على مدار الساعة

مبادرة لدعم التعليم في قرية الربين بمقاطعة الركيز

24 يونيو, 2018 - 13:17
إبراهيم المختار الشيخ الحسن

مدرسة الربين الابتدائية هي تلكم المؤسسة التعليمية التي تأسست تحت خيمة من الشعر قبل الاستقلال.

 

حافظت المؤسسة على تلامذتها وخرجت أجيالا من الأطر شغلت وظائف عالية في الدولة، ونتيجة غياب التخطيط المدرسي المحكم لم يحظ خريجو هذه المؤسسة بإعدادية تضمن مواصلة الدراسة في مكان الإقامة، وظل خريجوها لعقود من الزمن يلجؤون لمواصلة الدراسة في المقاطعة أو الذهاب إلى العاصمة وهو ما أدى لتسرب مدرسي خاصة لدى البنات.

 

وحرصا من الأهالي على مواصلة عطاء هذه المؤسسة، فقد بدؤوا التفكير في إنشاء إعدادية حرة تضمن عدم تسرب الأبناء، وقد تحقق الحلم حيث تم ترخيص إعدادية حرة ووفر لها طاقم تعليمي مميز، وأديرت بشكل متقن، ما مكن من تخريج دفعة من التلاميذ المميزين، وبجهود أبناء القرية البررة تم بناء أربع حجرات بمواصفات جيدة.

 

وبعد إطلاع الدولة على المجهود الجبار الذي بذله الأهالي قررت ترخيصها كمؤسسة عمومية تابعة للدولة، ووفرت لها إدارة وطاقما تربويا، لكن النقص الحاصل في التعليم بشكل عام، وحرص الأهالي على تعليم جيد للأبناء، جعل أطر ومثقفي وفاعلي وشباب القرية يبحثون عن خطة لدعم مجهود الدولة في مجال التعليم، وهو ما حدا بهم إلى تأسيس مبادرة أطلقوا عليها (مبادرة ثانوية الربين لدعم التعليم).

 

وقد بدأت مزاولة أنشطتها مع بداية العام الدراسي المنصرم، وتتعاون المبادرة مع الثانوية والابتدائية من خلال توفير بعض الأساتذة والمعلمين لسد النقص الحاصل وتحسيس وتأطير آباء التلاميذ من أجل متابعة أبنائهم ومراجعة الدروس والعناية بها، كما تقدم مساعدات لمعهد عائشة لتعليم القرءان الكريم، ومحظرة الجامع لتدريس العلوم الشرعية، وتسعى لخلق جو من التنافس الإيجابي بين التلاميذ من خلال رصد جوائز وتكريمات للمتفوقين.

 

وقد لوحظ بعض الأثر الإيجابي لعمل لمبادرة، وهو ما يشجع على مواصلة العمل وتعتمد المبادرة في الوقت الراهن على المشاركات المالية لأعضائها، وتفتح ذراعيها لكل المساعدات والهبات التي تتماشى مع النظم والقوانين المعمول بها، وتبتعد عن المصادر المشبوهة والتمويلات التي تتنافى مع أهداف ومبادئ المبادرة، وتسعى لمواكبة التلاميذ حتى المرحلة الجامعية، وتنظيم حفل سنوي لتكريم الطاقم التربوي والطلاب والتلاميذ المتفوقين والمتميزين من أصحاب المبادرة.

 

وتشرف على المبادرة كوكبة من الأطر والفاعلين والمثقفين والشباب في تعاون وانسجام مع المؤسسات التعليمية والإدارة، وتعول على دعم ومجهود الخيرين مساهمة في بناء تعليم عصري يتماشى مع الأهداف الوطنية المرسومة ويحقق حلم التعليم للجميع.