على مدار الساعة

باحثون وساسة يناقشون علاقات موريتانيا في ضوء أزمة الخليج

7 يناير, 2018 - 23:54
منصة الندوة المنظمة في نواكشوط مساء الأحد (الأخبار)

الأخبار (نواكشوط) – ناقش باحثون وساسة علاقات موريتانيا مع الدول العربية في ضوء الأزمة الخليجية، وذلك في قاعة المحاضرات بمدرسة "النجوم" في نواكشوط، نظمها منتدى الحكمة، وتحدث المحاضرون فيها عن سياق قطع موريتانيا علاقاتها مع قطر، وكذا علاقاتها مع السعودية والإمارات.

 

الباحث سيدي أعمر ولد شيخنا قدم قراءة في علاقات موريتانيا الدبلوماسية، وقرارات قطعها مع الدول، مؤكدا أن ذلك أخذ أبعادا متنوعة، فأحيانا – يقول ولد شيخنا – كان لتنفيذ قرارات منظمات إقليمية كقطع علاقاتها مع ابريطانيا 1965، تنفيذا لقرار منظمة الوحدة الإفريقية، أثناء قضية أوديسيا.

 

وأضاف ولد شيخنا وكذا قطع علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية 1967 عقب النكسة.

 

ورأى ولد شيخنا أن البعد الثاني هو قطع علاقات نتيجة خلافات مع موريتانيا كقطع علاقاتها مع الجزائر إثر اعترافها بالصحراء الغربية، وقطع علاقاتها مع المغرب بعد انقلاب 16 مارس 1981، وكذا قطع علاقاتها مع السنغال 1989.

جانب من حضور الندوة مساء الأحد في قاعدة المحاضرات بمدارس النجوم (الأخبار)

 

البعد الثالث، وصفه ولد شيخنا بالبعد المفاجئ والمستغرب، وعدد فيها قطع موريتانيا علاقاتها مع إيران 1987 بعد خلافها مع الكويت، وكان موريتانيا الدول الوحيدة التي قطعت علاقاتها مع إيران، وكذا قطع علاقاتها مع العراق 1999، وأخيرا قطع علاقاتها مع قطر العام المنصرم.

 

ووصف ولد شيخنا القرار بالمفاجئ والمستغرب، والذي يجعل موريتانيا تنحاز إلى المحور الخطأ، والذي يتناقض مع مسيرتها خلال الأعوام الأخيرة، حيث إنها انحازت إلى المحور المطبع، والداعم لإسرائيل، ولقرار اترامب الأخير في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما أنها المحور الذي يدعم الدكتاتوريات، في حين أن موريتانيا أكثر تقدما ديمقراطيا منه.

 

ورأى ولد شيخنا أن الخلاف العربي انتقل من انقسام بين محور مطبع، ومحور ممانع تجعهما الدكتاتورية إلى انقسام حول محور الثورة، ومحور الثورة المضادة.

 

غياب المشروع

الدكتور عبد الصمد ولد امبارك أكد تحدث عن غياب المشروع المجتمعي لدى الجيش الموريتاني بعيد انقلابه على الرئيس المختار ولد داداه 1978، وذلك خلافا للجيوش العربية في عدة دول أخرى كالعراق، وسوريا وليبيا، مشيرا إلى من أبرز أهداف الانقلاب كانت إيقاف حرب الصحراء.

 

وقال ولد امبارك إنه سيتحدث عن جوانب إيجابية في العلاقات الموريتانية العربية، مذكرا بدعم الجزائر لموريتانيا في إيجاد عملتها الوطنية الأوقية 1973، وكذا دعمها في تأميم شركة ميفرما الفرنسية.

 

ورأى ولد امبارك أن قرار موريتانيا قطع علاقاتها مع قطر لم يكن مفاجئا، مردفا أن جاء في إطار رؤية عربية ضمت العديد من الدول التي اتخذت الموقف ذاته، معتبرا أن القرار كان ناضجا، ومحنكا.

 

وتحدث ولد امبارك عن أدوار عديدة لموريتانيا في خدمة النظام العربي، مشيرا إلى أن من آخرها إنقاذ موريتانيا للعمل العربي المشترك من خلال استضافتها للقمة العربية الماضية، وكذا إطلاقها على القمة اسم "قمة الأمل"، وإعادتها للأولويات العربية في البيان الصادر عن القمة على رأسه القمة العربية.

 

خطر الارتهان

الرئيس السابق لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" اعتبر أنه في موضوع العلاقات الخارجية لموريتانيا يكون من الخطأ الكبير الارتهان لسياسة المحاور، مؤكدا أن موريتانيا من ضمن مجموعة من البلدان ليس من مصلحتها ولا قدرة لها على أن تكون جزءا من سياسة المحاور، التي تميلها توجهات إيديولوجية لدول معينة، أو مواقف لبعض القادة.

 

وأضاف ولد منصور أن عليها السعي لتحسين العلاقة مع الجميع ما أمكن ذلك، وأن لا تكون طرفا بادئا في إساءة العلاقة مع أي كان.

 

وأرف ولد منصور: "كما أنه ليس مطلوبا من النخب الموريتانية والقوى السياسية الموريتانية أن يكون حديثها في العلاقات الخارجية دفاعا أو تبنيا لموقف هذه الدولة أو تلك، فموريتانيا أولا، ومصالحها أولا".

 

متظاهرون بـ"الريموت كونترول"

الأمين العام المساعد للحكومة الدكتور محمد إسحاق الكتني وصف قطع العلاقات مع قطر بأنه قرار سياسي، وأكد أن مبرراته هي المبررات التي قدمتها الخارجية في البيان الذي أصدرته نفس المساء، معتبرا أنه لم يتم احترام القرار، حيث قام شباب من اتجاه معين ونظم مظاهرات ضد دولته وباتجاه سفارة دولة أجنبية.

 

وأضاف الكنتي أن شباب الاتجاه الذي نظم المظاهرات معروف أنه ليس شبابا طائشا، ولا يتحرك من تلقاء نفسه، وأنه شباب منظم، ومنضبط، ويتحرك بـ(الريموت كونترول)"، مؤكدا أن من يحركه بـ"الريموت كونترول" طلب منه الذهاب إلى سفارة قطر والاحتجاج على قرار قطع العلاقات معها.

 

وشدد الكنتي على أن موريتانيا دولة ذات سيادة، وأن موضوع السياسة الخارجية في النظام الرئاسي شأن يخص رئيس الجمهورية، مردفا أن هذا أمر معترف به بشكل كامل.

 

ـــــــــــــــــــــــــ

يمكنكم متابعة مداخلات المشاركين على صفحة الأخبار على فيسبوك بالضغط هنا