هوج الرياح مناكبي *** ولاطم من خضر البحار غواربي
 

ويحتل البحر الصدارة في تعبيرات الشعراء عن الكرم والسعة والشمول لما أودع الله فيه من خير لا ينضب، فهو محل استخراج الحلية واللحم الطري، كما جاء في محكم التنزيل: {ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها} الاية: 12 من سورة فاطر وهو معدن الدرر وفي المثل السائر: يغوص البحر من طلب اللآلي ونجد شاهد ذلك كثيرا في روائع الشعر مثل قول حافظ إبراهيم:

 أنا البحر في أحشائه الدر كامن *** فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
 

مكنيا عن سعة اللغة العربية وقدرتها على استيعاب العلوم، وقول أبي تمام حبيب بن أوس الطائي:

هو البحر من أي النواحي أتيته *** فلجته المعروف والبر ساحله
 

حيث يشبه ممدوحه الخليفة المعتصم العباسي بالبحر معروفا وبرا وفي نسبة البيت لأبي تمام خلاف، ويقول العلامة أحمد بن محمد بن محمد سالم: في إحدى روائع مديحياته:

من أين للبحر يحكي صوب نائله *** ولن يحاكي صوب المزن ما بذله
 

وفي مصايد آگنيتيرالواقعة على شاطئ المحيط يتصافح الوجدان والطبيعة وتتعانق الثقافة والاقتصاد ويشهد الأدب مخلدا ومسجلا لخلجات النفوس ودوران الأحداث، وقد حبي الله منطقة الساحل الموريتاني بشاطئ من أغنى الشواطئ في العالم بالاحياء البحرية، يمتد من الرأس الأبيض حتى مصب نهر السنغال.

 

وتتاخم هذا الشاطئ مناطق تشهد جمالا سياحيا خلابا حيث البحر يعانق وهادا و أنجادا كانت ربع عزة شعراء الساحل وما تزال’ وينتمي هذا الجزء من منطقة حوض آرگين إلى الحقب الجيولوجي: Le Nouakchottien حيث الصخور الرسوبية هي المكون الأساسي لقشرة الأرض إذ تقع المنطقة في الحوض الرسوبي السنغالي الموريتاني وسوف نقرأ قليلا في تاريخ هذه المنطقة من المامغار حتى تيويليت جنوبا مرورا بلمحيجرات كأهم المصايد على شاطئ المحيط الأطلسي من خلال بعض ما سطره شعراء المنطقة في ساكنتها ووصف وسائل عيشهم المعتمدة على استغلال البحر قديما وحديثا بطرق تقليدية تكاد تندثر.

 

إذ كانت هذه المنطقة مجالا خصبا للتغزل والنسيب والوصف و سائر أغراض القريض.

 

ولم تكن فقط مصانع تعليب غذائي ومراكز صيد بحري وستكون هذه القراءة صحبة بعض أدباء هذه المنطقة خاصة محمدن ولد نناه الذي يعتبر من أكثر الشعراء طرقا وملامسة لثقافة ايمراگن وتخليدا لحياتهم أدبيا وذلك بالتعليق على بعض منتوجه الأدبي الذي يعرض كثيرا من ثقافة هذه المصايد و سكانها إيمراگن والمدعم بشذرات أدبية لشعراء آخرين بدأ بالطلعة التالية إذ يقول محمدن ولد نناه في المامغار:

 

حامد لله امن آدرار *** ذ العام اسلكن وآكشار
والناس أعليه اللا احمار *** منفوش الليلو ماج
أحامد لو زاد المامغار *** وأجي لخواي أكاج
تمرست أفم أوكار *** اراهيالك تراج
أحامد ل زاد أولاد عبد *** الواحد رجل ما ايگد
يظلمن حد ألا أيهد *** معلومين أفراج
لاج فقير أكل حد *** لاج معروف أخواج
فم امروتهم ما اتگد *** تخلگ فيه فجاج
 

هذه الطلعة تنتمي للبت الجميل: لبير أحد أكثر لبتوته في الشعر الحساني جمالا وموسيقية وغالبا ما ارتبط بالشعرالوجداني ويناسبه مقام لبياظ في أزوان: (الموسيقى الموريتانية الأصيلة). تمثل هذه الطلعة صورة حية للمامغار من حيث: الساكنة القديمة ومصطلحات الصيد التقليدي والدائرة الجغرافية ففيها يتغنى شاعرنا بالبحر وساكنيه واصفا محيط المكان: المامغار ولواحقه الجغرافية مبرزا بعض مآثر إحدى أقدم العائلات توطنا لهذا المصيد التقليدي ذي المكانة الاقتصادية والثقافية التاريخية في المنطقة، وتتحدث الطلعة كما هو واضح بلسان أهلها إذ تحضر فيها ثقافة ايمراگن وهو لقب يطلق منذ نشأة هذه المصايد على ساكنتها، التي امتهنت الصيد وتختلف المصادر والروايات حول أصل كلمة إيمراگن هذه إلا أن مفردها المذكر آمريگ يطلق على الصياد التقليدي الماهر في الصيد في أعماق المحيط والخبير الخريت في أماكن ومظان تجمع الأسماك في لجج البحر.

 

ويتفاوت (استمريگ) وهو بشكل عام فن ركوب البحر والصيد في أعماقه ومعالجة الأسماك بعد صيدها بين الصيادين و يدخل في هذا الفن إتقان السباحة بأشكالها و المهارة في (نشر) الشباك ووضعها شراكا لتعلق فيه اكبر كمية ممكنة من الأسماك.

 

ويأتي مفرد الكلمة المؤنث :التامرگيت بمعنى آخر وهو أن التامريگيت تطلق على الخرقة التي يمسح بها ظاهر السمكة عند نزعها من الشبكة قبل تقديمها لسلسلة المعالجات التي تأتي لاحقا. كما تطلق أيضا على المرأة من إيمراگن.

 

ويستهل الشاعر رحمه الله هذه الطلعة بمقارنة محيلة إلى آدرار لفظيا والگيطنة ضمنيا حيث أن هذا الموسم الصيفي في آدرار وما يثمر من طيب التمر يقابله موسم في المامغار والمصايد البحرية الأخرى إلا انه موسم شتوي (أساسا) للأسماك ومنتجاتها يدعى ايتان وهو الموسم المحبذ لدى الشاعر ومحيطه البحري الساحلي حيث يجود فيه البحر بأفضل أنواع الأسماك خاصة أسماك البوري (أزول): Le Mulet وخاصة من هذا النوع: أسماك البوري الأصفر عريض الرأس المعروف علميا باسم: Mugilcephalusashensis التي تستغل طول العام في حوض آرگين، إلا أنها تكثر في فصل الشتاء كما يجود البحر بأنواع كثيرة غيرها مثل (كربين) و(أكمل).

 

ويحضر اسم أزول في أدب المنطقة حيث يقول أحدهم:

افتر بلال ألاهي گول *** واگبظت اعليه الخيان
خرج عني هو بزول *** أخرجت آن ب أجانه
 

وأجانة هي واحدة إجناتن و سنعود لذكرها لاحقا، ويقبل المنتجعون في هذا الموسم على زيت السمك ذي القيمة الغذائية والصحية العالية و الأسماك "المشروحة" والسمك المجفف والمسحوق الذي يدعى (لخليع): تيشطار الحوت وأنواع أخرى ناتجة من إخضاع السمك المصطاد لسلسلة معالجات تقليدية يقوم بها الصيادون ويطلق على هذا الموسم محليا بالاضافة الى ايتان موسم الحواته وهي جمع لكلمة حوات أي المنتجع الوافد في هذا الموسم قادما إلى المصايد بحثا عن السمك كما تطلق علي الصياد نفسه.

 

ونجد أدب المنطقة الشاهد على عصر السمكة والصياد والمنتجع حافلا بذكر الحوات إذ يقول أحد سكان آگنيتير:

هذ أگلال ايلا اعسار *** أعليكم يالحواته

أراعي فم البيربار *** وذاك الگبلي مناة
 

و البيربار ومناة من احساء آگنيتير شمال شرق المامغار وهما من مناهل الماء التي كانت تسقي ساكنة آكنتير، ونجد الأديب المصقع بزيد ولد هدار يحن إلى الشاطئ و الحوت في رائعته التالية :

نختير انْگافي غيرْ ابشرطْ *** نلحگْ دُونْ المگسَمْ فالخَطْ

 وامن الخط انْگيس أهل الشط *** وانواس فهل الشط أخوتْ

 ونتْحزّمْ بسريحه من كرْطْ *** وانْغيرْ إلين انشوف الموتْ

فلْموجَه وانْجي متْلَطْلَطْ *** جايبْ كف الشبكه مزْفُوتْ

امن الحوت الحيْ اليَلْغَطْ *** وامن الحوتْ الميتْ واجْفُوتْ
وانصلي للفرْظْ امْفَرّطْ *** متْيمم خوف الوقت إفوتْ

بينْ أيدين العزه وانْتَمْ *** نبْلَعْ فلحوت انصوع القوتْ

وهي تبلع فيه ومن فَمْ *** حوت إتم ألا يبْلَعْ حوت

 

ويعني بزيد بأهل الشط سكان المصايد فالشط يطلق على المصيد عرفا وبقوله (انغير) أي أشارك في (الإغارة) وهي مصطلح عند إيمراگن يعني صيد كمية كبيرة من الأسماك في رحلة صيد واحدة ولعل أصلها كلمة الإغارة التي هي مصدر الفعل أغار بمعنى هجم كما في قول قريط بن أنيف:

فليت لي بهم قوما إذا ركبوا *** شنوا الإغارة فرسانا وركبانا
 

كما يقول محمدن بن نناه في نفس المجال من الفصيح مداعبا ابنه بعد رحلة (حواته) لوالدته على طريقة ما يسمى أزريگه:

إلهي يا رحمن فأت بعائشه *** لأحمد من كل الفواكه حائشه

 تجيئ بما يبغيه هو وتبتغي ***  له الدهر حتى تستلذ معايشه
لها كرد حوت فيه عشرون حوتة *** بأظهرها في شحمها متفاحشه
 

و الكرد تعنى العكم وهو الثوب يلف ويشد على المتاع وهو ما يعني الشاعر في قوله:

بعلك ياذات الثنايا الغر *** والربلات والجبين الحر

 أعيى فنطناه مناط الجر *** بين عكمي بويزل جوري
 

ويذكر الشاعر محمدن ولد نناه في طلعته هذه بعض المناطق والمصطلحات هي :

- أجي: وهي مجموعة جزر صغيرة شمال غربي تيمرست                                                                        

- تيمرست: ربوة صدفية من نوع ما يعرف محليا بالمحجر وتقع في الزاوية الشمالية الغربية لقرية المامغار في المنطقة البرية وهي ذات مكانة سياحية كبيرة و تعتبر نقطة انقطاع وتحول اجيومورفولوجي في المنطقة الساحلية مابين الجزأ الجنوبي و الجزإ الشمالي.

- كاج: مرسى للسفن في خليج أشيل شرق تيمرست وشمال المامغار

- لخواي وهما:

-  لخوى الجنوبى

- لخوى الشمالي

 

ويقعان على شاطئ المحيط الأطلسي شمال غربي القرية وبهما ترسوا السفن (اتمانين) المتجهة أليها ويسمى الخوي بهذا الاسم لأنه لا يلبث حال امتلائه بالماء أن يرجع البحر بجموحه فييبس ماؤه، تتوسط هذه المناطق المذكورة في الطلعة منطقة العين الواردة في المقطوعة المنسوبة للشيخ كلاه :

ياعين جودي بما قد كنت صائنة *** من الدموع على تذكار ذي الدمن

 فالعين فالنيل فانجيلان ياعجبا *** صارت مراتع أهل البحر والسفن
 

ويأتي شرق هذه المناطق خليج (أشيل) الواقع إلى الشمال الشرقي من المامغار ويسمى بحر القفا أو المگف وهو ما يعنيه صلاح بن المقري بقوله :

ومن عجب بحر القفا لا ترى به *** لآل أبي بكر السباعي زورق

 

ويجيبه ابنه العلامة گلاه بقوله:

وأعجب من ذا الروم أضحت بتيرس *** وزمور خيطان النعام تمزق
 

أما من غير الأماكن فقد وردت في الطلعة كلمة تراج  وهي من مصطلحات الصيادين و هي عبارة عن حركات بهلوانية تقوم بها الأسماك عندما يهاجمها الصيادون محيطينها بشباكهم فتتقافز تقافزات يصل مدى القفزة منها أحيانا مترين أو أكثر كما قد ترسل فقاعات مائية من افواهها باتجاه الصياد، كما وردت أيضا كلمة فم آوكار وهي صفة تعني تعري البحر في بعض الأماكن في أعماق المحيط حيث تنكسر الأمواج في جوانب بعض الأماكن المرتفعة و ينخفض منسوب الماء فيهاو تسمى بالمصطلح الجيولوجي : Les Hauts Fonds Marins حيث أن أعماق المحيط تتفاوت في درجات العمق و الارتفاع وذلك تابع لمورفولوجية القشرة والتضاريس المحيطية ويميز هذه النقاط من البحر ذووا الخبرة من الصيادين وفيها خطورة في الحالات التي تعتري البحر في حال مده وفم آوكار بالنسبة لمنطقة المامغار تقع قبالة القرية من الجهة الغربية.

 

في الطلعة أيضا يتحدث الشاعر عن عشيرة اولاد عبد الواحد إحدى أعرق العشائر وأقدم إيمراگن استيطانا في المامغار مادحا ومذكرا بمآثرهم خاصة كرمهم البادي الذي يتساوي في نيله الوافد فقيرا كان او ثريا: (اخواج).

هذه العشيرة التي يذكر الشاعرالآخر محمدو السالم ولد المستعين بن صلاح بن المقري المعروف شهرة ب ابهاه ولد أبتي مبينا أسماء بعض أسرها وعلاقاتها الروحية بمحيطها بالإضافة إلى أسماء اسر أخرى من ايمراگن، كما يذكر قصة الهدية المعروفة اصطلاحا بتغادة وهي سمكة كانت تهدي للقرم التندغي عبد الله ولد محمذن ولد بوحبين دفين عين بلها في آگنيتر المسماة بلقبه بلها بضم الباء، وأحفاده في إطاررقية لجلب الحوت وهي داخلة في كرامة الولي كما سنرى في النموذج الموالي :

حوتت بلها هدي *** ماه مشري ماه وح

عاطيها لفجح بالني *** مطرح واصل لها يصلح

 حوت درجة ماه من باب *** لغرام واشعال لصحاب

احجاب ولاعنها ينصاب *** احجاب امنه ينج

حوتت بلها يلحباب *** لول ما وساه وافتح

تاشورتها من عند الباب *** عبد الواحد سابك لفجح

وأولاد أهل محمد اسحاب *** واهل اعمر سيد اعمر والنح

كال عنها هي لحجاب *** لبحرهم ول منهم ينصح

احجاب ولل منهم غاب *** احجاب إسلم وإربح

واحجاب امن النار ألعذاب *** واحجاب ال دنيتهم تصلح
واعليه ماتگدر تنجاب *** حوت من لبحر ترجح

كد ال يوخذ لبحر كاب *** فالمكفح وإجم أيسرح

واطرح فخبرها ما تنعاب *** مافيها لعظام امن اطرح

من ول اعل معطاه طاب *** عبد الواحد حر امصحصح

 ول حر الهم فيه شاب *** واگرح ما يعرف ماينصح

بويعل يعطيه عجلان *** وأولاد بالبسط ألحسان

ويل فاتت عند اشگلان *** يعطوه لاجات افلگدح

يعطيها شنان أعثمان *** والمختار عليها ينصح

يعطوه اهل هيب فزمان *** الويل الثقيل أفشح

أييعطيه ببكر لكان *** جيعان أيعطيه يشرح

وارجح عند من تغدان *** وافطن عند المولود أرجح

ولكان أفات افلكران *** بل هو فيه اتفرح
 

وتعتبر هذه الطلعة أطلسا تاريخيا لأسماء قدماء ساكنة المامغار ومصطلحات البحر من أمثال المصطلحات المرتبطة  بعلاج الصيادين لمنتجات البحر والأسماك بعد اصطيادها، حيث يذكر ابهاه فصائل من آل عبد الواحد وغيرهم مثل: لفجح وأهل محمد أسحاب، أهل هيبة، وأهل شنان إلى آخر الأسماء الواردة في الطلعة.

 

وعبد الواحد: هو رجل نزل ضيفا في المنطقة على المذكور آنفا عبد الله ولد محمذن مابين نهاية القرن الثاني عشر ومطلع الثالث عشر فأضافه واقترح عليه أمرين يقوم بأحدهما كعمل يمتهنه واختارمن بينهما أن ينخرط في الصيد البحري مزودا برقية كما أسلفنا من عبد الله ستتيح له في ما بعد استفادة اقتصادية وتمكنا في المنطقة وتوطدت بينه وبين عبد الله وآله العلاقة وتحولت إلى أخوة دائمة في الأحفاد، كما تنثر لنا الطلعة مصطلحات ميدانية بحرية من ثقافة إيمراگن من قبيل:

المكفح: وهو يعني الشاطئ أما الجم واسروح فيعنيان على التوالي ظاهرتي المد والجزر البحريتين، وأما ايشگلان فهي محطة إيمراگن الأولي في عملية الصيد حيث يتجمعون صباحا ويهيئون شباكهم لإلقائها في البحر بعد تهيئة أنفسهم ورجوع (آظلال) وهو آمريگ يدخل البحر وحده بعمود يسمى عمود زل وهو ما يعنيه العلامة: الشيخ محمد المامي بقوله:

اعي عوام لغريگ يغرگ *** واعي يسلك والفاك الل
 واعي صياد اشباك يزمگ *** واعي يصطاد باعمود زلل
 

في إشارة إلى معنى المقولة: (السب ما تمتن) أو إلى أن أقواها تأثيرا قد يكون أضعفها عدة، وقبل الهجوم على السمك في البحر بالشباك وآلات الصيد يرسل إيمراگن رائدا يستطلع وضعية الاسماك في البحر يسمى (آمشيشك) ويقوم بحركات في عمق المحيط يعرف من خلالها تموضع الأسماك قبل أن يعطي الإشارة للصيادين المجتمعين كما ورد في: (إيشگلان) المذكورة في الطلعة. وإيشگلان هي العمد التي تحمل الشباك التي يضعها إيمراگن على عواتقهم صباحا ويجتمعون في مكان واحد استعدادا للدخول إلى البحر ويضربون أعرشتهم فيه. وقد أطلقت إيشگلان أيضا على مكان التجمع هذا وأرسلها إيمراگن في مثلهم: (الميعاد إيشگلان). وقد كانت الشبكة والعمود (القضيب) من أهم عدة الصياد التقليدي. يقول صلاح ولد المقري

كان امحمد لراص الحوت *** وانيج وظاري فالصيد

أصل اتموت وايدور إموت *** لعاد ايتيدو يشتيد
 

حيث يعني با (ايتيد) عمودا يركزعلى الشاطئ كمعلم يستدل به الصيادون على مكان ايشگلان كما أن (انيج) أيضا هو الدخان المتصاعد من النيران التي يوقدونها للاصطلاء و إيناس الصيادين داخل البحر، ويعني بامحمد: محمد ولد بويعل وآل بويعل أسرة سبقت أولاد عبد الواحد وكانت تستوطن في مصيد عند خشم المحارة في الناحية الشمالية من مصيد لمحيجرات يعود نسبها الى أولاد رزگ... ولم تعد هذه الأسرة موجودة اليوم. ويعني بعبارة (لعاد ايتيد يشتيد) كثرة الأسماك المصطادة. وبعبارة: (لو راص الحوت) الأقدمية في مهنة الصيد والگاف في إطار الوعظ.

 

وأثناء عملية الصيد والإعداد لها تلعب بعض الأسماك دورا مهما في مساعدة الصيادين في حصار السمك قرب الشاطئ، حيث أن اسماك الدلفين وهي كبيرة الحجم وتفترس الأسماك الصغيرة فتهاجمها في الأعماق فتهرب منها نحو الشاطئ مشكلة ما يسميه ايمراگن (المصران) وعندما تقترب يهاجمها الصيادون من الأمام بشباكهم وتبقى محصورة بين ايمراگن والدلافين فيسهل اصطيادها.

 

واجناتن هي الاسم المحلي لأسماك الدلفين التي تعرف بأنها صديقة الإنسان في البحر أثناء الحوادث ويذكر ايمراگن قصصا عن إنقاذها لبعض الحواتة أثناء حوادث غرق كادت تودي بحياتهم وكما ورد سابقا فهي مذكورة في الأدب الساحلي البحري حيث يقول بدي بن محفوظ بن صلاح:

لراد الله ايموت الحوت *** وتدفع فيه اجناتن
وايموت الحوت الين افوت *** واتشوف الرجلي يتفاتن
 

نذكر أن هذه الأسر والعائلات الواردة في هذه الطلعة من قدماء ايمراگن خاصة أولاد عبد الواحد تستوطن أساسا المامغار والمصايد الصغيرة التابعة له مثل اجريف الذي يذكر محمدن في مديحه لمانه منت مينحن

مندرت عنك ياجريف *** شنه ما عندك مان

ابلد للبن كل صيف *** واشت واخريف أ مان
 

وغير بعيد من المامغار وعلى بعد ما يقارب سبعين كيلومترا جنوبا يقع المصيد الآخر المهم أيضا وهو مصيد لمحيجرات الواقع تقريبا على بعد 110 كيلومترا من انواكشوط مقابل خشم المحارة المعروف ب(فم العكله) حيث استوطن هذا المصيد قديما عائلة أهل بيچل البوحبينية وعمر أبناء بيجل هذه البقعة برا وبحرا كما يشير إلى ذالك الشيخ الطالب ولد الشيخ گلاه في قوله:

ليلاي ليلاي لا ليلى التى سلبت *** عقول اهل الهوى كل وليلاه
غيلان حزواه لا يبغي بها بدلا *** واتبيب ياخل فم العكل حزواه
 

مكنيا عن ارتباط اتبيب ولد بيچل وتعلقه بهذا المكان، كما يشير الشاعر الفحل احميد ولد بت إلى هذا المعنى في مديحه لآل بيچل

حد امدحكم بعد امرشخ *** عنكم شغلتكم معلوم

ألا گط ابن دار ابتبخ *** اف لمحاجر كون انتوم
 

ويعنى بتبخ الاسمنت المسلح احترازا من الاكواخ و التيكاتن التي كانت قديما جل مساكن ايمراگن، واما لمحاجر فهي جمع محجر وهو الاسم الشعبي لنوع الأرض التي يقع فيها المصيد حيث يمتاز بكثرة الحجارة الصغيرة الحجم والصدف البحرية المتنوعة، وفي لمحاجر يقول أحمد حامد ولد أبي:

لدى سفح المحاجر في منامي *** رأيت خيال مية مع حذام

فكدت من الخيال أطير شوقا *** وما الشوق الأليم أخو انصرام

وفي أسر من إيمراگن لمحيجرات يقول محمدن ولد نناه

عند التسارت ريت اخيام *** أهل مكن وأهل احمد

اعليهم رسل الله ذ العام ***  مجموع الخلق اعل گد

اعليهم ذ الفيديهم تام *** اللا كل انهار اتبد

ما فيه المن الا تلتام *** الا كل انهار اتجد

افيه اللا نظكر مكن *** هو واخوت واندون

واحمل اما ذ ما ينكن *** ولد اتبيب بوه وجد

واضبط يالسامع واتمكن *** اللا ل ليدين اتمد
 

والتسارت نجد من أنجاد آگنيتير (لخشومه) ويعربه (گلاه) بنجد الحصيرويقع قرب لمحيجرات كانت تقام عنده مصائد سمكية في بعض الفترات والأسماء الواردة في الطلعة هي أسماء اسر من آل بيجل.

               

وإلى الجنوب من قرية لمحيجرات تقع قرية تيويليت كمصيد أحدث نسبيا من سابقيه وتيويليت هي الحد الجنوبي لمنطقة آگنيتيروهي عبارة عن نجدين يعرفان باخشومت تيولاتن ويقول فيهما شاعرنا محمدن ولد نناه

قف بالمرابع اقفرت بالملتقى *** من تيوليت وتيوليت الأينقا

دمن تقادم عهدها بانيسها *** وأذر الدموع فصونها محض الشقا
 

وأطلق اسم تيوليت على هذا المصيد المهم ذي المكانة الاقتصادية المطل على البحر والذي كان أول من بناه الرجل الساحلي بيباه ول كينش البحبيني أحد أكابر سادة ايمراگن الذي يقول فيه الشاعر المفلق باباه ولد أبت

بيباه المول وساه *** امن المعط ما يشيك

يارب تحفظ بيباه *** أتعطيه ال تبغيل ميك
 

وميك هي ميك بنت بيچل والدته، وقد توطن بيباه هذا المصيد منذ بناه وابناءه وعمروه أحسن عمارة خاصة السيد بن السيد أدد ولد بيباه ولد كينش وما يزال شاهدا على مآثرهم الخالدة وكان نقطة العبور الأولى ومحطة الراحة للمسافرين قبل فك العزلة بين انواكشوط و انواذيبو بالطريق المعبد وقد خلد شاعرنامحمدن بن نناه بداية قصة الإعمار هذه من خلال مدحه ل أدد ولد كينش وإخوته في الطلعة التالية :

من يوم أتوطن تيوليت *** ادد واخوت واتحضر

عاد اكبر فيه خيم أصيت *** من خيم أصيت اولاد اندر

اعل ظهر انگر أحاشيت *** يبغ من فوگ ابن لكصر

وابناه وجبرتل مزيت *** بناه البيظان ولكور

ولحگها خلو تيجريت *** للخالك من ذيب افلبحر

علب احمر مافوك تكيت *** املاحس لولاد لبگر

عاد اشهر فيها من تيشيت *** واندر أمن دكار اشهر
 

وهذا المكان تيوليت الذي صارمركزا من مراكز الصيد البحري يبعد من انواكشوط  96 كلم شمالا والى الغرب بين الطريق الرسمي و شاطئ المحيط ومحله من اخشومت آكنيتير كما ذكرنا هو خشم تيويليت الجنوبي، وقد ورد في الطلعة من غريب اللغة ربما على غير مواطني هذا الشريط الساحلي الكلمات التالية:

ظهر انگر: وهي تعني ظهر الطريق وهو يعني أن الممدوح بنى على طريق المارة ليكون على عين كل عابر سبيل وذالك دليل على كرمه وقد ورد هذا المعنى كثيرا في الشعر العربي وفي لغن الشعبي مثل قول أديب الساحل والد ولد صلاح في الشيخ حسن ولد الشيخ ماء العينين

نزلت الخيم فآمنجاع *** الظيف اللي عايد فاضياع

والطماع اعل كل آنواع *** كيف اللي للظيف امشرك

كنت أكيف اللي للطماع *** امشرك لله درك
 

أما يبغ: فهي النقطة من نجد تيولاتن التي بني عليها المصيد الذي يعنيه بكلمة لكصر وتعني القرية ولكصور في هذه المنطقة كانت وما تزال في مواسمها (إيتانات) متجها لمنتجعي الأسماك ومنتجاتها بدأ من أبلوخ جنوبا وانتهاء بأگادير شمالا على امتداد المحيط وتختلف من حيث عدد السكان والمردودية الاقتصادية و تتخللها جزر لا تعد مصايد سمكية بالمعنى التام إلا أنها لا تخلوا من مظاهر الحياة العامة لايمراگن و بعض هذه الجزر ذو أهمية تاريخية قصوى وذو نمط سياحي خاص كجزيرة تيدرة حاضنة أضرحة الكثير من الصالحين والأدباء كالشاعر الكبير الشيخ ولد الرباني والصالح أبوه ولد المقري، هذه الجزيرة التي يذكر بعض المؤرخين أنها أول ما أقام فيه المرابطون رباطهم الأول وانطلقوا منها في دعوتهم ويرجح آخرون جزيرة في الجنوب لعلها جزيرة الزيره.

 

وقد اختصرنا على المصايد الجنوبية في هذه العجالة، أما عن الشاعر محمدن فهو محمدن ولد نناه ونناه هي اللقب الأدبي الذي اشتهر به والده: أبي ولد الصديق ولد المقري ولد عبد الله ولد محمذن ولد بوحبيني الييجي الركوني التندغي، وقد كان أبي ولد الصديق رجلا كريما تقيا تميز بالورع وكان فقيها شاعرا من شعره في الوعظ والتوجيه :

لا بارك الله في شغل يشاغلني *** عن ذكر ربي كبراد وصناعه

تزييف كأس الفتى وطعم نعناع *** مر عليه إذا ما قد نعى ناعه

زيف لنفسك قبرا تستقر به *** قبل الجريض وكان القول منا عه

لا تشربن كؤوسا تندمن بها *** ندامة الكسعي لكسر تصناعه
 

ومما مدح به قول الشيخ محمد أحمد ولد الرباني الحلي التندغي فى شأنه:

لوكان بعد النبي من الأنام نبي *** لكان ذاك النبي بين الأنام أبي

أبي تقي وفي في مواعده *** أبي أبي أبو كل الأنام أبي
 

عاش محمدن أديبا صوفيا زاهدا دمث الخلق خلف ديوانا شعريا فصيحا تم تحقيقه وآخر شعبيا قيد الجمع والتحقيق وأنظاما فقهية و تميز شعره بالطرافة ومسايرة الأحداث العامة في زمنه و كان شعره مناسباتيا.

 

أخذ عن أبيه وعن أجلة منهم العلامة اللغوي البحبيني عماه بن صلاح بن المقري دفين بوزبيرة شرق قرية المامغار خريج محظرة العلامة معي الالفغي كما أخذ عن الفقيه القاضي احميدي ولد بهي البوحبيني دفين مقبرة أنكموعن العلامة فتى ولد سيد آمين الباركي دفين صطل اوكمان في الشمال كما اخذ الطريقة القادرية عن الصالح الولي عبد الفتاح ولد لولي دفين مقبرة أبصوط وتأثر به ومدحه كثيرا في شعره، كان أريحيا جوادا يقول فيه أبوه ولد احمدو ولد كاشف من رثائه لأخيه :

وإنا لنسلوا بالجواد محمد *** ونفخر مهما رام حوك القصائد

 

ونسوق هنا نماذج قليلة من شعر محمدن بن نناه يقول

وقرن نسا هذا الزمان ابينها *** وأوقدن حربا بينهن وبينها

نواهي رب لعالمين جعلنها *** أوامره فاخترنها واجتبينها
 

ويشير في هذين البيتين الى الآية (وقرن في بيوتكن...) وحال نساء المسلمين في العصر الحديث في إطار النقد الاجتماعي الديني، ويقول أيضا في إشارة إلى التحولات الفكرية التي حدثت إبان قيام الدولة الموريتانية و تمدن أهل المنكب البرزخي

إذا أنت لم تنهض ولم تك من جنس *** ولم تك ذا قبض على ذين لو نفس

جرى عرف بعض الناس أنك ساقط *** وأنك خلي انت أول من طمس
 

يشير إلى حزب النهضة و كلمة الشباب (جنس) الفرنسية بفتح الجيم والنون (Jeunesse) وموضة الالتحاق بالأحزاب واعتناق المذاهب الفكرية السياسية، وله في التوجيه:

فلا تقطع أخا رحم وغير *** لصرم قد اشار له واوما

وصل من كان محتاجا لوصل *** كما احتاج الذي للوصل أوما

ودار ذوي المظالم واعف عنهم *** ولا تجعل عواقب ذاك لوما

ومن قد كان فوقك لا تسمه *** بمكروه المقالة منك سوما

ومن قد كان دونك فارحمنه *** ولولا جنبنه أخي ولوما
 

وفي الابيات جناس و إيماءات نحوية لطيفة، كما يقول في غرض التأمل والعبرة:

من قدرة الله جري السفن في اليبس *** كما على البحر تجري دونما نفس

وأن تطير بلا ريح وأجنحة *** من قدرة الله في ضوء وفي غلس
 

وهو يتعظ هنا بوسائل النقل الحديثة كالسفينة والسيارة والطائرة.

 

وتوفي محمدن رحمه الله عن ثمانين سنة حيث سقط صريعا وهو يتلو مصحفه في نواكشوط يوم جمعة من سبتمبر 1995 م، ليدفن في مقبرة انوكش الواقعة على بعد 65 كيلمترا جنوب نواكشوط على طريق روصو إلى جوار أخيه الفقيه المؤلف أحمد حامد ابن أبي وأبيه أبي ولد الصديق ولد المقري وجده الصالح محمذن ولد بحبين، الذي يقول فيه العلامة المؤرخ المختار بن حامدن في زيارة لهذه المقبرة:

يقضي مزار محمذن سليل أبي ***  حبين لي بقضاء الحاج والارب

يا حسن حظي ويا فوزي ويا مرحي *** ويا هنآئي ويا بشري ويا طربي
إذ زرته وبنيه الوارثين لهم *** في العلم والمجد والتقوى وفي الأدب

لا شك أنهم نعم البنون كما *** لا شك أن أباهم كان خير أب
قوم سرى المجد كل المجد في دمهم *** وفي عروقهم واللحم والعصب

سار الركاب بهم في كل ناحية *** شرقا وغربا وفي عجم وفي عرب

إذ يفرحون لهم يستبشرون بهم *** ويسرعون لهم بالذبح والحلب

تشفي اللقاح به الأضياف عاتمة *** فما يعانون من جوع ومن نصب
 

وأنوگش مقبرة روحية تردد ذكرها في شعر الصالحين مثل قول العلامة امحمد ولد أحمد يوره:

أزور قبور الصالحين جميعهم *** كجار بويرير ومن كان بانوگش
 

كما تجدر الإشارة إلى أن هذه المقبرة تضم رفات كثير من أهل لأدب من آل هدار مثل موگف العزة بنت هدار الشاعرة الوحيدة في أسرة آل هدار، كما تحتضن ضريح عميد الأدب الحساني محمدن ولد سيد ابراهيم

 

بعض المراجع

- ديوان محمدن ولد نناه / تحقيق النجاة بنت نناه.

- أضواء اجتماعية وأدبية على المناطق البرمائية الشمالية/  الأستاذ الباحث لمرابط ولد أحمد حامد.

- ديوان الشيخ گلاه / جمع وتحقيق نناه ولد أحمد حامد.

- أعلام الركاكنة / الاستاذ الباحث سيدي لولي.

- أثر الظروف الجغرافية في استغلال الثروة السمكية في موريتانيا - سيدي أحمد / محمد الأمين

- La poietique des flots:

- Ouvrir Construire et refermer la mer dans le banc d'arguin. (Mauritanie) –hélènartaud

- موقع الموزون الالكتروني: http://elmewzoun.com/index.php/2013-12-06-08-37-30/module-positions.html

 

مراجع شفوية

- أدد ولد كينش: رئيس مصيد تيويليت

- الشيخ أحمدو سالم / سيد أحمد

- أحمد لحبيب ولد محمدو ولد المقري:خبير في شؤون ايمراگن

- أبتي ولد عماه:خبير في شؤون ايمراگن

- الدكتور: محمد سالم ولد الصبار. رئيس قسم الجيولوجيا بكلية العلوم والتقنيات /جامعة نواكشوط

- الأديب: أحمد ولد حبيب الله ولد والد