على مدار الساعة

ولد مولاي أحمد أمام المحكمة: صفقات مع هيئة الرحمة وإنكار لمضامين المحاضر

21 سبتمبر, 2023 - 16:41
مدخل إحدى قاعات قصر العدل بولاية نواكشوط الغربية حيث تجري المحاكمة (الأخبار - أرشيف)

الأخبار (نواكشوط) – اعترف مولاي اعل محمد أحمد، والذي مثل أمام المحكمة المختصة في جرائم الفساد لتقديم شهادته حول قضية أموال هيئة الرحمة بإجرائه صفقات بالعديد من الملايين من بينها صفقة بناء حائط لهيئة الرحلة.

 

وأنكر ولد مولاي أحمد خلال تقديم شهادته ما تضمنته المحاضر خلال مرحلة التحقيق، متحدثا عن تعرضه للتعذيب.

 

وهذا تفاصيل شهادة ولد مولاي أحمد.

 

رئيس المحكمة: قدم نفسك للمحكمة

مولاي اعل مولاي أحمد، مولود 1977 في نواكشوط، كنت أسكن سابقا في لكصر، أما الآن فأسكن في عين الطلح تيارت.

 

رئيس المحكمة: هل لك علاقة قرابة أو مصاهرة بأحد المتهمين

الشاهد: ابنت عمتي زوجة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، إذا كانت هذه تعد علاقة، فهي علاقة مصاهرة بيني وبين الرئيس السابق.

 

وبعد أن أدى اليمين القانونية، وذكره رئيس المحكمة بمقتضيات يمينه على قول الحق وأن الشهادة لله ولا تكون إلا بالحق

 

رئيس المحكمة: المحكمة تريد شهادتك في بعض الأمور، ما هي علاقتك بهيئة الرحمة؟

ولد مولاي أحمد: لا علاقة بيننا، بنيت لهم جزءا من حائط مقر لهم على شارع المقاومة بعد أن هدمته الرمال، وقد بنيت جزءا منه فقط.

 

رئيس المحكمة: متى حصل هذا؟

ولد مولاي أحمد: 2017

رئيس المحكمة: من تعامل معك على هذه المهمة؟

ولد مولاي أحمد: بدر ولد عبد العزيز

رئيس المحكمة: هل تعرفه؟ وهل كانت بينكم علاقة سابقة؟

ولد مولاي أحمد: نعم أعرفه، وأنا من بنيت له منزله، وعندما تكون عنده أمور تتعلق بالبناء فأنا من يشرف عليها.

 

رئيس المحكمة: هل أنت موظف في هيئة الرحمة؟

ولد مولاي أحمد: لا، لست موظفا فيها

رئيس المحكمة: ماذا تعرف عنها؟ ومن يديرها؟

ولد مولاي أحمد: بدر ولد عبد العزيز هو من يديرها.

رئيس المحكمة: ومن سدد لك حقوقك؟

ولد أحمد: بدر هو من سددها لي، كان مرة يعطيني شيكا، ومرة نقدا، وفي الغالب كانت معاملاتنا تتم عبر الشيكات.

رئيس المحكمة: ما هي المعاملات الأخرى التي جمعتك ببدر؟ وكيف كان يسدد لك؟ ومن يوقع تلك الشيكات؟

ولد مولاي أحمد: غالبا ما يوقعها بدر، فيما كان محمد المشري يوقعها أحيانا

رئيس المحكمة: شيكات بأسمائهم أم باسم هيئة الرحمة؟

ولد مولاي أحمد: لا أتذكر أني سحبت شيكا باسم الرحمة، وهذه الأحداث جرت منذ 5 سنوات، ولم أكن أتصور أني سأسل عنها. 

رئيس المحكمة: المشري كان يسدد لك مقابل ماذا؟

ولد مولاي أحمد: سدد لي مرة، وأظنها كانت عن الحائط، ولا أعرف هل تكرر ذلك مرة أو مرتين.

رئيس المحكمة: كم استغرقت هذه المعاملات من الزمن؟

ولد مولاي أحمد: لا أعرف.

رئيس المحكمة: هل تعرف المبالغ التي سحبت؟ وبم تقدرها؟

ولد أحمد: لا أتذكر.

رئيس المحكمة: هل حولت لصالحهم شيئا إلى الخارج؟

ولد مولاي أحمد: لا، لا.

رئيس المحكمة: هل تعرف موظفا في هيئة الرحمة غير بدر والمشري؟

ولد مولاي أحمد: لا أعرف غيرهما.

رئيس المحكمة: ما هي البنوك التي فيها حسابات للهيئة؟

ولد مولاي أحمد: لا أذكرها.

رئيس المحكمة: هل تعلم أن ما قلته الآن فيه الكثير من التناقض مع ما قلته سابقا لقطب التحقيق والشرطة؟

ولد مولاي أحمد: الشرطة مارست علي الكثير من الضغط، وقطب التحقيق فعل نفس الشيء.

 

أسئلة النيابة العامة:

 وكيل الجمهورية: كشف حساب هيئة الرحمة من بنك "سوسيتي جنرال" موجود عند المحكمة، ويوثق سحبكم شخصيا للكثير من الأموال من حسابات هذه الهيئة. هل لك أن تحدث المحكمة عن عمليات السحب هذه؟ ولأي غرض كانت؟

ولد مولاي أحمد: لا أتذكر حجم المبالغ، ولا عدد عمليات السحب. غالبا ما كان يعطيني بدر شكات أسحبها وأعيد له المبلغ، لا أنظر إن كان الحساب الذي يسحب منه باسم الهيئة أم باسمه هو.

  

وكيل الجمهورية: هل الشكات التي تسحب موقعة توقيعا واحدا أم توقيعين؟

ولد مولاي أحمد: لا أعرف، ولا أنظر للشيك.

وكيل الجمهورية: هل تقرأ؟

الشاهد: نعم أقرأ.

وكيل الجمهورية: كيف لك أن تحمل وثيقة مصرفية (شيك) ولا تنظر فيها؟

ولد مولاي أحمد: لا أتذكر تلك الأمور، ولم أتوقع أني سأسأل عنها، محمد المشري سلم لي عدة شيكات لو كنت أتوقع أني سأسأل عنها كنت سجلتها وضبطت أمرها.

 

وكيل الجمهورية: أمام التحقيق قلتم إنكم سحبتم 800 مليون أوقية؟

ولد مولاي أحمد: هذا الكلام لا علم لي به، ولا أتصور أني قلته في السابق.

 

وكيل الجمهورية: هناك مبلغ 50 مليونا، قلت إنه دخل ذمتك جراء صفقة مع بدر أخذت منها 20 مليونا كعمولة لكم، و30 مليونا أعدتها له.

 

ولد مولاي أحمد: هذا لا أتذكره.

 

وكيل الجمهورية: هل تتذكر أنك قلت إنكم ربحتم نحو 100 مليون جراء معاملاتكم مع بدر وهيئة الرحمة؟

ولد مولاي أحمد: لا أتذكر، لا أتذكر، الشرطة اعتقلتني وضايقتني.

 

وكيل الجمهورية: الشرطة لم توقفكم

ولد مولاي أحمد: أنا تم إيقافي 21 ساعة بين شارع المقاومة والإدارة العامة للأمن في مكان ضيق.

 

وكيل الجمهورية: هذا ما أنزل الله به من سلطان؟ وهل هددك قاضي التحقيق؟ ما أستظهر به هي أقوالك أمام قاضي التحقيق.

ولد مولاي أحمد: لكنني كنت خائفا من العودة للشرطة.

 

وكيل الجمهورية: كم الفترة التي قضيت بين استجواب الشرطة، واستجواب قاضي التحقيق؟

ولد مولاي أحمد: أشهر، ولا أعرف بالضبط عددها، لكن تلك الـ21 يوما لن أنساها.

 

وكيل الجمهورية: هل قرأت محضرك أمام قاضي التحقيق، وهل وقعته؟

ولد مولاي أحمد: قرأه هو، وسمعته أو سمعت البعض منه.  

 

وكيل الجمهورية: هل أكرهوك على التوقيع؟

ولد مولاي أحمد: لا، لم يكرهوني على التوقيع.

 

وكيل الجمهورية: هل تتذكر أن بدر بن عبد العزيز أرسلك لمدير "صوملك" في قضية بناء أعمدة كهرباء لإنارة أحد الفضاءات العامة؟

ولد مولاي أحمد: أتذكر الحادثة، وطرحت مع الجميع ملفي، وأعطوني تنفيذ 20 عمودا، ولم يتصل لي أحد بهم، ونفذت العمل بالمعايير المطلوبة، وبعدها اكتشفت أن العملية غير مربحة ولم أعد لهم.

 

وكيل الجمهورية: هل التقيت المدير العام حينها؟

ولد مولاي أحمد: لم ألتقه، وقد التقيت شخصا آخر أذكر قبيلته إن كان ذكر القبائل مسموحا به.

 

وكيل الجمهورية: هنا كل شيء يمكن أن يقال، ومن ذكر اعتقالا لم يقع يمكنه أن يقول أي شيء.

ولد مولاي أحمد: رجل لا أذكر اسمه من قبيلة *** (ذكر قبيلته)

 

وكيل الجمهورية: وهل تذكر كمية من الذهب سجلت على اسمك في الإمارات؟

ولد مولاي أ؛مد: نعم سجلت باسمي هذه الكمية، أرسلها بدر ولا أدري ما هو مصدرها، وأخرجها له شخص اسمه الحلاق.

 

وكيل الجمهورية: ما هو وزنها؟

ولد مولاي أحمد: 29  

 

وكيل الجمهورية: 29 اغراما؟

ولد مولاي أحمد: لا، 29 كيلوغراما، وبعتها وحولتها من خلال صرافة عين الربيع لصالح بدر.

 

وكيل الجمهورية: بكم بعتها؟

ولد مولاي أحمد: كان سعرها حوالي 1.4 مليون درهم إماراتي.

 

وكيل الجمهورية: ماذا عن تحويل 50 مليونا له إلى الخارج؟

ولد مولاي أحمد: تلك أرباح الصفقة التي قلت لك إن ٌ%ٌ30 من أرباحها لي و20% له .

 

وكيل الجمهورية: هل وقعت المحضر الذي أعده قاضي التحقيق.

ولد مولاي الزين: نعم

 

وكيل الجمهورية: هل كان يسألك

ولد ملاي أحمد: نعم كان يسألني

 

رئيس المحكمة: ليتفضل الدفاع.

ولد مولاي أحمد: سيدي الرئيس، أنا شاهد والكثير من المواضيع ينبغي أن لا أسأل عنه لأن لا معلومات لدي حولها.

 

أسئلة الدفاع:

محمدن ولد اشدو: الشاهد الذي أمامكم قال إنه تم توقيفه 21 يوما، وقانون مكافحة التعذيب يلزم بتحريك الدعوى عند العلم فورا أذكر بذلك وأنبه عليه.

 

وأريد أن أسأل الشاهد هل تمت ممارسة التعذيب ضدك أو بالقرب منك؟

 

ولد مولاي أحمد: أنا لم أعذب بشكل بدني عند الشرطة، لكنهم أحضروا أدوات تعذيب وسمعت أصوات التعذيب.

 

ولد اشدو: ما هي تفاصيل ذلك؟ وما الذي حدث بالضبط؟

ولد مولاي أحمد: كنت في غرفة ضيقة، وكنت أسمع صراخا شديدا لشخص يبدو أنه يعذب لا أعرف إن كان يعذب فعلا أم يمثّل، لكنني توجست خيفة فعلا بسبب ذلك. وعندما رأيت الشرطة قلت لهم اكتبوا ما تريدون وسأوقعه لكم.

 

ولد اشدو: هل تعرف من سمعت صوته؟

ولد مولاي أحمد: لا أعرفه ولا أعرف صوته، لم أره، سمعته صوته فقط.

 

ولد اشدو: بعد 21 يوما التي قضيتها عند الشرطة هل تم اعتقالكم لاحقا؟
ولد مولاي أحمد: نعم اعتقلني الدرك الوطني بعد ذلك

 

ولد اشدو: كم دامت مدة الاعتقال؟

الشاهد: من 4 إلى 5 أيام، اعتقلوني قرب "شوم" عند بئر ذهب لي هناك، وذهبوا بي إلى نواكشوط، وقد عذبوني، وصفدوا بالحديد يدي خلف ظهري من شوم إلى نواكشوط، يدي ما زلت ضعيفة الإحساس بها (رفع إحدى يديه).

 

ولد اشدو: ما الذي دار بينك والدرك؟ يبدو أنك ما زلت خائفا؟

ولد مولاي أحمد: أغرقوا وجهي في الماء.

 

ولد اشدو: هل صادروا أيا من ممتلكاتك؟

ولد مولاي أحمد: ما كان في جيبي أرجعوه لي، أما الذي كان في حسابي فلم أتمكن من التصرف فيه.

 

ولد اشدو: كم المبلغ الذي كان في حسابك؟

ولد مولاي أحمد: 29.5 مليون أوقية.

 

ولد اشدو: هل ما زلت خائفا الآن مما حدث لك مع الدرك والشرطة خلال شهادتك وتخشى تكرره؟

ولد مولاي أحمد: هذا السؤال لم أفهمه، ولا ليس لدي أي جواب عليه.

 

ولد اشدو: المادة: 2 والمادة: 9 من قانون مكافحة التعذيب تنصان على أن النيابة تتصرف من تلقاء نفسها للتحقيق في حالات التعذيب المماثلة لما ذكر؟ لماذا برأيكم لم تتصرف النيابة؟

 

رئيس المحكمة: هذه رسالة توجهها أنت للنيابة الشاهد لا تعنيه.

 

وكيل الجمهورية: النيابة لم تتلق شكوى من التعذيب لا من هذا الشاهد ولا ممن أثاروه قبله أمام المحكمة، هذه مجرد حيل تقليدية للتخلص من الأقوال السابقة للمتهمين، كنت أتوقع تطوير تقنياتهم لكن يبدو للأسف أن هذه الحيل لم تتطور. لم يتم تعذيبه ولم يعتقل.

 

المحامي محمد الأمين اباه: السيد الرئيس من واجب المحكمة التحقيق في هذا الموضوع، هذه مسؤوليتكم الشخصية، التعذيب خطير جدا وجريمة ضد الإنسانية، والتصريحات التي تمت تحت الإكراه لا يعتد بها لا شرعا ولا قانونا.

 

رئيس المحكمة: أشكركم على هذا الحماس، والحرص الجديد على الحريات العامة، رغم أني لا أعرفكم من المشهورين بذلك في السابق. وارد جدا أن أي شاهد أو متهم يرجع عن أقواله أمام المحكمة، والمحكمة استمعت لأقوال الشهود وكل من تحدث وسجلت ما قيل في محاضرها، أما مدى حجية الأقوال ووجاهتها وقناعة المحكمة بخصوص ما يترتب على هذه الأقوال؛ فهو أمر لن أشركم فيه، وهو يخص المحكمة ولا يسعفكم النص في غير ما تم ومن عنده نص عدا الحكايات الحقوقية فليأت به.

 

 أذكركم أن جهات المتابعة والمهنيين والمناضلين القدماء والجدد؛ المجال مفتوح أمامهم لطلبات ومساطر التحقيق، أما المحكمة فغير مختصة في غير ما قامت به، وكما تعلمون دعاوى التعذيب لا تتقادم.

 

المحامي سيدي محمد فال: أود أن أطرح سؤالا على الضحية.

 رئيس المحكمة: أسحب منك الكلام ما دمت تصف الشاهد بالضحية، وهو يحمل هنا صفة الشاهد، وحمل ذات الصفة أمام الشرطة وأمام قاضي التحقيق.

 

المحامي أسحب الوصف، وأريد أن أسأل الشاهد هل تعلم أن من حقك أن تقدم شكوى؟

ولد مولاي أحمد: بدون جواب

 

المحامي محمد سالم بشير (عضو هيئة دفاع الرئيس السابق): السيد الرئيس وجه اعتراضنا أن الأقوال التي تمت تحت التعذيب لا يعتد بها، ونود أن تتأكد محكمتكم هل حصل التعذيب أصلا أم لم يحصل حتى يتم التأكد من مدى حجية تلك الأقوال قبل التأسيس عليها.  

 

رئيس المحكمة: المحكمة لا تستشيرك في قناعتها.

 

المحامي الطالب اخيار محمد مولود: (مخاطبا الشاهد) ما هي الطريقة التي علمت من خلالها بالحجز على أموالك في حسابك البنكي؟

ولد مولاي أحمد: وجدت الحساب مغلقا، وبعد أيام لاحظت أن المبلغ الذي كان فيه سحب منه.

 

الطالب اخيار: تمت مصارته؟

رئيس المحكمة: أنت كرجل قانون تسمي حجز مكتب المحجوزات لأموال بأمر قضائي مصادرة؟