على مدار الساعة

أثر "غيث" يشعل النقاش بمواقع التواصل الاجتماعي بموريتانيا

6 أبريل, 2023 - 00:46

الأخبار (نواكشوط) - عرفت الأيام الثلاثة الأخيرة جدلا واسعا على وسائط التواصل الاجتماعي الموريتانية، عقب بث الحلقة الخامسة من الموسم السادس من برنامج "قلبي اطمأن"، والذي يرعاه الهلال الأحمر بدولة الإمارات العربية المتحدة.

 

الحلقة المسجلة قبل عدة أشهر تعرض تجربة اجتماعية قام بها فريق البرنامج في قرية "بلواخ" الموريتانية الواقعة قرب العاصمة نواكشوط (نحو 60 كلم)، ومطلة على المحيط الأطلسي، فيما تتبع إداريا لولاية إينشيري. 

 

تباينت ردود نشطاء التواصل الاجتماعي الموريتاني بعد عرض الحلقة لمعاناة سكان القرية وجهود فريق البرنامج الإغاثي، في تغيير واقعهم، بين مثمن للجهد مشيد به، ومقارن بين المنجز وما يسع الدولة القيام به، فيما اختارت فئة ثالثة لفت الانتباه إلى العمل الخيري في البلاد والمطالبة بتنظيمه. 

 

"غيث بلواخ"
على مدار الأيام التي قضى فريق البرنامج في قرية بلواخ رصدت الحلقة المنشورة قيام الفريق بحملة نظافة للقرية نفذها السكان أنفسهم، وإقامة مشروع مدر للدخل لفائدة عدد من النساء، وكذا تشييد خزان مياه يعمل بالطاقة الشمسية. 

 

كما أقام الفريق مبنى حديثا لمحظرة القرية، وحديقة بحرية، ومهد الطريق الرابطة بين الشاطئ من جهة القرية وبين الطريق الرسمية التي تصلها بطريق نواكشوط - نواذيبو. 

 

وتعهد البرنامج ببناء مسجد بالقرية، ومدرسة، وعدة مساكن للأسر الأكثر احتياجا، وحمامات عمومية، فيما أعرب مقدمه "غيث" عن وجود مساع في حال توفرت المساعدات لتوسيع المشاريع المشيدة وتشييد ثانوية ومركز طبي في القرية. 

 

"تآزر في الميزان"
جهد برنامج "قلبي اطمأن" المبذول في حلقته المعنونة بالآية الكريمة: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}، حمل عديد النشطاء الإعلاميين على التساؤل عن كلفة المشاريع المشيدة ومقارنتها بمنجزات الإدارات العمومية الرسمية، ووكالة "تآزر" خصوصا. 

 

الناشط الإعلامي والكاتب الصحفي السلطان البان، نشر على حسابه بالفيسبوك دراسة قال إنها "تقديرية" لكلفة ما قام به البرنامج في قرية بلواخ. 

 

الدراسة التي نشر ولد البان قدرت الغلاف المالي لمجمل التكاليف بـ 75.8 مليون أوقية قديمة، في حين - يضيف ولد البان في منشور آخر - يكلف أثاث مكتب المندوب العام لمندوبية تآزر لوحده 230 مليون أوقية. 

 

من جانبه الدكتور أحمد محمد الامين المختار رأى أن ما قام به "غيث" "لا يعجز أي رجل أعمال موريتاني، ولا أي هيئة خيرية، أحرى الدولة ومؤسساتها". 

 

وأضاف ولد المختار: "الفرق فقط هو وجود إرادة للتغيير الإيجابي ومساعدة الناس لدى هذا الرجل والجهة التي يمثلها، وانتفاء هذه الإرادة لدينا، شعبا ومسيرين". 

 

العمل الخيري..
بعد عدة ساعات من النقاش والتدوين المقارن بين جهود الدولة وأثر برنامج "قلبي اطمأن"؛ توسع مدار الحديث ليشمل تقييم أداء المنظمات الخيرية في البلاد. 

 

وكانت الفرصة مواتية ليدلي كثيرون بشهاداتهم في حق الجمعيات الخيرية في البلاد، إيجابا وسلبا. 

 

وتساءل عدد من النشطاء من بينهم صاحب حساب "كريم أكرمه الله" عن مصادر ثراء كثيرين ممن امتهنوا العمل الخيري في البلاد، ملمحين إلى حاجة الحقل إلى الإصلاح والتنظيم.

 

في الجهة الموازية رأى نشطاء أن لا وجاهة للتطرق لأشخاص العاملين في المجال الخيري في هذا السياق، معتبرين الأمر تشويها للحقل. 

 

وكانت عدة بلدان عربية شهدت فضاءاتها الافتراضية سجالات مماثلة على خلفية بث التجربة الاجتماعية لبرنامج "قلبي اطمأن" في مواسمه الخمسة المنقضية والسادس الذي يتم بثه حاليا. 

 

وكان من آخر هذه السجالات ما جرى إثر الحلقة الرابعة من البرنامج في موسمه الحالي والتي زار فيها الفريق قرية "توريرت" بالمملكة المغربية، حيث رأى بعض المغاربة أن الحلقة "عرت فشل المسؤولين"، فيما سر آخرون بالجهد وأثنوا عليه. 

 

وتقوم فكرة برنامج "قلبي اطمأن" على مساعدة فريق بقياد شاب يخفي هويته ويكنى "غيث" لحالات اجتماعية واقعية في عدد من الدول، دون أن يظهر وجه. 

 

وينجز البرنامج برعاية من الهلال الأحمر الإماراتي منذ موسمه الأول عام 2018، بالإضافة إلى شركة بترول أبو ظبي "أدنوك".