على مدار الساعة

المغرب يخلد ذكرى "ثورة الملك والشعب"

18 أغسطس, 2017 - 12:11

الأخبار (نواكشوط) تخلد المملكة المغربية اليوم الأحد 20 أغسطس 2017، الذكرى الرابعة والستين لـما يعرف بـ"ثورة الملك والشعب".

 

وينظر المغاربة إلى "ثورة الملك والشعب" على أنها "محطة تاريخية بارزة وحاسمة في مسيرة النضال الذي خاضه المغاربة عبر عقود وأجيال لدحر الاستعمار".

 

وقد اندلعت " ثورة الملك والشعب" يوم 20 غشت 1953 حينما قام الاستعمار الفرنسي بنفي محمد الخامس، وأسرته وإبعاده عن عرشه ووطنه، قبل أن يعود عام 1955.

 

قصة محمد الخامس مع المُلك عبارة عن مسار غير متوقع، ذلك أنه لم يكن مرشحا لتولي عرش والده مولاي يوسف الذي توفي صيف 1927.

 

فخلال فترة المرض الذي أودى بالسلطان، كان ابنه إدريس يستعد لخلافة والده تكريسا لعرف تولية أكبر الأبناء، لولا أن الإقامة العامة للحماية الفرنسية كان لها رأي آخر، تقاسمه معها أيضاً "الصدر الأعظم" القوي آنذاك محمد القري. ورغم معارضة بعض الأعيان والفقهاء لهذا القرار، فان إرادة الأقوى سادت وأعلن الأمير محمد بن يوسف سلطانا على المغرب يوم 18 أغسطس 1927.

 

كان عمر محمد الخامس حينئذ لا يتجاوز 18 سنة، ويقول مؤرخون إن السلطات الفرنسية دعمت اختياره لهذا السبب بوصفه شابا بدون خبرة، وكان منصرفا عن شؤون الحكم ودواليب السياسة، فيمكن أن تتحكم فيه بسهولة.

 

لكن يبدو أن حسابات سلطات الحماية لم تكن صائبة تماماً، فرغم أن محمد الخامس -الذي حول لقبه من "السلطان" ذي الحمولة التقليدية إلى "الملك"- مارس صلاحياته السيادية تحت رقابة الحماية ذات السلطة العليا، فإنه تحدى الخطوط المرسومة له وربط اتصالات وثيقة مع قيادات الحركة الوطنية.

 

وقد ساند مطالبها التي اتخذت في البداية عنوانا إصلاحيا، كما تبنى لاحقا خيارها بالمطالبة الصريحة بالاستقلال، خصوصا من خلال الوثيقة الشهيرة التي قدمها عدد من رموز الحركة الوطنية في 11 يناير 1944.

 

وتواصل مسلسل الشد والجذب بين الملك وسلطات الاستعمار من خلال الإشارات التي كان يطلقها محمد الخامس تجاه تأكيد سيادة البلد.

 

وقد تصاعدت الضغوط من قبل الحماية الفرنسية في عهد المقيم العام الجنرال غيوم لتسفر عن نفي الملك يوم 20 أغسطس 1953 في جزيرة كورسيكا ثم أبعِد يوم 2 يناير 1954 إلى مدغشقر.

 

وبادرت سلطات الحماية إلى تنصيب ابن عرفة -وهو أحد الوجوه المغمورة في الأسرة العلوية- ملكا صوريا قوبل برفض عارم من قبل القوى الوطنية والجماهير.

 

وارتفعت وتيرة عمليات المقاومة والمظاهرات المطالبة بعودة محمد الخامس حتى تحققت بالفعل يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1955.