على مدار الساعة

حبس محتجات زنجيات.. هل الرأي العام الموريتاني عنصريّ؟!

19 أبريل, 2017 - 20:18

الأخبار (نواكشوط) ـ أثار توقيف فتاتين بنواكشوط ضمن مجموعة تضم 10 محتجين زنوج مساء الأحد الماضي، ثم إحالتهن إلى الحبس تحضيرا لمحاكمتهن غدا الخميس، سجالا في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

 

حيث اعتبر مدونون أن الرأي العام الموريتاني يكشف عن عنصريته في تعامله مع حادثة التوقيف، مستدلين بما يعتبرونه ضعف التضامن مع الفتاتين. وتساءلوا: ماذا لو كن من فئة "البيظان"؟!

 

فيما انتقد آخرون وجهة النظر هذه، مؤكدين أن الموريتانيات من مختلف الفئات تعرضن للتوقيف من قبل الشرطة وأودعن السجن، وتساءلوا هم أيضا: ألم توقف الشرطة ويسجن القضاء في حوادث مشابهة محتجين آخرين ومن لون واحد دون أن تثار مثل هذه الاتهامات؟!

 

المدون عبد الناصر ولد بيب أشار إلى أن ما أسماه "التصرفات العنصرية" التي قال إن الشرطة تمارسها تشكل أكبر خطر على الوحدة الوطنية، وتساءل قائلا: "هل شاهدتم يوماً النظام يوقف نساء من شريحة البيظان في أي وقفة أو مظاهرة؟!".

 

ويضيف ولد بيب وهو أحد منظمي المسيرة الاحتجاجية التي أوقف على خلفيتها 10 شباب كلهم من فئة الزنوج: "جاهلية مشينة وعنصرية مقيتة نشهدها الآن بعد مسيرة الأحد الماضي وخاصة من شريحة البيظان".

 

أما المدون محمد دحان، فقد أشار في تدوينة على صفحته بالفيسبوك إلى أنه "لوكان المعتقلون الـ 10من باقي الشرائح لتمت زلزلة الفيس بأنواع عبارات الشجب والإدانة!!!".

 

ولفت دحان إلى أن السكوت على ما تعرض له الشباب الزنوج العشرة يشكل خطرا أكبر من دعاوي الانفصال، مشيرا إلى أنه يوجه خطابه لمن يسميهم "نخبة القبائل والشرائح".

 

من جانبه المدون ميني لمين وصف خطاب من اعتبروا الرأي العام في البلاد عنصريا بأنه خطاب "لا يليق ولا يساعد في أي شيء مفيد". وأضاف ميني مجيبا ولد بيب على سؤاله عن من شاهد توقيف الشرطة الموريتانية لنساء من فئة "البيظان" في الأنشطة الاحتجاجية، قائلا: "نعم"، ويشير ميني إلى حادثة توقيف الناشطة في حراك "ماني شاري كزوال".

 

كما أشار إلى ما تعرضت له الأمينة العامة السابقة للاتحاد المستقل للطلبة الموريتانيين امغيلي بنت محفوظ من قمع الشرطة في احتجاجات طلابية، وهو ما أدى إلى مضاعفات صحية أودت بحياة جنينها.

 

المدونة فاطمة محمد المصطفى تقول إنه ليس صحيحا أن النساء من فئة "البيظان" لم يقمعن أو يسجن، وتشير بالإضافة إلى ما ذكر المدون ميني لمين إلى حوادث قمع نساء وضربهن ما جعلهن يدخلن المستشفيات للعلاج، كما تم رميهن خارج المدينة، مؤكدة أن من بين من تعرض لهذه التصرفات برلمانيات وكان ذلك في عهد الرئيس الحالي.

 

ودعت بنت محمد المصطفى إلى التضامن مع يتم تجاوز القانون في حقهم، "دون أن نجعل من ذلك موقفا عنصربا أو تمييزيا"، كما اعتبرت أنه "لا يجوز أن نطلق الأحكام و المسلمات غير الدقيقة، زيادة على كونه مجانبا للحقيقة فهو خطير على التعايش و يجعل المواطنين الأبرياء مصنفين عنصريا؛ و تلك خطيئة و ناقوس خطر على السلم الأهلي".