على مدار الساعة

"سونمكس" تحت سيف التصفية، كيف وصفها مؤسّسوها في مذكراتهم؟!

14 ديسمبر, 2017 - 14:53

الأخبار (نواكشوط) ـ في ظل تداعيات توجيه القضاء الموريتاني اتهامات بالفساد المالي والإداري ضد مسؤولين بالشركة الموريتانية للإيراد والتصدير "سونمكس" خلال السنوات الأخيرة؛ ما أدى لخسارتها مليارات من الأوقية، وبعد قرار تصفيتها الصادر عن مجلس إدارتها، تنشر الأخبار قراءة في مذكرات مؤسسي هذه الشركة.

 

فقد تناول تأسيس الشركة في مذكراته كل من الرئيس الراحل المختار ولد داداه الذي دافع بقوة عن تأسيسها في ظل معارضة من بعض التجار، ورجل الأعمال بمب ولد سيدي بادي وهو أحد التجار المساهمين في تأسيس الشركة.  

 

الرئيس ولد داداه في مذكراته التي حملت عنوان: "موريتانيا على درب التحديات"، تحدث عن أهداف تأسيس الشركة وحاجة السوق الموريتانية إليها في السنوات الأولى من الاستقلال، كما تحدث عن عقبات قال إن السلطة واجهتها بسبب تهريب المواد التي توردها "سونمكس" إلى الدول المجاورة بفعل إغراء فارق السعر.

 

وعدد ولد داداه من بين أهداف تأسيس الشركة فك العزلة عن المواطنين وتأمين تموينهم، "وجعل مناطق وسط البلاد وشرقها أقل عرضة لعشوائية التموين خاصة أثناء موسم الأمطار".

 

كما يشير الرئيس الراحل في مذكراته إلى أن تأسيس "سونمكس" واجه "عداء معلنا" من طرف بعض التجار، ليوضح ضمن وصفه لنتائج أهدافها بأنها كانت "مدرسة لرجل الأعمال الموريتاني".

 

يقول ولد داداه في مذكراته ضمن خطاب ألقاه بالجمعية الوطنية حول تأسيس "سونمكس":

 

"ستوفر ما يحتاجه المستهلك الموريتاني من المواد الأساسية كمًّا وكيفاً عندما تتم عقلنة التموين. وستكون أولى نتائج هذه العقلنة وتبسيط الدورة التجارية هي تخفيض كلفة الحياة .

 

كما أن هذه الشركة ذات الاقتصاد المختلط ستسمح للمساهمين الموريتانيين باكتساب خبرة مثمرة في ميدان تسيير الأعمال الكبيرة، وبذلك تكون حملة على غلاء المعيشة من جهة، ومدرسة لرجل الأعمال الموريتاني من جهة أخرى".

 

وعن دورها في مجال التصدير يقول الرئيس الراحل إن الشركة حاولت أن تعيد "تنظيم الدورة التجارية لصمغنا الذي ظل على مدى عقود خلت يصدر كما لو كان صمغا سنغاليا أو سودانيا (ماليا) من قبل شركة فرنسية مقيمة في هذين البلدين".

 

ويشير إلى أن هذه الشركة ظلت "تشتري الصمغ من المنتجين على مدى بضع سنوات وتصدره إنتاجا موريتانيا"، قبل أن تؤدي سنوات الجفاف التي عرفتها البلاد في نهاية الستينات وبداية السبعينات "إلى انقطاع تلك التجربة القصيرة".

 

وفي مذكراته الصادرة عن وكالة الأخبار تحت عنوان: "مسيرة بين أشواك السياسة والاقتصاد" يصف رجل الأعمال والسياسي بمب ولد سيدي تأسيس الشركة بأنه يدخل ضمن "فكرة أساسية" لدى جيل الاستقلال ألا وهي "ضرورة الاستقلال الاقتصادي المتدرج".

 

وينقل ولد سيدي بادي في مذكراته أنه كان أحد المساهمين في الشركة بنسبة 5%، ويوضح أنها كانت "تحتكر بيع واستيراد السكر والأرز والقماش والصمغ العربي".

 

كما يضيف أن سونمكس استطاعت تموين السوق الموريتاني بحاجياته الضرورية، و"رعاية البرامج الاستعجالية التي نفذتها الحكومة بعد ذلك لمواجهة وضعية الجفاف وظروف الحرب التي نشبت بين موريتانيا وجبهة البوليساريو".

 

وعن توسع الشركة وانتشار ممثلياتها في ولايات الداخل الموريتاني يؤكد ولد سيدي بادي أن الشركة الموريتانية للإيراد والتصدير "استطاعت بناء مقرات جيدة في مختلف ولايات موريتانيا".