على مدار الساعة

استفتاء 5 أغسطس: الإقبال يشغل اهتمام المشاركين والمقاطعين

1 أغسطس, 2017 - 12:30

الأخبار (نواكشوط) ـ استأثرت توقعات نسبة المشاركة ومستوى الإقبال على مكاتب التصويت في استفتاء 05 أغسطس، بالحيز الأوسع من الاهتمام ضمن الجدل السياسي الدائر بين المشاركين في هذا الاستفتاء وبين مقاطعيه؛ وذلك طيلة الأيام العشرة الأولى من الحملة.

 

فبينما تعول المعارضة المقاطعة للاستفتاء على تأثير غيابها في نسبة المشاركة، تقول الأغلبية والمعارضة المشاركة إن التعديلات الدستورية المقدمة في الاستفتاء تمس اهتمامات الشعب الذي تؤكد ثقتها في إقباله بكثافة على مكاتب الاقتراع يوم الخامس من أغسطس.

 

تضارب التوقعات

الناشط في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم عيسى ولد اليدالي، قال إنهم في الأغلبية والحكومة متأكدون من أن هذا الاستفتاء سيشهد أكبر نسبة مشاركة في تاريخ البلاد باعتباره يهم المواطن ويشكل تلبية لمطالب الكثيرين من بينهم حتى أولئك الذين يعارضونه في الوقت الحالي، بحسب تعبيره.

 

وأضاف ولد اليدالي متحدثا للأخبار أن نتائج الاستفتاء ستفاجئ المعارضة، واصفا حملة الداعمين لتعديل الدستور بأنها "ليست صاخبة، ولكنها فعالة"، كما انتقد المعارضة التي قال إنها تعتمد أسلوب مغالطة السلطات والرأي العام مستغلة وسائل الإعلام الخصوصي.

 

من جهته باب ولد بنيوك مسؤول الإعلام في حزب التحالف الوطني الديمقراطي، قال في حديث للأخبار إن حزبه يتوقع نسبة مشاركة مرتفعة في استفتاء 05 أغسطس على عكس ما ترى المعارضة، مشيرا إلى أنه يتوقع أن تتجاوز هذه النسبة عتبة 60%.

 

وعن تأثير مقاطعة أحزاب معارضة وازنة للاستفتاء على نسبة المشاركة، اعتبر ولد بنيوك أن الانتخابات الرئاسية في 2014 والبرلمانية والبلدية في 2013 كشفت عن ضعف تأثير مقاطعة المعارضة على الشعب الذي شارك بإقبال واسع في هذين الاستحقاقين.

 

أما الناشط المعارض محمد الأمين ولد سيدي مولود فأكد أن المعارضة لا تتخوف من نسبة إقبال عالية في استفتاء 05 أغسطس، مبديا مخاوفه من ضخ المال العام الكثيف للرشوة وتزوير المحاضر والضغط على الموظفين العموميين واستغلال هيبة الدولة ووسائلها وعدم حياد الإرادة وبعث البعد القبلي والعودة إلى أساليب الأنظمة البائدة، بحسب تعبيره.

 

ويضيف ولد سيدي مولود للأخبار أن "نسبة الإقبال ستكون ضعيفة جد"، معددا من بين ما يراها أسبابا لهذا الضعف "نبض الشارع، وضجر المواطنين من النظام الحالي، وجهود المعارضة التي فضحت أهداف النظام، وظروف المواطن المنشغل بمشاكله الحياتية في ظل ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة وانعدام الأمن في كبريات المدن".

 

حملة، وحملة مضادة

وافتتح الرئيس محمد ولد عبد العزيز في 21 يوليو من العاصمة نواكشوط، الحملة الممهدة للاستفتاء على التعديلات الدستورية، كما أدى ضمن حملة التعبئة لهذه التعديلات جولات شملت حتى الآن عواصم كافة الولايات الداخلية باستثناء العاصمة الاقتصادية نواذيبو التي يتوقع أن يصلها ظهر اليوم الثلاثاء.

 

وحرص ولد عبد العزيز في مختلف خطابته التي ألقى بنواكشوط وولايات الداخل خلال الأسبوع المنصرم على دعوة الجماهير إلى التصويت بكثافة على التعديلات الدستورية، وطالب بالحضور المكثف إلى صناديق الاقتراع؛ وهو الخطاب ذاته الذي بات يركز عليه منسقو الحملة وأعضاء الحكومة في لقاءاتهم بالجماهير.

 

كما أعلنت المعارضة المقاطعة للتعديلات الدستورية عن تشكيل تنسيقية تضم كتلة المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة وأحزاب التكتل وإيناد والوطن والصواب والقوى التقدمية للتغيير وحركة إيرا" وحراك "محال تغيير الدستور". وأكدت التنسيقية أنها تخوض حملة موازية لرفض تعديل الدستور وذلك عبر تعبئة الجماهير لمقاطعة مكاتب التصويت وبالتالي إفشال مسعى النظام لتعديل الدستور.

 

ونظمت التنسيقية منذ أسبوع أنشطة جماهيرية ومسيرات بمقاطعات العاصمة نواكشوط وبعض ولايات الداخل، فيما وصف قادتها تعاطي الشرطة مع هذه الأنشطة بأنه كان عنيفا، منتقدين ما اعتبروه استخداما مفرطا للغاز المسيل للدموع والهراوات لفض احتجاجات الرافضين لتعديل الدستور.

 

يذكر أن حزب اللقاء الديمقراطي المنضوي تحت لواء كتلة المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، كان الوحيد من بين أحزاب الكتلة الذي يشارك في حملة الاستفتاء على تعديل الدستور؛ حيث قرر دعوة جماهيره للتصويت بـ "لا" في استفتاء 05 أغسطس.