على مدار الساعة

لائحة الانتظار في التعليم العالي بين الإرادة والريادة

9 فبراير, 2022 - 10:21

الإرادة هي المشيئة أي طلب الشيء في محله. وهي الشعور الداخلي في قلب الإنسان حين يعزم على فعل شيء ما، أوهي إحساس عظيم وقوي تدفعه الذات العارفة ويترجمه الفعل، فالإرادة إذا ذاتية حيث أنها تختلف من إنسان إلى آخر وقد عرفها العالم انكلز بأنها قدرة الإنسان على أن يتخذ قراره من تلقاء نفسه. أو هي بمعنى آخر تصميم على أداء فعل معين يستلزم هدفا ووسائل لتحقيقه استنادا على العمل الإرادي الذي هو قرار ذهني، أو هي القدرة على اتخاذ القرارات ومعرفة الذات بذلك.

 

 أما الريادة فهي المبادرة نحو الإبداع والتطور اعتمادا على المهارات الذاتية المندفعة وراء الفرص المتاحة أو هي حزمة من الإجراءات لإيجاد شيء مختلف ذي قيمة من خلال تكريس الوقت والجهد اللازمين لذلك.

 

ـ ما فتئ التعاقب الوزاري المحموم في التعليم العالي يحدث فعله في النفوس المشرئبة إلى التغيير والإصلاح، حتى قامت ضجة الحالمين بالأمل وغمرت الفرحة نفوسهم، حيث وقعت صرخة تاهت منها أرواح المنتظرين عساها تحدث ما لم يكن في الحسبان بعد قنوط تام من مصير الانتظار..تنهتت أفئدة المظلومين بعد أن ذاقت مرارة الغبن والظلم..وتأوهت نفوس حرمت فرصة العمر، وفرحت أخرى طالما ظلمها غياب مراعاة الكفاءة والخبرة...

 

لقد أضاء النور القلوب المكفهرة بعد زوال صخرة التهميش والقهر والظلم والتحقير وتغييب العلم والمعرفة..الأمل هذه المرة بدأ يغذ السير نحو الجميع..لقد تفتقت وردة التعليم العالي شذا ينبت به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب..ولكن هيهات لقد خاب الأمل مرة أخرى وتحول إلى "سراب بقيعة يحسب الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا..." تحول الحلم والأمل إلى " رماد تذروه الرياح..".

 

ـ كان الاكتتاب في العام الفارط معول هدم لا طريق رقي وبناء، وذلك لما شابه  من الترميز والخلط والقص واستحضار القرابة والوساطة والمحسوبية ما تشيب منه الولدان..

 

ـ خلف الاكتتاب المزعوم وراءه قوم لا حظ ولا سند ولا راعي لهم سوى الانتظار من أجل الانتظار..ولو أنصف الدهر لما انتظروا إذ لو كانت لهم يد داخل الزمرة القابضة على التفاصيل متناقضة القول مع الفعل لهشوا وبشوا فرحين وهم يرددون قوله عز وجل "يا بشراي هذا غلام".

 

ـ قتل الحلم الذي تحصل عليه على مدار عشر سنين عجاف عرفت بالمد والزجر والتحول والسفر بين الدول والمكتبات في أشد الظروف وأحلك المواقف، لكنها الإرادة، والإرادة وحدها التي تمد الإنسان بالقوة والثبات وتلهمه بالسير والتحدي رغم التحديات..ثم يخبوا الضوء ويموت الأمل وهو يردد " يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا".

 

ـ لقد توسعت دائرة الإرادة حتى أصبحت بلسما في نفوس الصابرين الصامدين والسائرين على درب الأمل المؤلم..وضاقت دائرة الريادة لأنها بكل بساطة لا تسع الجميع..وقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

 

 لقد تكلم منا الحرف والكلمة والضمير والقلم والجملة حتى الخطاب تكلم، وجاء الخطاب بالوعد والانتظار..وكانت النتيجة الانتظار على " قارعة الطريق ".