على مدار الساعة

حالة وفاة وعشرات المرضى جراء سوء تغذية الأطفال في ضواحي عدل بكرو (فيديو)

27 أبريل, 2018 - 10:45

الأخبار (لكعيده – ضواحي عدل بكرو) – سجل السكان في القرى الواقعة قرب مدينة عدل بكرو أقصى الشرق الموريتاني خلال الأيام الأخيرة حالة وفاة لطفل جراء تفاقم حالة سوء التغذية لديه، وعجز ذويه عن نقله من قرية "لكعيده" (30 كلم من عدل بكرو، و40 كلم من آمرج) إلى أحد المراكز الصحية لتلقي العلاج، رغم نصح المسؤولة عن مركز التغذية لهم بذلك.

 

وتحدثت أمهات في قرى لكعيدة، والملس، وانجامة، والعدالة، وغيرها عن مواجهة أطفالهم لظروف صحية صعبة، وعن نقص حاد في أوزانهم، فيما قال مسؤول قرية لكعيدة الشيخ العافية ولد التراد ولد محمد إن نسبة الأطفال المصابين بسوء التغذية في قريتهم تفوق 95%، مذكرا بأن القرية لا تضم أي مركز صحي، وأن المرضى يضطرون لتنقل على العربات لعشرات الكيلومترات.

داخل مدينة عدل بكرو شرقي موريتانيا (الأخبار)

 

شهادة متابعة

فاطمة الزهراء بنت ديدي ممثلة منظمة العمل ضد الجوع  ACF في قرية الكعيدة أكدت تسجيل حالة وفاة في القرية خلال الأيام الماضية، مؤكدة أنها نصحت ذوي الطفل بعد تدهور حالته بنقله إلى عدل بكرو أو إلى النعمة، غير أن عجزهم المادي حال دون ذلك ليفارق الحياة.

فاطمة الزهراء بنت ديدي ممثلة منظمة "العمل ضد الجوع  ACF" في قرية لكعيده التابعة لبلدية عدل بكرو (الأخبار)

 

وقالت بنت ديدي إنها سجلت خلال الأيام الماضية عشرات الحالات، تلقى 18 منهم علاجات، فيما نفدت قبل بقية الأطفال، في قرية لكعيده، وفي قرية العدالة القريبة منها.

 

وأشارت بنت ديدي إلى أن وجود مركز للعلاج في قرية "المزوزية" شجع السكان على نقل أطفالهم إلى هناك، وذلك لأنهم يستطيعون التنقل إليها عبر العربات التي تجرها الحمير، لافتة إلى أن السكان كانوا يرفضون الذهاب بأطفالهم إلى عدل بكرو حيث لا تتوفر لديهم أجرة السيارات للتنقل إلى هناك.

الحاجة بنت محمد من قرية "الملس" بين عدل بكرو وآمرج (الأخبار)

 

الحاجة بنت محمد من قرية "الملس" وصفت طفلتها بأنه ضعيفة جدا، ومصابة بسوء التغذية، وكانت صحتها معتلة، هي لا تقبل الأكل، وثديي ليس فيه ما ترضعه.

 

انتشار جغرافي

أم لالة بنت بحد أكدت أن قرية لكعيدة تعاني من انعدام المياه الصالحة للشرب، ولا يوجد فيها أي مركز صحي، كما يوجد بها نقص في ضروريات تدريس الأطفال.

 مسؤول قرية لكعيدة الشيخ العافية ولد التراد ولد محمد (الأخبار)

 

وأضافت: "الأطفال يواجهون خطرا حقيقيا على حياتهم بسبب سوء التغذية، متحدثة عن تسجيل 30 طفلا في قريتها، فضلا عن من لم يتم تسجيلهم بعد، مردفة أنهم نقلوا حفيدها المصاب بسوء التغذية إلى النعمة (أكثر من 100 كلم) لتلقي العلاج بعد تفاقم حالته.

 

وأشارت أم لاله إلى أن  والدة الطفل توفيت أثناء وضعه، بعد أن عجزوا عن نقلها إلى المركز الصحي، معتذرة عن الخوض في تفاصيل الحادث لأنها لن تتحمل تذكر تفاصيله.

أم لالة بنت بحد من قرية لكعيده

 

حالات مشابهة تحدث عنها متسوقون في السوق الأسبوعي لمدينة عدل بكرو، وطالبوا الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ أطفال القرى الواقعة في ضواحي عدل بكرو، وآمرج بالحوض الشرقي قبل فوات الأوان.

 

وكان فريق الأخبار قد رصد حالات مشابهة من انتشار سوء التغذية في صفوف الأطفال في ضواحي جكني بالحوض الشرقي، وخصوصا في آدوابة الفاظلة، وأهل المامي، وأهل موسى، وشرواطة (1)، ومنت احميديت، وتجمعات أخرى في هذه المنطقة.

 

كما تحدث الطبيب الرئيس في مستشفى النعمة عاصمة الحوض الشرقي د.جالو محمد الأمين أنهم رصدوا ارتفاعا في نسبة حالات سوء التغذية في الولاية لدى الأطفال ما بين سنّ 6 أشهر و5 سنوات، وذلك ابتداء من شهر مارس الماضي.

 

وأوضح الطبيب الرئيسي بالنعمة في تصريحات للأخبار الثلاثاء الماضي أن الكشوفات التي تنجز كل سبعة أيام  ضمن خطة الوقاية الوبائية أثبتت ارتفاع نسبة سوء التغذية بين الأطفال، متوقعا تزايد حالات سوء التغذية خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنها في العادة تسجل في فصل الصيف بسبب ندرة الألبان وتوقف النشاط الزراعي.