على مدار الساعة

ليس بين القنافذ أملس (ح: 2)

2 مارس, 2017 - 20:30
محمد ولد سيدي ـ كاتب صحفي

إن اﻹنسان ليس ظالما بطبعه كما يتصور البعض  ..  إنه يحب العدل ولكنه لايعرف مأتاه .. . فكل عمل  يقوم به يحسبه  عدلا  ،و يصفق  له اﻷتباع  و اﻷعوان  فيظن أنه ظل الله  في الأرض يقول أحد الفلاسفة.

 

منذ اﻹستقلال  و الشعوب العربية ترزح تحت وطأة الظلم والغبن و القهر ، ومنذ الأستقلال والشعوب العربية تعبث بها أنظمة تسلطية ،ملكية أو جمهورية ،سواء تعددت التسميات أو اختلفت فقاسمها المشترك واحد التنظير والبعد عن الواقعية ،ومنذ الإستقلال والثالوث : الجهل ، و التخلف ، والدكتاتورية ،تنهك المواطن العربي من المحيط الى الخليج ، الشعوب تنتفض تارة ، تثور ، تقمع ،فتستسلم ، ثم تثور على العروش ، تنتصر تارة ،وتارة تسرق ارادتها ،فتسقط   ضحية ، يسوقها جلادون ،ماهرون نحو  مملكة الموة او سلطان العذاب..... ...

 

ليس  من القنافذ أملس !

 الأوطان تنادي ، الشعوب ، الجماهير  ، الكتاب ، والوعاظ ،الشعراء ، والحكماء ، نريد حكم الشعب بالشعب ، وليس حكم الشعب بالعسكر ، أو من بهم سمة العسكر ،او القبلية...منذ الإستقلال والشعوب تنادي:

 

يا ليت عمر ولد من جديد. ...

الأوطان تنادي ليس من القنافذ أملس :

كل من تقلد اسم رئيس ظواهر المأساة تزامنه : البطالة ، الغبن ،المحسوبية ،الجهوية ، الخراب والتخريب ، الفقر ، الأمراض ،الزبونية ... .. الساسة يعبثون بالوطن ، الإختلاس بطولة ! العقوبة على الضعفاء ! المشاريع ديكور ! مشروع بكمون ،تنيدر ،اصلاح التعليم ، مراجعة الأسلاك مهزلة ،تخفيض الأسعار  حلم   ،النهوض بآدوابه  أنشودة ترددها موجات الأثير ... .. .

 

ليس من القنافذ أملس  !

شروط النهضة التعليم ،و التعليم دس بالأقدام !

مدارس اﻷمتياز ماهي إلا تكريس للإقطاع ،ونمو للبرجوازية المتصاعدة بشكل جنوني ،فماذا تمثل مدارس الأمتياز  3 ثانويات في انواكشوط على عشرات المئات من الثانويات ناهيك عن آلاف المدارس والثانويات في الداخل ،مدارس بعضها أغلق ، وبعضها الآخر لم يجد مايغذيه ؟ ماذا يمثل المطر إذا سقط في البحر ؟ نفس الشيئ بالنسبة لمدارس الأمتياز لاتمثل شيئا إذا قورنت بالعدد الإجمالي للمدارس في الوطن:

 

نقص في الطواقم ، قلة في الأدوات ، رداءة في الأثاث والمباني  ،احتقار للوظيفة ،الرعاة ، الخدم ،الباعة المتجولون ،كل من هجر المقاعد ، و خانه جهده منذ زمان   أصبح معلما أو استاذا  ... إني لأرى نهضة اقتصادية واعدة لولا أن تفندوني.!

 

الحالة الأجتماعية اليوم وسعت الهوة بين الطبقات  فأصبح التعليم العمومي للطبقات الهشة من المجتمع:

ناطحات السحب تبلغ عنان السماء في هذا الجانب من مراكز المدينة وفي  تلك الجوانب أناس يعيشون في جحيم   ,الأعرشة ,ودور القصدير , و أحياء الصفيح.

 

السر في نهضة اليابان : راتب المدرس يعادل راتب الوزير  ،  وسلطته سلطة العسكري ، وهيبته هيبة القاضي ، أين نحن من هذا ؟ إني لأرى نهضة لولا أن تفندوني ..! شد الخناق على الموظف ،ارتفاع الاسعار يوميا ،مع انخفاض العملة المحلية وتدني للرواتب ...إني لأرى نهضة اقتصادية واعدة لولا ان تفندوني ..!

 

ليس من القنافذ املس ..!

أن تكون الصورة كلها سوداوية فذلك زور وكذب وبهتان ، فعلا صنعت أشياء ، ولكن كلما يحسب بأصابع اليد يبقى شكليا  :طرق ،مياه ،نقاط صحية ،مشاريع زراعية ... أن يصبح أول طريق دولي وطني مثل اطلال مدينة نمرود ،أو خط الحرير أو الهلال الخصيب ،أو مدينة كومبي صالح أو أزوكي فهذا العجب العجاب طريق روصو نواكشوط  يخطئ من ظن أنه عبد يوما من الأيام خاصة الفصل تكينت الى 60 أو 50 كلم من نواكشوط .

 

ليس بين القنافذ أملس  !

لكل حسناته و إن كثرت السيئات :

مافيش دكتاتورية ايجابية ،كل الدكتاتوريات ملكية أو جمهورية سلبية : عبد الناصر يشهد له التاريخ بإنجازات عظيمة لكنه نكل بأجزاء غفيرة من الشعب المصري و استأصل الإخوان ولم يبني القصور والفيلات الفاخرة وعند وفاته لم يرث إلا 78 جنيه حسب ما أورده محمد حسين هيكل في مذكرات ، و بوركيب تعلمن و اقصى كل من يخالفه الرأي لكنه وجه جل سياساته الى التعليم فصارت تونس الفقيرة بترابها من أرقى الشعوب و اكثرها تقدما ووعيا  ،و صدام حسين بنى صرحا علميا وحضاريا وفكريا ، لكنه هدمه بمعول الشعبوية الجنوني و الغرور  ، أما نحن فبقي لنا شيئا وحدا هو أن حكامنا العقود الأخيرة ومن والاهم تقترب من نسبة معتبرة من ميزانية الدولة ابان نشأتها يومها لم يكن هناك رجال أعمال او أثرياء بهذه الدرجة ! ...اني  لأرى بوادر نهضة اقتصادية واعدة لولا ان تفندوني  ..!

 

كيف تكون هناك نهضة بدون استهلاك ؟ المنتوج المغربي من الخضروات يملأ الاسواق و الأدوات والمنتوج الصيني والغربي الأجهزة والسيارات و الافرشة بينما لم نحقق اكتفاء ذاتيا من ابسط مادة اللهم المياه المعدنية و حليب الوطنية " ازريك ، قد نكون دخلنا مجال التصنيع ، لكن مصنع النعمة للألبان ذكرنا باطفال الزجاج بعمره القصير "...إني لأرى بوادر نهضة لولا أن تفندوني