على مدار الساعة

ما ذا بعد تيـرس يا فخامة الرئيس؟

5 يناير, 2018 - 13:31
 د. سيدي المختار الطالب هامه

علمت أيها الرئيس وعلم الموريتانيون أن لا يوجد حاليا رجل معارض يمكن أن تتوحد حوله المعارضة وراءه دولة قد توفر التمويل المطلوب لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة 2019 وأخرى نافذة تضمن شفافية مسار تنظيم تلك الانتخابات.

 

وعملت يا رئيس الجمهورية على تنظيم استفتاء الـ5 من أغسطس وعلمت وعلم الشعب طبيعة رد المعارضة على نتائجه لاسيما ما تعلق بالقضاء على مجلس الشيوخ وبتغيير العلم والنشيد الوطنيين.

 

ودرست يا من بيده القرار الأخير في البلاد الظروف التي جرى فيها ذلك الاستفتاء وحللت نتائجه وحددت مسؤولية مختلف الجهات التي تولت المسار من ألفه إلى يائه واستقصيت حقيقة كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالأفراد والمؤسسات في الحكومة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني المعنية.

 

واليوم وبعد عطلة دامت أكثر من أسبوع بعيدا عن القيل والقال وفي جو صحراوي نقي وهادئ فإن شعبكم ينتظر قرارات جريئة تتخذونها ضمن رؤية واضحة وتخدم جملة من الأهداف تعالج الوضع الحالي للبلد وتهيئ لمرحلة ما بعد 2019 التي تشغل الرأي العام الداخلي والخارج على السواء.

 

وبهذه المناسبة أحيطكم علما يا سيادة الرئيس أن الوضع الداخلي في هذه الظروف الحرجة يسحق الأولوية بشقه السياسي من جهة والاقتصادي والاجتماعي من جهة أخرى.

 

وعلى هذا الأساس فلا بد من عمل يستهدف المصالحة الوطنية يبدأ بدعوة إلى حوار شامل بغية خلق الظروف المناسبة لمعايشة السلمية لكل أنواع الطيف السياسي في البلد ودخول الجميع في تأهيئة انتخابات 2018 و2019.

 

كما لا بد من إعادة الحياة للحزب عبر تجديد مختلف هيئاته وتحديث معايير اختيار مسؤوليه وكل ذلك بالنظر إلى تطبيق نظام المجالس البلدية منتصف العام القادم.

 

وفي هذا الجانب السياسي المحلي نؤكد على ضرورة احترام المعارضة ومساعدتها على لعب دورها بزيادة الثقة في المعارضة المحاورة وإتاحة الفرصة لجر المعارضة الراديكالية إلى المشاركة الفعالة في الحياة السياسية للبلد.

 

وعلى الصعيد الخارجي الذي أوليتموه عناية كبيرة حتى الآن وحققتم فيه الكثير للصالح العام فإنه يبقى مهما بالنسبة للعمل الداخلي أيضا إذ يتعلق به تمويل المشاريع التنموية الكبرى التي تضمنها برنامجكم الانتخابي وكذلك الاستقرار سواء تعلق الأمر بالبلد أو بشبه المنطقة وعلى رأسها منطقة الساحل المجاورة.

 

أما في المجال الاقتصادي والاجتماعي فالأولوية يستحقها تحسين ظروف المواطنين عموما والتخفيف من آثار نقص الأمطار على المنمين والسكان في الداخل خاصة.

 

ومن البدهي يا سيادة رئيس الجمهورية أن تنفيذ إجراءات الإصلاح هذه وتحقيق كامل الأهداف المنشودة من ورائها مرتبطة بالإنسان كفاءة ونزاهة وبالمؤسسات بنية وتناغما وتكاملا.

 

ونلفت انتباه فخامتكم أخيرا إلى ضرورة مراجعة هيكلة الحكومة عموما والتخلي خاصة عن الوزارات المنتدبة لدى أخرى حيث ظهرت إعاقتها للعمل الحكومي، كما أن الحاجة كبيرة في اختيار شخصيات وزانة من حيث الشعبية المحلية وأخرى لها تجربة في عمل المخزن السياسي وفي التعامل مع الأوضاع المتأزمة؛ وهذا لا يعني أبدا عدم مراعاة التوازنات بمختلف أشكالها ولا التخلي عن العناية بالمرأة وبالشباب رغم بعض التجارب التي كانت مخيبة للآمال.

 

ألا يفرض الفوز في الانتخابات البلدية والنيابية والمجالس الجوية 2018 والرئاسية 2019 على الموالاة إنجازات ملموسة تنعكس إيجابا على المواطنين وخلق جو ملائم ينسجم فيه عمل اللاعبين السياسيين في الوطن ثم مباركة القوى الخارجية المعنية مباشرة بدول المنطقة في القارة الإفريقية؟

 

ألا يكون أيضا الأمر أكثر ضرورة إذا ما كانت المأمورية الثالثة مشروعا منظورا؟