على مدار الساعة

ولد بلخير للأخبار: لم ولن أتقاعد عن قضية الحراطين ما بقيت حيا

19 أغسطس, 2018 - 19:30
رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير خلال حديثه مع الأخبار اليوم الأحد

الأخبار (نواكشوط) – قال رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير إنه لم ولن يتقاعد أو يتخلى عن مواقفه من قضية الحراطين، مردفا أنها قضية عادلة، وقضية حق، والحق لا يتخلى عنه، أو يتقاعد عنه.

 

وأكد ولد بلخير في رده على سؤال من الأخبار حول ما إذا كان قد تخلى عن مبادئ حركة الحر، أو تراجع عن القناعة بالدفاع عن المسترقين والمستعبدين، أنه لا يريد سوى حصول شريحة الحراطين على حقوقها كمواطنين وأن ينزع عنها ما كانت تعيشه وتعرفه في الماضي، والتي يراد لها أن لا يغادره.

 

وشدد ولد بلخير في مقابلة شاملة مع الأخبار تنشر لاحقا أنه يريد "أن يكون ذلك بالسلم والأمن والانسجام"، مردفا بالقول: "هذا ما كنت عليه، وهو ما زلت عليه".

 

وحول التشكيك في خدمته للقضية ودفاعه عنها، قال ولد ولد بلخير: "أجزم أن من منح هذه القضية طعمها الحقيقي هو مسعود ولد بلخير، ومن جعل الحديث حولها يستمر إلى اليوم هو مسعود ولد بلخير".

 

وأردف: "يمكنني القول إن كل ما تحقق لهذه القضية كان نتيجة عمل مسعود ولد بلخير وعمل حزبه، ومن ذلك ما نشاهده اليوم من بحث الأحزاب عن احراطين لوضعهم على رأس لوائحها الانتخابية، فالأحزاب المائة الآن المشاركة في الانتخابات تتنافس لوضع الحراطين على رأس لوائحها، أو في عضويتها، هذا أعتبره انتصارا، كما أعتبره نجاحا للسياسية المتبعة من قبل مسعود والسياسة التي يتبعها التحالف من أجل ترقية الحراطين، ورفع مستوى شراكتهم في القرار، وفي مجريات الأعمال في البلاد".

 

واعتبر ولد بلخير أن "المنظومة القانونية التي تم سنها في هذا المجال، وتم تتويجها بتجريم الاسترقاق دستوريا، وهو أرفع درجات التقنين، هذه المنظومة تعتبر غاية في الأهمية، وذلك رغم محاولة بعضهم تجاهلها، أو التقليل من قيمتها".

 

وذكر ولد بلخير بأنه "عمل في زمن لم تكن هذه الظروف متوفرة، ولم يكن آنذاك ينازعه أي أحد، ولا يدعي أحد مسابقته، وبعد أن أنجز كل هذا أضحى كل أحد يخرج رأسه ويدعي احتكار القضية"، مشيرا إلى أن "الموريتانيين يقولون في أمثلتهم إن "الصيد يقتله العقاب لتأكله الرخم".

 

وشدد ولد بلخير على أن طموح الحراطين وخدمتهم للقضية لا يضايقه بكل تأكيد قائلا: "هذا بكل تأكيد لا يضايقني، بل يسرني جدا أن يكون للحراطين طموحهم، وأن يدافعوا عن حرياتهم، وأن يحضروا بكل قوة، ويطالبوا بحقوقهم، لكن بشرط أن يكون ذلك بكل سلمية، ومدنية.

 

وعن انسحاب عدد من أنصار حزبه خلال السنوات الأخيرة، قال ولد بلخير إن حزبه ككل الأحزاب عرف انسحاب بعض منتسبيه، مردفا أن السؤال الذي يجب أن يوجه إليه هو لماذا اسنحبوا؟، مؤكدا أنهم "لم ينسحبوا بسبب هضم حقوقهم، أو لأنهم وجدوا مشكلة شخصية مع الرئيس، أو لأنه لم يستجب لهم في بعض الأمور، أو لم ينجز لهم بعض الأعمال، أو جار عليهم".

 

ورأى أن انسحاب عدد منهم كان "بسبب طموحهم، أو لأنهم يريدون الخروج من الظل – كما يقولون – أو لأنهم رشحوا عدة مرات، وتوقعوا أن لا يرشحوا مجددا، وقرروا الذهاب إلى آخرين ليرشحوهم. مثل هؤلاء هم من انسحب، ومن انسحب بنفسه، فهذا حقه، ويقول المثل الحساني: "الل امش ابكدو لا يردو".

 

وشدد ولد بلخير على أنه ليس بينه وبين هؤلاء "أي قضايا شخصية"، مذكرا بأن "الانسحابات الأخيرة سبقتها أخرى قبل فترة"، وكانت بتواطئ ودعم من الحكومة، مردفا أن هؤلاء "أخبروا الدولة بأنهم هم وحدهم من يمثل الحراطين، وقد طلب منهم الرئيس إثبات أن الحراطين تابعين لهم، ووعد في حال إثبات ذلك بالاستجابة لمطالبهم، وكان هذا سببا في انسحابهم من الحزب، بهدف إثبات أنهم هم من يمثل الحراطين".

 

ولفت ولد بلخير إلى أن المنسحبين بدعم من الدولة استخدموا دعايات ضده تقول إنه تخلى عن الدفاع الحراطين، مضيفا أنهم "استخدموا في ذلك كلمة قلتها في تجمع جماهيري في ملعب الكصر بعد إصدار قانون تجريم الاسترقاق، فقد قلت فيه: "أيها العبيد لقد وجدتم قانونا يجرم هذا الممارسة، وبإمكانكم الآن الدفاع عن أنفسكم وأنا لن أدافع عنكم، فبإمكان كل شخص الآن الدفاع عن نفسه لأن القانون يحمينا جميعا".

 

وأضاف ولد بلخير قائلا: "أخذوا هذه الجملة، وقطعوها من سياقها، وفسروها تفسيرا يريدون من خلاله القول إنني تخليت عن هذه القضية، وحاولوا من خلال هذه الدعاية سحب الناس عني".

 

وتحدث ولد بلخير في المقابلة عن الأوضاع العامة في البلاد، ونظرته للانتخابات الحالية، وقراءته لمسار التجربة السياسية له ولحزبه خلال السنوات الأخيرة، وموقفه من المرشح الموحد للمعارضة في رئاسيات 2019، ومواضيع أخرى عديدة.