على مدار الساعة

مدينة أشرم والجفاف المضاعف

10 أكتوبر, 2017 - 20:52
محمد ولد محفوظ: باحث إعلامي

في حين يستعد الوطن بشكل عام إلى مكابدة سنة صفراء نتيجة لقلة الأمطار هذا العام في عموم التراب الوطني، وما لذلك من انعكاس سلبي على التنمية الحيوانية والزراعية اللتين هما أساس معاش المواطن البسيط في هذا المنكب البرزخي  .

 

فإن المواطن الأشرمي يأخذ النصيب الأكبر من تلك المعاناة الوطنية والحظ الأوفر من شغف العيش وقلة ذات اليد والأمر في ذلك يعود إلى سببين اثنين هما:

 

1ـــ  انعدام الرعي والزراعة :رغم أن مدينة  أشرم هي عاصمة بلدية السدود التي  يعد أصغر سدودها قادرا  على تغطية حاجة سكان المقاطعة من الحبوب إذا ما استغل الاستغلال الأمثل، فإن أغلب سكانها هذا العام يعشون من دون  تلك الحقول التي كانت بمثابة جنة الدنيا عند السكان هناك ولعل السبب في ذلك يرجع إلى عدة عوامل نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

 

 

العزوف الحاصل عند فئة الشباب عن الزراعة وتطور حياة السكان إلى نمط أهل المدن ــ دون أن  تتوفر شروط ذلك التمدن الذي يستدعي تغير الحال ــ كثرة الحيوانات وضعف الإستحكامات (السياج) الموضوعة حول السدود لمنع المواشي من دخولها، إذ لاتزال أغلب السدود لاتتوفر على سياج يحميها بسبب انصراف أطر المنطقة إلى مصالحهم الشخصية دون الاهتمام بالشأن العام ومايعود بالنفع على المواطن البسيط، فضلا عن انعدام التأطير والتوجيه بأهمية الزراعة ومخاطر الكوارث الطبيعية مثل الجراد وغيره .....

 

2ــ البطالة :كان بإمكان سكان مدينة أشرم في سنة المحل والجفاف هذه أن يعتمدوا على ماتجود به أعمال أبنائهم أو المشاريع المدرة للدخل التي تعمل بها النساء عادة، لكن شيئا من هذا لن يكون فلا الشباب يعملون في مشاريع عامة أو خاصة ولا النساء حصلن على مشاريع تخرجهن من جحيم الفراغ الذي لا يعود عليهن إلا بمتابعة الأفلام الضارة، والسبب  الذي جعل البيوت تعج بجيوش العاطلين من  الرجال والنساء على حد سواء المثقفين وغير المثقفين يعزوه السكان المحليون إلى حالة الإقصاء التي ينتهجها الأطر المحسبون على المنطقة، حيث لم يقوموا بجلب مشاريع مدرة للدخل يكون عمالها من أبناء المنطقة وإن وجد بعضها يكون عماله في مجملهم من الأجانب مثل مدرسة أشرم1 التي تعتمد عليهم في أبسط الأعمال.

 

 

ويزيد سكان المدينة أن عملية  الإقصاء والزبونية والحجب الممنهج الذي تنتهجه مجموعة الأطر وعملائها بحث لم ترع في العباد والبلاد إلا ولاذما ستكون القشة التي قسمت ظهر البعير حيث  ستؤدي إلى تكاتف السكان دونهم واشعار السلطات العليا أن الشعوب استيقظت  من سباتها ولم  تعد تقبل أن تساق مثل القطعان .