على مدار الساعة

انطباعات ذاتية عن المنسقية الديمقراطية لشباب گرو

15 أغسطس, 2018 - 13:32
الب معلوم

شاب كرو من أنشط رواد هذا الفضاء وأكثرهم استخداما لمنصاته في التفاعل مع الأحداث السياسية وقضايا الوطن، لكن على أرض الواقع لا تكاد تلحظ لهم وجودا باستثناء بعض الأنشطة الثقافية والرياضية التي يشرف عليها أساسا بعض الطلبة والتلاميذ.

 

قبل أيام أعلن في نوكشوط عن تأسيس المنسقية الديمقراطية لشباب كرو، وهي بادرة طيبة تستحق الاهتمام وأصحابها الاحترام خاصة إذا كانت حقا تسعى إلى تجسيد أهدافها النبيلة وتملك من الإصرار والصبر وطول النفس ما يكفي.

 

ومما يشجع على التفاؤل هو ذلك التنوع في مهن ووظائف واختصاصات الإخوة والكفاءة التعليمية لدى كثير منهم، ولكن كنت أتمنى من الشباب أن يعلنوا عن منسقيتهم من ميدان المقاطعة وليس فنادق العاصمة حتى يبعثوا برسالة واضحة أنهم لا يتبعون التقاليد القديمة التي سنها الأطر وملها السكان وسئموا من أصحابها.

 

عندما قرأت البيان التأسيسي للمنسقية خيل إلي أنه قلق، وكأن الفكرة لما تعطى الوقت المطلوب لتنضح أكثر وتشبع نقاشا، وهكذا لم أستسغ العبارة الواردة في البيان أنهم يقفون مسافة واحدة من جميع الأطراف والأحلاف فكيف يسوي من يريد الإصلاح بين أفضل الخيرين أو أحسن السيئين…؟

 

أشك أن هذا من العدل في شيء ثم إن حالة التهميش والحرمان والتمييز التي تمارس ضد المقاطعة من قبل السلطة كانت برأيي كافية لتضمين البيان رفض الوقوف معها تحت أي ظرف ما لم تغير من سلوكها المشين وتقلع عن ظلمها العلني للمقاطعة.

 

إن الشباب متمرد بطبعه ويجب أن لا يرضى بالواقع مهما كان فمكانه الطبيعي هو المعارضة وممارسة الضغط من أجل الحصول على الأفضل دائما.

 

أما الملاحظة الأخيرة فهي أن بعض ما يكتبه نشطاء في المنسقية على صفحات الفيسبوك أقرب إلى التحريض على دخول الشباب في دوامة صراع الأجيال التي تهدم ولا تبنى.

 

هذه أسطر كتبتها على عجل تفاعلا مع حدث سياسي شبابي يجب أن لا يمر مر الكرام وأن يتفاعل معه الجميع كل بطريقته الخاصة تشجيعا لا تلميعا وتنبيهاً لا تنزيهاً.