على مدار الساعة

هل أتاك حديث القدس؟

11 ديسمبر, 2017 - 23:57
 محمد يحيي ولد العبقري

القدس التي في الوجدان ورمز هويتنا ومهد حضارتنا لم تكن في يوم من الأيام سهلة المنال لأن ما بها من بركة وخير وطبيعة قد تفطن إليه الأعداء فصمموا ألا يستسلموا وأن يقوموا بما في الوسع كي يبقي وضعها: إما عندهم أو موضوع صراع أزلي.

 

وعيا بذلك لم تسمح الأمة – رغم أحوالها - بقابليتها للتفاوض مطلقا فبقت قبلة الجميع يزيدها حبا تربص العدو بها وبالمسجد المبارك فيها.

 

وفي الاعتقاد أننا رغم كوننا مجبولين جميعا لله الحمد علي حبها لا ندرك ما دار بها من معارك جليلة وما حصل من انتصار وما بها من السلف الصالح فهل أتانا خبرها؟

 

لأجله ارتأيت تقديم لمحة موجزة عن ذلك علها تفتح شهية البحث عن درة الأمة فنطلع علي تاريخها وبطولاتها فنزداد في الدفاع والاندفاع والامتناع.

 

 في سنة 15 للهجرة كان فتح القدس على يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وهي المدينة الوحيدة التي فتحها خليفة من الراشدين رضي الله عنهم.

 

تم ذلك بعديد الجهود والمعارك: مؤتة – أجنادين – اليرموك وفيها هزم الروم.

 

إن إقامة العديد من صحابته صلي الله عليه وسلم في القدس دليل آخر علي أهميتها البالغة فقد شد الرحال إليها عبيدة بن الجراح وأبو هريرة وعبد الرحمن بن عوف وبلال بن رباح الذي أقام فيها الأذان لأول مرة منذ وفاته صلي الله عليه وسلم وكذلك خالد بن الوليد وأبو ذر الغفاري وغيرهم.

 

أضف إليه أن مقبرة الرحمة الإسلامية بالقدس بها أضرحة كثير من الصحابة رضوان الله عليهم.

 

كل ذلك كاف للدلالة على قيمتها التي لا تقاس في قلوب المؤمنين.

 

القدس التي أسري إليها برسول الله صلي الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلي الأقصى حيث أمَّ النبيين صلوات الله وسلامه عليهم جميعا.

 

وللتاريخ فقد مرت بالقدس أيام صعاب من الاحتلال لكنها في كل مرة وفي كل دهر ينقذها منقذ بفضل الله وعونه.

 

فقد احتلها الصليبيون عام 493 للهجرة – ليحررها صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين في عام 583 ولتواصل ألقها ودورها الحضاري.

 

وتعرضت القدس للاحتلال البريطاني الصليبي في 1917 للميلاد حين احتلها الجنرال أدموند صاحب المقولة المشهورة وليبدأ التهويد المتدرج برعاية بريطانيا وصولا إلى 1948 ثم نكبة 1967.

 

ومنذ ذلك التاريخ والأحداث تتسارع بالعدو يريد تناسي هزيمة - خيبر – في محرم من السنة السابعة للهجرة.

 

لكن ورغم الإنفاق الكبير في سبيل طمس الحضارة الإسلامية والعربية فلا يزال أهل فلسطين صامدين بفضل الإيمان وقدسية الهدف.

 

فلقد أفشلوا كامب ديفد وأقاموا انتفاضة الأقصى في 28 شتمبر 2000 بعد اقتحام اللعين شارون للأقصى المبارك.

 

الآن وقد ظهر ما خفي وكشف المستور فلا يكفي التنديد والاستنكار بل من اللا بدي – من لا بد - من التخطيط لاستراتيجيات دفاعية قائمة على العلم ترصد لها ميزانيات مناسبة كفيلة برد العدوان لأن: ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

 

أدام الله عافيته على الجميع وحرر الأقصى من المعتدين الظالمين...