على مدار الساعة

بوتين للأفارقة: النظام العالمي الجديد سيكون أكثر عدالة وديمقراطية

24 يوليو, 2023 - 07:00
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

الأخبار (نواكشوط) – قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا على ثقة من أن النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب، الذي تم تحديد معالمه بالفعل، سيكون أكثر عدلاً وديمقراطية.

 

وأضاف بوتين في مقال له تحت عنوان: "روسيا وأفريقيا - تضافر الجهود من أجل السلام والتقدم ومستقبل ناجح" " أنه "لا شك أن إفريقيا - إلى جانب آسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية - ستأخذ مكانها الصحيح في هذا العالم، وتتحرر أخيرًا من الإرث الثقيل للاستعمار القديم والاستعمار الجديد ورفض ممارساته الحديثة".

 

وأكد الرئيس الروسي في المقال الذي وصلت وكالة الأخبار المستقلة نسخة منه أن روسيا تدرك بارتياح المكانة الدولية الهامة للدول الأفريقية سواء كل بلد على حدة أو للقارة السمراء بشكل عام، خاصة فيما يتعلق برغبتهم في إثبات وجودهم بكل قوة وأخذ زمام الأمور لحل مشاكل القارة بأيديهم.

 

وأردف بوتين أن بلاده تدعم دائمًا المبادرات البناءة لشركائها وتؤيد إعطاء الدول الأفريقية مكانة لائقة في المنظمات التي تحدد مصير العالم، بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومجموعة العشرين، والتي تعمل من أجل إصلاح المؤسسات المالية والتجارية العالمية التي تلبي مصالحها.

 

وتعهد الرئيس الروسي بأن تواصل بلاده العمل بكل ما في وسعها لتنظيم توريد الحبوب والأغذية والأسمدة إلى إفريقيا، وذلك "على الرغم من العقوبات".

 

وأكد بوتين تقدير بلاده عاليا العلاقات الاقتصادية مع إفريقيا، متعهدا بمواصلة تطوير جميع القطاعات الخاصة بشكل ديناميكي سواء كان ذلك مع الدول كل على حدة، أو مع منظمات التكامل الإقليمي، وبالطبع مع الاتحاد الأفريقي.

 

ووصف بوتين صفقة الحبوب بأنها "تم استخدامها في الواقع وبلا خجل فقط من أجل إثراء الشركات الأمريكية والأوروبية الكبيرة التي قامت بتصدير الحبوب من أوكرانيا وإعادة بيعها للدول الأخرى".

 

وخاطب بوتين الأفارقة قائلا: "لكم أن تحكموا بأنفسكم. على مدى عام تقريبًا - تم تصدير في إطار الصفقة - ما مجموعه 32.8 مليون طن من هذه المواد من أوكرانيا، حيث ذهب أكثر من 70% منها إلى البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط​​، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي. في حين أن نصيب بعض الدول مثل إثيوبيا والسودان والصومال وكذلك اليمن وأفغانستان، كان أقل من 3% من الحجم الإجمالي، بعبارة أخرى أقل من مليون طن".

 

ورأى الرئيس الروسي أنه لم يتم الوفاء بأي شرط من شروط "الصفقة" الخاصة باستثناء الصادرات الروسية من الحبوب والأسمدة إلى الأسواق العالمية من العقوبات المفروضة، لافتا إلى أنه علاوة على ذلك هناك عوائق تواجه حتى شحنات الأسمدة الروسية المجانية المخصصة للبلدان المحتاجة والأكثر فقرا.

 

وأردف بوتين أنه من بين 262 ألف طن من المنتجات المحتجزة في الموانئ الأوروبية، تم إرسال دفعتين فقط، واحدة بكمية 20 ألف طن إلى ملاوي وأخرى 34 ألف طن إلى كينيا، أما الباقي فما يزال في أيدي من وصفهم بعديمي الضمير من الأوروبيين.

 

وأضاف: "هذا ما يحدث في واقع الأمر على الرغم من حقيقة أننا نتحدث عن عمل إنساني بحت ولا ينبغي فرض عقوبات عليه من حيث المبدأ".

 

وشدد بوتين على أنه "في ضوء كل هذه الحقائق لم يعد هناك جدوى من استمرار "صفقة الحبوب" التي لا تحقق هدفها الإنساني، مؤكدا قدرة بلاده على استبدال الحبوب الأوكرانية، سواء على أساس تجاري أو على أساس مجاني، مذكرا بأنهم يتوقعون مرة أخرى حصادا كبيراً هذا العام.

 

وأكد بوتين أنهم يولون أهمية كبيرة للقمة الثانية القادمة بين روسيا وأفريقيا. وبناء على نتائجها من المخطط اعتماد بيان شامل، وعدد من البيانات المشتركة، والموافقة على خطة عمل منتدى الشراكة روسيا - أفريقيا للفترة حتى عام 2026. كما تحدث عن إعداد حزمة مهمة من الاتفاقات ومذكرات التفاهم الحكومية الدولية والمشتركة بين الوزارات والمؤسسات للتوقيع عليها، سواء مع الدول كل على حدة ومع المنظمات الإقليمية في القارة السمراء.

 

وعبر الرئيس الروسي عن تطلعه إلى عقد اجتماعات مع قادة الدول الأفريقية في مدينة سانت بطرسبرغ، وإلى حوار بناء ومثمر، مؤكدا يقينه بأن "قرارات القمة والمنتدى، وكذلك العمل المشترك والمتعدد الأوجه، ستعمل على زيادة تطوير الشراكة الاستراتيجية الروسية الأفريقية لصالح بلداننا وشعوبنا".

 

ونشر بوتين المقال الموجه لـ"قراء وسائل الإعلام البارزة في القارة الأفريقية"، وذلك بمناسبة انعقاد قمة روسيا أفريقيا الثانية والمنتدى الاقتصادي والإنساني روسيا – أفريقيا في مدينة سان بطرسبرغ يومي 27 و28 يوليو الجاري، وبهدف تحديد رؤيته "حيال تنمية العلاقات الروسية الأفريقية وعلى وجه التحديد مجالات التعاون ذات الأولوية للعمل المشترك في العقود القادمة من القرن الحادي والعشرين".

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- لقراءة نص المقال، اضغطوا هنا، أو زوروا ركن آراء