على مدار الساعة

وزير الخارجية يكتب عن تقاطع الدبلوماسية والفن والتاريخ والسياسية

23 مارس, 2018 - 13:54
إسلك ولد أحمد إزيد بيه - وزير الخارجية الموريتاني

الأخبار (نواكشوط) – كتب وزير الخارجية الموريتاني إسلك ولد أحمد إزيد بيه تدوينة على حسابه في فيسبوك تحدث فيها عن تقاطع الدبلوماسية مع الفن والتاريخ والسياسية، وقارن فيها بين قصة سفير السود لدى الإمبراطور العثماني محمد الصياد، وقصة العالم الرحالة الموريتاني محمد محمود ولد التلاميد وبحثه عن المراجع العلمية بتعليمات من الإمبراطور العثماني.

 

ونبه ولد إزيد بيه إلى أن دافعه للكتابة عن الموضوع هو "خبر شيق نشرته "يومية" "حرية ديلي انيوز" التركية الناطقة بالانجليزية، في عددها الصادر يوم الثلاثاء، 13 مارس الجاري، الصفحة رقم: 6، ويتعلق الخبر المذكور بلوحات فنية معروضة حاليا في العاصمة السويدية، استوكهولمم".

 

وتروي اللوحات تفاصيل رحلة صيد قام بها الإمبراطور العثماني "محمد الرابع"، الملقب "محمد الصياد"، ورأى ولد إزيد بيه أن "الجميل في القصة أن الفنان الذي "أنجز" هذه اللوحات، انتدبه ملك السويد "شارل العاشر كوستاف"، سفيرا للسويد لدى الإمبراطور "محمد الصياد"، سنة 1657. وذات يوم، طلب السفير - واسمه "اكلايس رالمب"- مقابلة الإمبراطور "محمد الصياد" ليسلمه رسالة من ملك السويد "كوستاف" يطلب فيها من الإمبراطور دعم بلاده التي حصلت حينها على معلومات استخباراتية شبه أكيدة، تفيد أن روسيا على وشك اجتياح الأراضي السويدية. إلا أن السويد كانت تعاني من الفقر في "قرن الأنوار".

 

ولفت الوزير في تدوينته إلى أن السفير السويدي لم "هدية يقدمها للإمبراطور، فقرر طلب المساعدة في هذا الأمر من السفيرين الفرنسي والبريطاني في إسطنبول. علم الإمبراطور بهذا الطلب، فقرر عدم استقبال السفير السويدي وفرض عليه إقامة جبرية في مدينة إسطنبول. إلا أن السفير الشجاع لم يقبل بالأمر الواقع، فواصل محاولاته الحصول على لقاء الإمبراطور. علم السفير، في ربيع 1657، أن الإمبراطور بصدد القيام برحلة داخلية لممارسة هوايته، الصيد البري، فقصد منطقة الصيد التي سيزورها الإمبراطور، آملا أن يحظى أخيرا بمقابلة هذا الأخير. فكان له ما أراد. اندهش السفير بمشاهد الصيد البري، فطلب من مرافق له إنجاز رسوم لهذه المشاهد. وبعد عودته إلى بلاده، سنة 1658، حاملا معه الرسوم المذكورة، قرر السفير (بنفسه أو بمساعدة فنان تشكيلي محترف) تحويل هذه الرسوم إلى 20 لوحة زيتية رائعة تستقطب اليوم آلاف الزوار وتدر مئات آلاف اليوروهات على السويد".

 

وختم ولد إزيد بيه تدوينته بالتأكيد على أن "الدبلوماسية الثقافية والعلمية لا تقل أهمية عن الدبلوماسية التقليدية"، متسائلا: "أليس من الممكن لفنانينا ومثقفينا الاهتمام بتراثنا المشرف، من خلال تخصيص جهود فنية وعلمية للتعريف بقامات سامقة مثل العلامة محمد محمود ولد اتلاميد، من خلال فلم سينمائي أو مسرحية أو لوحة أو أي عمل نوعي آخر؟".

 

وأشار ولد إزيد بيه إلى أن فيلم تمبكتو للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، ووصفه بأنه "سابقة مشجعة تماما.. أعطى لموريتانيا حضورا فنيا وإعلاميا استثنائيا على مستوى العالم".

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- لقراءة نص التدوينة اضغطوا هنا أو زوروا ركن آراء