على مدار الساعة

التصهيُن ليس تطبيعا.. والسفارة ليست سفورا..

25 فبراير, 2017 - 14:51
ادي ولد آدب ـ أديب وكاتب

أين المطبلون، لقطع العلاقة مع إسرائيل؟ مَن أسكتَ الأبواق؟  مَن أخرسَ الألسنة؟

إنها صورة عيشة بنت امحيحم، "سفيرتنا" السافرة في باريس، فوق العادة وكاملة السلطة، كاشفة الجيب، "مقطوع- بالحسَّانية- اخْلالها،وابْهالها، واشْماله"،

تحت إبْط رأس اللوبي الصهيوني الداعم لإسرائليل، في فرنسا، تسمع وجيبَ قلبه الملتصقة به، غير خافقٍ إلا بالحقْد والعداوة لأمَّتِها وقضيتها، ومظلوميتها؛ حيث "سقطَ العشاءَ بهَا على سرْحان"،

 

كما يقول المثل العربي، فشربت من دماء الفلسطينيين، وأكلت من لحومهم، على تلك المائدة الصهيونية المسمومة، لا أشبعَ الله بطنَ حرة تأكل بثدييها، "وربَّ مخْمَصةٍ شرٌّ منَ التُّخَم"!

 

أما تصنيف فعْلتها الشنيعة داخلة في ما سُمِّي "التطبيع"، فهو "خطأ لغوي وسياسي شائع"، والصواب أنه شذوذ، بعيد عن الطبيعة ومقتضياتها؛ فالتطبيع-لغة- جعل الشيء طبيعيا، وهذا ما لايمكن أنْ يَصْدُقَ -بحال من الأحوال- على علاقة العرب والمسلمين، مع إسرائيل؛ لأنَّ وجودها أصلا ليس وجودا طبيعيا.. بل هو وجود احتلال لأرض مغتصبة، وإبادة لشعب مظلوم،ولاشك أن "التطبيع" هذا من مسكوكات إسراييل المدسوسة، في لغتنا، المبثوثة في خطاباتنا الببغائية التي نردد مفرداتها المغشوشة، دون أن تستوقفنا مدلولاتها وحمولتها العبثية المقصودة، مثل تسمية الخمور والمُخدرات مشروبات ومنشطات روحية، وتسمية العهْر بالجنس، إضافة إلى تسمية الأمهات العازبات، والأطفال المتخلَّى عنهم، إلى آخر التسميات المستحدثة التي لا داعي لذكر مرادفاتها بأسمائها الأصلية.

 

لكن "مسك الختام"، أن "الإنصاف من شأن الأشراف"،فرفقا بـ "السفيرة"،  إنْ كانت من "القوارير"،"دَعُوهَا فإنَّها مأمورة"، لا نلومها إلا على رضاها بتمثل هذا الدورالبغيض، لأنها مجرد"نائبة الفاعل" الحقيقي،الذي يوزع  علامات الرفع، والخفض"الجر"، والضم، والنصب....على مفردات جملة المشهد السياسي، الداخلي والخارجي، وإذا كان قطع العلاقة مع إسرائيل قد أمْلته مقتضيات مرحلة انقلاب2008، فإن مرحلة انتهاء المأموريتين، وتعديل الدستور، وتغيير النشيد، والعلم، والتخطيط لترتيبات ما بعد ذلك، هي الأخرى أمورلها مقتضياتها...  التي تاتي الصورة المثيرة للجدل تعبيرا عن بعضها.