على مدار الساعة

ثلاث خرجات رسمية بشأن قنبلة الرياض: تنازع لـ"للإنجاز" وتضارب وغموض المعلومات

29 مارس, 2017 - 20:11

الأخبار (نواكشوط) – بشكل غير مسبوق، كثفت السلطات الموريتانية خرجاتها الإعلامية بشأن انفجار قنبلة في حي سكني بمقاطعة الرياض شرقي في الجنوب الشرقي من العاصمة نواكشوط، دون أن تقدم هذه الخرجات المتعددة إجابات قاطعة حول الحادث، وخصوصا حول مصدر القنبلتين اللتين أودت إحداهما بحياة الشاب ميلود ولد سالم، فيما تم العثور على الأخرى قبل انفجارها.

 

ثلاث خرجات رسمية – حتى الآن - بشأن الانفجار الغامض الذي وقع مساء الاثنين 27 – 03 – 2017، كان أولها بيان من وزارة الدفاع الموريتاني نشرته وكالة الأنباء الرسمية يوم الثلاثاء 28 – 03 – 2017 الساعة: 11:47:15.

 

وزارة الدفاع أكدت في بيانها "إصابة مواطنين موريتانيين.. بعد انفجار جسم متفجر وجداه صدفة وفجراه عن طريق الخطأ، وقد توفي أحدهما فورا وأصيب الآخر بجراح خفيفة"

 

وأكدت وزارة الدفاع تأمين الجسم الذي لم ينفجر بعد تدخل سريع من لعنصر من الهندسة العسكرية، وكذا فتح تحقيق لمعرفة أسباب الحادث ومصدر وطبيعة الأجسام المتفجرة.

 

ومساء 28 – 03 – 2017 استضاف التلفزيون الرسمي المدير الجهودي للأمن في ولاية نواكشوط الجنوبية، المفوض محمدو ولد كابر، حيث أكد المفوض أن الشرطة سبق لها وأن عثرت قبل عام – وفي المكان ذاته - بعض القذائف، نافيا وجود أي قصد جرمي وراء الانفجار، رغم تأكيده عدم معرفة مصدر القنابل إلى الآن.

 

وأكد المفوض أن القذائف التي عثر عليها كانت قديمة، متسائلا: "ما هو مصدرها؟"، ومجيبا بـ"الله أعلم"، مؤكدا أنه تم التحفظ عليها، واستدعيت الهندسة العسكرية وسلمت لها.

 

وأشار ولد كابر إلى الشاب المتوفى ميلود ولد سالم خرج بعض الظهر للبحث عن حماره، وبدأ البحث عنه في مستودعات القمامة، وفي طريق عودته وعلى شارع رئيسي حدث الانفجار، مشيرا إلى إصابة شخص آخر تزامن مروره مع الانفجار وكان قادما من المسجد، وهو رجل خمسيني، وقد تم نقله إلى المستشفى.

 

ثالث الخرجات الرسمية كانت البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية ظهر الأربعاء وأكدت فيها أن "أسباب الحادث تعود إلى إقدام شاب يبلغ من العمر 21 عاما على تفكيك قنبلتين دفاعيتين من نوع "م 72"في مجمع للقمامات مما أدى إلى انفجار إحدى القنبلتين الذي توفي على إثره الشاب المذكور بشكل فوري وتسبب في جرح أحد المارة يبلغ من العمر 50 عاما وقدمت له الاسعافات المطلوبة في مستشفى الصداقة".

 

أين وقع الانفجار؟

بيانا وزارة الدفاع ووزارة الداخلية تضاربا في مكان وقوع الحادث، فيما أكدت وزارة الدفاع وقوع الانفجار "على مستوى الكيلومتر 11 قرب تقاطع باماكو"، قالت وزارة الداخلية إنه وقع "عند الكلم 10 على الطريق الرابط بين مدينتي نواكشوط وروصو بمقاطعة الرياض في ولاية نواكشوط الجنوبية".

 

وكما تضارب البيانان الرسميان في تحديد مكان وقوع الحادث، تضاربا في وقت وقوعه، فقد أكدت وزارة الداخلية في بيانها الصادر ظهر اليوم أنه وقع "على تمام الساعة الخامسة والنصف مساء الاثنين 27 مارس 2017، قالت وزارة الدفاع في بيان – المبكر نسبيا – إنه الانفجار وقع "عند الساعة الخامسة".

 

واكتفى المدير الجهوي للأمن في ولاية نواكشوط الجنوبية محمدو ولد كابر في خرجته بالقول إن الحادث وقع بعد صلاة العصر، وفيما يتعلق بالمكان قال إنه في "الحي الواقع شرق ملتقى طرق باماكو".

بيان وزارة الدفاع كما نشرته الوكالة الرسمية

 

من أمن القنبلة الثانية؟

وكما تضارب البيانان الرسميان في تحديد مكان الانفجار وتاريخ وقوعه، تناقضا كذلك في تحديد الجهة التي تولت تأمين القنبلة الثانية التي لم تنفجر.

 

فقد أكدت وزارة الدفاع في بيانها أن بعد "تدخل سريع لعنصر من الهندسة العسكرية تم تأمين جسم متفجر ثان".

 

أما وزارة الداخلية فتحدث في بيانها ظهر اليوم عن "بعث البرنامج الوطني لنزع الألغام والتنمية التابع لوزارة الداخلية واللامركزية على الفور فريقا من الخبراء إلى عين المكان لإبطال مفعول القنبلة الثانية التي تم وضعها في مستودع الهندسة العسكرية قبل تدميرها".

نص بيان وزارة الداخلية كما نشرته الوكالة الرسمية

 

من أين جاءت القنابل؟

الجهات الرسمية التي أصدرت أصدرت بيانات أو قامت بخرجات إعلامية تجاهلت – بشكل كلي الحديث – عن مصدر هذه القنابل، واكتفت بالإشارة إلى العثور عليها في مكان تجمع القمامة، بينما تحدث المدير الجهوي للأمن عن جهلهم بمصدرها، دون أن يمنعه ذلك من نفي "القصد الجرمي عنها".

 

وقد تجاهلت وزارة الدفاع في بيانها – بشكل كلي – الإشارة إلى مصدر القنبلتين من قريب أو بعيد، واكتفت بالحديث عن ما بعد وقوع الانفجار.

 

أما وزارة الداخلية – وكذا المدير الجهوي للأمن – فتحدثت عن وجود القنبلتين في مجمع للقمامة، وزاد المفوض بتأكيده العثور العام الماضي على قذائف في نفس المكان.