على مدار الساعة

النعمة تعتمد على ربع حاجتها من المياه وتعيش على "أمل" مياه اظهر (فيديو)

24 أبريل, 2018 - 00:47
منظر لمدينة النعمة عاصمة الحوض الشرقي من أعلى "البهكة" (الأخبار)

الأخبار (النعمة) – يجمع سكان مدينة النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي على أن أكبر منغص لحياتهم هو العطش الذي تعيشه المدينة، ويتضاعف وقعه مع كل موسم صيف، حيث تنضب العديد من الآبار في المدينة وضواحيها، فيما تؤكد إدارة المياه أن المدينة تعتمد الآن على أقل من ربع حاجتها اليومية.

 

ويمني السكان أنفسهم باكتمال مشروع تزويد المدينة بمياه الشرب من منطقة اظهر، وهو المشروع التي تتواصل أشغاله منذ سنوات، وتتحدث المصادر الرسمية عن اكتمال أشغاله، وإيصال المياه إلى المدينة "قريبا"، دون تحديد موعد موحد لاكتمال المشروع.

 

الأخبار زارت مصادر مياه النعمة الحالية، وهما بئر السدرة وبئر اعيونات الراجاط في محيط المدينة، كما زارت منشئات "اظهر" خارج المدينة، وتحديدا الخزان الذي تبلغ سعته 5 آلاف طن، وتجري التجارب لبدء ضخ المياه منه إلى مدينة النعمة، كما التقت عددا من سكان مدينة النعمة، ومن أحياء مختلفة في المدينة.

براميل تنتظر وصول أحد الصهاريج لملئها (الأخبار)

 

عطش شامل

محمد ولد معطل من حي "بكر ما صل" أكد أن الحي يعيش عطشا شديدا، ومنذ عدة أشهر، ورغم وجود شبكة مياه وحنفيات فالمياه لا تصل إليه، كانت المياه تنقطع عنا في الأعوام الماضية خلال فصل الصيف، أما السنة الحالية فقد انقطعت منذ عدة أشهر".

يئر السدرة والذي تعتمد عليه المدينة في توفير نسبة معتبرة من المياه التي توزع فيها يوميا (الأخبار)

 

منة بنت الغلاوي من حي "العدالة" فقالت للأخبار: "نواجه خطرا على حياتنا بسبب العطش، نتزاحم يوميا على البراميل التي يتم تزويدها أحيانا عبر الصهاريج، ومن وجد منا مجرد ليترات من المياه فهو محظوظ".

داخل الخزان الرئيسي لمشروع اظهر شرقي النعمة (الأخبار)

 

وأضافت: "نحن نبحث عنه لشرائه لكن الباصات والسيارات التي تبيعها أضحت تعتذر لنا بأنه غير موجود، لقد نسينا كل مشاكلنا بسبب مشكل العطش".

 

مامه من حي العدالة أكد هي الأخرى أن الحي يعاني من عطش شديد، فلا توجد حنفية، ولا حتى بئر، مردفة أنهم منذ 20 يوميا وهم يتابعون الموضوع مع المدير المسؤول دون الوصول إلى أي حل، مردفة أنهم في حال حصلوا على برميل فإن ثمنه يبلغ 1500 أوقية.

في حي العدالة يشكون انقطاع المياه وتأخر الصهاريج (الأخبار)

 

محمد محمود من حي "المطار" التقيناه عند بئر "السدرة" حيث قدم لملأ حاوية في سيارته، وعند سؤاله عن وضع مياه الشرب في حيه، قال محمد محمود: "الحي يواجه خطرا بسبب العطش، والنعمة لم تصلها مياه الشرب إلى الآن"، مؤكدة أن السكان يعيشون عطشا شديدا، ومنذ سنوات، ودون أي حل.

 

وأكد محمد محمود أن السكان يسمعون منذ سنوات عن قرب وصول مياه الشرب، ويقال لهم ستصل بعد شهر، أو بعد شهرين، لكن يجدوا شيئا من ذلك على أرض الواقع إلى الآن.

 

صهاريج الجيش والبلدية

وتنشط في المدينة صهاريج تابعة للجيش، وأخرى تابعة للبلدية، وتقوم بتوزيع مياه الشرب في الأحياء لتخفيف وطأة العطش، غير أن العجز في الإنتاج يحول دون تغطية حاجة المدينة.

خزان مياه اظهر شرقي مدينة النعمة (الأخبار)

 

ويقوم صهريج تابع للمنطقة العسكرية في المدينة بتوزيع حمولته من المياه مرة إلى مرتين يوميا في أحد أحياء المدينة، فيما يقوم صهريج آخر تابع للبلدية برحلتين إلى ثلاث يوميا، وذلك حسب تصريحات سائقيهم من مكان أخذهما للمياه في بئري "السدرة" واعوينات الراجاط.

 

موعد غير محدد

القائمون على أشغال مشروع تزويد النعمة بمياه اظهر، تحدثوا عن ضخ المياه في المدينة "قريبا"، وعند ما طلبنا تحديد هذا الـ"قريب" بأيام أو أسابيع، قالوا إن التخوف من حدوث خلل فني يؤجل موعد إطلاقه يحول دون تحديد الموعد، مؤكدين تقدم الأشغال.

أحد أنابيب مياه اظهر لتزويد مدينة النعمة بالمياه (الأخبار)

 

وقد عاين فريق الأخبار المياه في الخزان الذي تبلغ سعته 5 آلاف متر طن، ويقع شرقي المدينة، وكانت هناك أشغال وصفها الفنيون بالتجريبية، وتهدف لتنظيف المشئات قبل ضخ المياه فيها.

 

حل نهائي للعطش

رئيس مركز الشركة الوطنية للماء في النعمة لحبوس ولد امبارك العيد توقع أن يتم حل مشكلة العطش بشكل نهائي مع إطلاق مشروع اظهر قريبا، حيث سيوفر 2500 متر مكعب يوميا، وهو ما يفوق حاجة المدينة اليومية المقدرة بـ2300 متر مكعب يوميا.

رئيس مركو الشركة الوطنية للماء لحبوس ولد امبارك العيد خلال حديثه للأخبار

 

وأضاف ولد امبارك العيد في تصريح للأخبار من مكتبه في النعمة أن الأشغال تقترب من الاكتمال، وسيتم توزيع المياه فور اكتمالها.

 

وأشار ولد امبارك العيد إلى أن نسبة الإنتاج في الآبار الارتوازية الموجودة في المدينة الآن لا تتجاوز 800 متر مكعب يوميا، يتم توزيع 500 منها، وتغطي ثلث الحاجة الضرورية اليومية للمدينة.

 

وأكد ولد امبارك العيد أن تحديد الموعد الدقيق لإطلاق المشروع يعود للمسؤولين عنه، مجددا توقعه بأنه يتم ذلك قريبا.